x

رامي جلال درس مبارك للسيسى رامي جلال السبت 12-12-2015 21:25


دروس سياسية كثيرة يجب تعلمها من فترة حكم الرئيس مبارك، وذلك لتجنب القيام بمعظم ما كان يفعله هو! ومع ذلك فإن أسوأ السموم يُستخرج منها أنجع الأدوية، فهل يمكن للنظام الحالى أن يتعلم درسا من نقاط القوة القليلة لنظام مبارك؟ أظن ذلك.

أحاط مبارك نفسه بمجموع من الأكفاء سياسياً، بغض النظر عن توجهاتهم وممارساتهم، لكنهم «سياسيون» يديرون مشهداً سياسياً، مما يجعل الارتجال السياسى فى أقل مستوياته (تذكر أسامة الباز، فتحى سرور، مفيد شهاب، على الدين هلال، صفوت الشريف، عبد السلام المحجوب، بطرس غالى، أحمد درويش، محمود محيى الدين وغيرهم)، وكان يمكن أن يأتى هذا بثمار جيدة للدولة لو توافرت الرؤية العامة لدى صانع القرار، لكن للأسف غاب المايسترو.

كان الإعلام، ومن ثم الرأى العام، فى زمن مبارك يهاجمانه طوال الوقت (إما باختيار حر تبعاً لمبدأ «حرية النباح»، أو بإيعاز من النظام نفسه تبعاً لمبدأ «التنفيس عن الناس بشتم المؤسسات»).. كان «المعلمين» حول مبارك يمثلون خط الدفاع الأخير حوله؛ فإن أُطلقت السهام على الإعلام فإن «الشريف» سيتلقاها كاملة.. وإذا وقعت واقعة سياسية مع النخبة، فهناك حوائط الصد «شهاب» و«هلال».. وإن انتقد أحدهم المحافظين يصب الأمر فى النهاية عند «المحجوب».. وإن ثارت الثائرة على البرلمان تُصب اللعنات على «سرور» أو «الشاذلى» (لاحظ أن الأمور تداعت عندما تصدر «أحمد عز» المشهد، فهو ليس سياسياً أو من معلمى زمن مبارك بل من شلة الابن).. أما لو اقترب الأمر من الرئيس، يقف «الباز» حائلاً دون لمس شراشيب بنطال رأس النظام.. كل هذا كوّن الصورة الأسطورية الزائفة عن الرئيس العظيم المحاط بفاسدين.

النظام الحالى لا يشجع الشخصيات المميزة سياسياً (ربما خوفاً من طرحها كبديل)، وبالتالى يتصدر المشهد الآن مجموعة من نجوم الشاشات الفضائية! وهذا لا علاقة له بالسياسة بكل تأكيد (راجع أسماء رؤوس الحربة ممن يقسمون الأرزاق الآن بالبرلمان الجديد)، هؤلاء لا يبنون أوطاناً بل قنوات فضائية. وما لزوم وجود مايسترو إن كان من أمامه لا يتقنون العزف إلا على الطبلة! فحتى «كونشرتو الطبلة» يحتاج لآلات مساعدة.

فى الوقت الحالى، أى انتقاد لأى شخص بدءاً من عامل النظافة بأى مؤسسة، وحتى أعضاء مكتب رئيس الجمهورية، هو عبارة عن طعنات متتالية للرئيس نفسه، وانتقاص تراكمى من شعبيته (خد من التل يختل)، وذلك لغياب حوائط الصد.. وعلى الرئيس الحذر، فنقطة الماء تكسر الصخر بالتراكم، ولا يمكن أن ينام الرئيس مرتاحاً مطمئناً متغطياً بشعبيته لأن هذه الشعبية- دون حوائط صد- ستأكلها فئران السفينة قبل أن تقفز باحثة عن سفينة أخرى لتخريبها.

Twitter: @RamyGalal1985

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية