x

أسامة خليل رئيس الزمالك ونائب الأهلى بين سندان البرلمان ومطرقة الجماهير أسامة خليل الأربعاء 16-12-2015 21:28


الآن أتحدث عن «الرياضيين والبرلمان»، وهو الموضوع الذى علقت التعرض له خلال فترة الانتخابات، احتراماً لحق المرشحين فى الحصول على فرصهم كاملة دون تشويش أو عرض لوجهة نظر أتبناها بمعارضة مبدأ الجمع بين العمل التطوعى فى إدارة الأندية والاتحادات وبين العمل العام لخدمة الشعب فى مجلس النواب.. فإذا كان الدستور والقانون أعطاهم الحق فى الجمع بين المنصبين أو العملين فإن حق الناس عليهم والأمانة التى حملها الناخبون لهم يعطيانا الحق فى مراجعتهم حتى لا يفقدوا القدرة على خدمة الناس الذين انتخبوهم ووثقوا فى خطاباتهم الانتخابية.

وهنا سأكون محددا فى اختيار من أقصده وهما: رئيس نادى الزمالك، ونائب رئيس النادى الأهلى، الصديق الدكتور أحمد سعيد، فكلاهما يحتل منصبين رفيعين فى الناديين الكبيرين، والأول يكاد يكون هو المسؤول عن كل كبيرة وصغيرة فى النادى الأبيض ولا تسير نملة داخل هذا الصرح إلا ولديه صورتها وتسجيل فيديو لحركتها، وهى طريقة وأسلوب- وإن كنت أختلف معه- إلا أنه حقق إنجازاً ملموساً ونجح فيما فشل فيه الآخرون طوال عشر سنوات، وفاز الزمالك بثنائية بطولتى الدورى والكأس، وأعاد الفرحة للجماهير التى زاد واتسع طموحها وتحلُم الآن بالفوز بالبطولة الأفريقية والوصول إلى كأس العالم للأندية، وربما تكون حالة التوحد بين رئيس النادى والإدارة هى التى خلقت هذا الإنجاز، أما وأنه عاد إلى السياسة ودخل البرلمان بكل مشاكله وقوانينه وصراعاته وجلساته المطولة واستجواباته وطلبات أهالى دائرته، فهذا دون شك سيقتطع جزءا عظيما من الوقت المخصص للزمالك، وسيقلل من التركيز والمتابعة والتدقيق فى شؤون النادى التى كان يحملها وحده.

ونفس الأمر مع الدكتور أحمد سعيد، نائب رئيس النادى الأهلى، وإن كان تأثير غيابه أو انشغاله أقل حدة نظراً للأداء المؤسسى الموروث فى القلعة الحمراء، ولكن وجوده على رأس المكتب التنفيذى وعمله كرئيس وزراء النادى، حيث تمر عليه كل التفاصيل الإنشائية والرياضية واللائحية، وأضيف إليها الإعلامية وغيرها من الشؤون التى تحتاج إلى تفرغ وتركيز ومتابعة ويصعب إنهاؤها بالشكل الأمثل فى اجتماع أسبوعى، ومن ثم فإن وجوده فى البرلمان قد يأخذ من عطائه للأهلى، خاصة أن مجلس النواب الحالى يأتى فى مرحلة انتقالية صعبة، حيث أوكل إليه مراجعة جميع التشريعات والقوانين التى صدرت فى العامين الماضيين، والأهم والأخطر هو إصدار قوانين تتوافق مع الدستور الجديد، ما يعنى أن جدول جلسات مجلس النواب سيتضاعف ولن يكفيهم العمل ٢٤ ساعة طوال الدورة الانتخابية للانتهاء من المهمة الشاقة المكلف بها البرلمان.

وعن نفسى لا أعلم من أين سيأتون بالوقت والتركيز والمجهود لممارسة حياتهم الطبيعية، أكل وشرب ونوم ودخول الحمام، ولكن إذا كان هذا هو اختيارهما، وهو حقهما، فعليهما أن يعلنا تحمل المسؤولية كاملة أمام جماهيرهما من أى هزة تحدث داخل الناديين.

وبالمناسبة أود الإشارة إلى أن العمل التطوعى فى الأهلى والزمالك تكليف كبير ومسؤولية عظيمة وعمل وطنى وخدمة جليلة لملايين المشجعين، يتجاوز فى أهميته (من وجهة نظرى) تمثيل دائرة مهما كبرت واتسعت رقعتها تبقى صغيرة أمام جماهير الناديين المنتشرين فى مصر والعالم العربى.

ولكن إذا كان من حق رئيس الزمالك ونائب رئيس الأهلى، ولديهما القدرة الخارقة على القيام بالمهمتين معاً، فلا أفهم كيف لاتحاد الكرة أن يقبل ببقاء مديره التنفيذى فى منصبه بعد انتخابه فى مجلس النواب؟! وكيف جاءت له الجرأة فى الاستمرار؟! فهذا هو العبث بعينه!!

