سيادة الرئيس «عبدالفتاح السيسى»: هذه ليست مصر التى ثُرْنا لتكون لنا وطناً آمناً وملاذاً، نحن لا نشعر بالأمان، ننام وفى فراشنا أجهزة تنصت وكاميرات تسجل همساتنا وهفواتنا.. بل نحن لا ننام، لأننا نحرس أنفسنا من أجهزة الشرطة التى تعتبر كل مواطن متهماً إلى أن يثبت العكس!
أما «أبطال» نشر الفضائح والأكاذيب فقد قربتهم منك (!!).. وتصدروا المشهد الإعلامى بفلوس «رجال الأعمال» ممن يخدمون النظام بما يتصورون أنه «رشوة» لحكم مصر من الباطن!
لقد وعدتنا أن تحارب الإرهاب وتقضى على الفساد.. أليس ما فعله «أحمد موسى» هو قمة الفساد الأخلاقى والإعلامى.. إن لم تتدخل- سيادتكم- لتحجيم كل مَن صافحك، فأُصيب بالسعار وأخذ يأكل لحم المصريين، فلن يحمينا أحد.
إنها عملية تصفية لكل رموز 25 يناير، لكنى أُذَكِّر الجميع بأن النائب المبدع «خالد يوسف» كان أحد أبطال 30 يونيو، وأنه صانع الحالة المرئية لمشهد مظاهرات الملايين التى قدمناها دليلاً للعالم على ثورتنا.
أُذَكِّر بأن «يوسف» أحد المُبَشِّرين بالثورة، فى آخر مشاهد فيلمه «هى فوضى»، وأنه حرَّض الناس طويلاً على التصدى للقهر والاستبداد فى أفلامه.. وأنه قيمة فنية نفخر بها فى المحافل الدولية.. فما الجريمة التى يُعاقَب عليها؟!
مَن الذى يقف خلف الجريمة المدبرة لاغتيال «يوسف» معنوياً، وتقديم نموذج «القتل الممنهج» لإشاعة الرعب فى قلوبنا؟!
حتى رئيس الجمهورية وكبار قادة الدولة لم يسلموا من «التسريبات» دون أن نعرف مَن الجانى، لكن هذه التسريبات كانت لصالح العدو: «قناة الجزيرة».. أما الآن فالمؤامرة من الداخل، ويد «أحمد موسى» ملوثة بدماء «خالد يوسف»!
لو كانت القيادة السياسية حاسبت «الأجهزة» التى قدمت التسجيلات لصاحب الصندوق الأسود «عبدالرحيم على»، لتغير منهج «الإعلام الأمنى» واختفى نجوم التشهير والفضائح.. لكن النظام قبل أن يكون سيف الإعلام المسموم سلاحه للتصفية الأدبية لمَن يراهم خصوما، أو لتجهيز الرأى العام لحبسهم احتياطيا على ذمة «تدخل الغرب» لتبرئتهم!
سيادة الريس: أنا أكتب وعقلى يتملكه «رقيب» يُفزعنى، يقول إن ما أعتبره نصحاً أو نقداً سيفسر ضدى، وإننى سأُصَنَّف من أعداء النظام، رغم أننى واحدة ممن جاهدوا فى طلبك رئيسا.. لكنى لن أبتلع لسانى، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
لقد أساء «أحمد موسى» للنظام وشوه صورته أمام العالم بالصور المفبركة أكثر مما فعل «إعلام الإخوان» بنا.. إنه كالدب الذى قتل صاحبه، ثم أخذ يرقص على جثته وهو يحصد الشهرة والثروة.. وشماتة جمهور غوغائى يعشق الفضائح الجنسية!
لقد قلت يا سيادة الرئيس إنك لستَ مديناً لأحد وليس عليك فواتير تسددها لأحد، فى إشارة إلى اتجار بعض الإعلاميين بقربهم منكم، واستثمار ظهورهم إلى جوارك لتحقيق مصالحهم الخاصة.. غسلتَ يديك من أفعالهم، وكان واجبا أن توقفهم عند حدودهم.. نحن نشكو الإعلام اليك: «إعلام 30 يونيو»، الذى تحلق حولك وباركتَه!
لقد صبرنا على الغلاء، تحملنا المعاناة فى صبر، لأن البلد فى حالة حرب، لكن أجهزتكم ورجالكم يحاربوننا نحن.. يقتصون لأنفسهم من صناع 25 يناير، الذين أغلقوا خزائن «مبارك» فى وجوههم.
هل تقبل- سيادة الرئيس- أن تعود مصر إلى الخلف فى عهدك، أن تسقط دولة القانون، وأن نصبح شعبا من العراة الجياع الخائفين من تآمر الأجهزة والإعلام علينا؟.
هل تقبل أن نكفر بوحدة 25/ 30.. وأن نفقد إيماننا بوحدة الصف فى مواجهة أعداء الوطن؟
أقولها بكل صدق: أنا أتحسر حين أرى «مكاسب حاشية الرئيس»، وتبجحهم وفجورهم.. أشعر بالخوف على بلدى وأنا أرى حمَلة المباخر يحددون مصيرنا من جديد.
القضية ليست فى طعن «خالد يوسف» فى شرفه فحسب، ولا فى نشر الفحشاء على قناة «صدى البلد» ومخالفة «أحمد موسى» لـ«ميثاق الشرف الصحفى والإعلامى».. بل فى اللوثة العقلية التى أسقطت ضميره المهنى والأخلاقى.. لأسباب موضوعية: فالدستور الذى يحمى الحياة الخاصة للمواطنين لم يُفَعَّل.. ولا يوجد قانون لتنظيم العمل الإعلامى.. والنظام غارق فى المشكلات من مواجهة الإرهاب إلى سد النهضة!
سيادة الرئيس: احمِنا.. أو اقبل استقالتنا من قوائم شعبك!!