■ ■ ■

أزعجنى ما سمعته وعلمته من تدخل المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، لترجيح كفة اختيار المهندس فرج عامر، رئيس نادى سموحة، لرئاسة لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، وإبعاد كابتن طاهر أبوزيد عن اللجنة، وهنا أريد أن أشير لبعض الأمور المهمة:

أولاً: لو صح تدخل وزير الشباب والرياضة فى هذا الأمر، وهو فى الغالب صحيح، فهو مؤشر خطير لتدخل السلطة التنفيذية فى رسم حركة نواب السلطة التشريعية.. وهو الأمر الذى يقلل فرص قيام النواب بدورهم فى المراقبة والمحاسبة، فكيف لرئيس لجنة جلس على مقعده بمساعدة وزير أن يسعى لمحاسبته إذا أخطأ أو يطلب إقالته إذا توغل فى الخطأ؟!

ثانياً: هذا التدخل من الوزير بأى شكل من الأشكال قد يعنى أن هناك خطأ أو مخالفات فى وزارته يخشى أن ينكشف سترها، وهو أمر إن كنت أستبعده عن المهندس خالد عبدالعزيز، وهو رجل أشهد له- فى حدود معرفتى الشخصية- بنظافة اليد والاجتهاد والقدرة على العمل المتواصل والإنتاج، إلا أن طرح نفسه فى هذا المعترك يثير علامات استفهام والتعجب، وعليه أن يجيب عنه، ليس بتصريح رسمى ينفى تدخله، ولكن بالتنبيه على من يسانده عدم التلويح للأعضاء بالمزايا التى سيحققها لهم من وزارة الشباب والرياضة.

■ ■ ■

جاء قرار اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» بتحديد مدة الرئاسة أو عضوية المكتب التنفيذى بـ«١٢ عاما» ليخرس الألسنة الفاسدة التى ترفض تحديد مدة عضوية مجالس إدارات الأندية والاتحادات أو تضغط على وزير الشباب والرياضة لرفع هذا البند من القانون الجديد، متحججة بالعقوبات الدولية، أما الآن وبعد أن فعلها «فيفا»، معمل الفساد والفاسدين، والذى يتوزع أعضاؤه بين سجون أمريكا بتهمة الرشوة أو الإيقاف من ممارسة عملهم بتهم الفساد، فإنه لم يعد لدينا حجة فى وضع هذا البند فى القانون وإيقاف الجدل مع الفاسدين والمعمرين فى الاتحادات والأندية الذين قتلوا الطموح وجرّفوا الوسط الرياضى من صعود قيادات جديدة حتى يستمروا هم إلى أبد الآبدين.

■ ■ ■

إن لم تخنى الذاكرة فإن آخر حديث طويل دار بينى وبين الكابتن عدلى القيعى كان تليفونياً وقت انتخابات الإعادة الرئاسية بين الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق، واشتبكنا فى الجدل والنقاش كعادة أغلب محادثاتنا، حيث كنت أرى انتخاب مرسى أمرا كارثيا، لأنه إن نجح سيمكن جماعته ضيقة الأفق مغلقة الانتماء والرؤية من إذلالنا، بينما كان يرى القيعى (وهو ليس إخوانيا) أن شفيق امتداد لعصر مبارك، وأن انتخاب محمد مرسى فرصة للتغيير والإطاحة بمن تبقى من العهد السابق وأن الجماعة هى الفصيل السياسى الوحيد القادر على النهوض بالبلد إذا ما أخذت الجماعة فرصتها، ومن ذلك الحين لم نتحدث مطولاً أو نلتق حتى علمت باختياره متحدثاً إعلامياً للنادى الأهلى، ورغم تحفظى على هذا الاختيار، اقتناعاً منى بأن إمكانيات القيعى أكبر من هذا المكان وأن العمل اليومى يحتاج إلى شباب من أهل هذا العصر يفهمون اللغة الإعلامية والإلكترونية ويجارون سرعتها وأفكارها، ولكنها كانت خطوة جيدة من مجلس الإدارة تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد الأول: الاستعانة بخبرة عجوزة يحتاجها المجلس الشاب فى خبرته، والثانى: التأكيد على أن الأهلى ملك لكل أبنائه وليس معنى أننا اختلفنا فى الانتخابات أن يُقصى من المشاركة فى البناء.

ولكن فى الأسابيع الأخيرة وبعد أن عدل الأهلى عن قراره، بعد انقلاب القيعى وخوفه من المشاركة فى مجلس تحاك حوله المؤامرات وتضغط لإسقاطه، وجدته يحرص على الظهور ويلجأ إلى أسلوب قديم وعقيم ومقيت وبغيض فى الهجوم على الأهلى والتلميح والتلقيح بكلام كاذب وساذج عن اختراقه إعلامياً من الزملكاوية، ولا يُظهر دليلاً سوى كلام مرسل من خيال عجوز.

ومن المهم هنا أن نراجع سوياً الكلام عن «احتكار حب الأهلى» والدفاع عنه وحرمان أى طرف من نيل هذا الشرف أو التشكيك فى نواياه، وعلينا أن نعلم أن هناك أُناساً اغتنوا غنى فاحشاً من حب الأهلى ويتحدثون فى الإعلام عن الولاء والانتماء وعندما يُطلَبون للعمل يكون أول بند فى طلباتهم: «حنقبض كام؟».. فالمتاجرة بحب الأهلى والزمالك باتت احترافاً لتجار الكلام.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية