x

ياسر أيوب البرلمان ولجنة الشباب ياسر أيوب الجمعة 11-12-2015 21:34


قد يرى كثيرون أنه ليس لائقا أن أكتب الآن وهنا عن لجنة الشباب بالبرلمان الجديد.. اللجنة التى بدأ يحلم ويحارب من أجل الفوز برئاستها وعضويتها رياضيون كثيرون نجحوا فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. فعلى الرغم من احترامى للجميع ولكل الكتابات والأقوال والتصريحات التى انتثرت مؤخرا عن تلك اللجنة وتشكيلها.. فإن الكثيرين للأسف الشديد تجاهلوا حقيقة بسيطة وواضحة، وهى أن تلك اللجنة ليست لجنة رياضية أصلا.. واسمها الرسمى فى وثائق البرلمان هو لجنة الشباب.. ولم يكن اسمها فى أى وقت مضى لجنة للشباب والرياضة.. وإذا كان ذلك هو واقع وحقيقة ما جرى فى الماضى، فالحاضر والمستقبل يفرضان على الجميع المحافظة على هذا التصور والإبقاء عليها لجنة للشباب وليس للشباب والرياضة..

فالبرلمان يحتاج لمَن يفتح كل الملفات المعطلة والمهمَلة الخاصة بالشباب فى مصر.. البطالة والأحلام المؤجلة والحقوق الضائعة والمشروعات والقروض التى يحتاجها ملايين الشباب فى مصر، والتى آن أوان اختطافها أو استعادتها من عواجيز السياسة والفكر والكلام والأوهام.. أما الرياضة فهى جزء من اهتمامات هذه اللجنة، وليست دورها الرئيسى..

ولاأزال أحلم بشكل جديد ومختلف لتلك اللجنة أياً كان رئيسها وأعضاؤها.. لا أتمناها لجنة لا يسمع أحد لها صوتاً إلا عند كل أزمة وخسارة كروية أو أوليمبية.. أو لجنة ستقضى السنوات المقبلة تناقش الإبقاء أو إلغاء بند الثمانى سنوات فى قانون الرياضة الجديد.. أو لجنة تتفرغ لمناقشات دائما تخص هموم الأهلى والزمالك وقضايا اللاعبين المحترفين ومسؤوليهم الهواة..

إنما هى لجنة ينبغى أن تكون وتبقى موجوعة ومهمومة أكثر بكل شباب مصر وفتياتها.. ويمكنها إلى جانب قضايا الشباب والفتيات أن تشرع فى محاربة الفساد الرياضى فى مصر بعيدا عن الولع بالأضواء والكاميرات وتصفية الحسابات والمصالح الشخصية..

ولهذا لا أرى أنه من الضرورى أن يكون رئيس هذه اللجنة صاحباً لتاريخ رياضى حافل أو تلحقه طوال الوقت أضواء الرياضة واهتمامات إعلامها وجماهيرها.. ولا أقصد بذلك الرفض أو الاعتراض على تولى أى شخصية رياضية، إنما أقصد فقط ألا يكون التاريخ أو المنصب الرياضى هو المعيار الأساسى الذى يستند إليه نواب البرلمان لاختيار رئيس لجنة للشباب فى البرلمان..

وأن يطلب هؤلاء النواب ممن يود رئاسة هذه اللجنة شرح رؤاه وأفكاره لمواجهة كل قضايا ومطالب شباب مصر وفتياتها، وليس الحديث عن الأهلى والزمالك والثمانى سنوات وبطولة الأمم وكأس العالم.. فكل القضايا الكروية والرياضية لا تحتاج فى واقع الأمر لتلك اللجنة ورئيسها وأعضائها.. فالرياضة المصرية ليست مقطوعة اللسان أو فى حاجة لنائب يقف تحت القبة يدعو الآخرين للالتفات إليها..

فالرياضة تملك إعلامها وشاشاتها وبرامجها ونجومها وأموالها وإغواءها السياسى والاجتماعى، وقادرة على أن يصل صوتها وهمومها وخلافاتها- وحتى فضائحها- للجميع.. لكن شباب مصر وفتياتها لا يملكون أى شىء..

لا يملكون أى صوت أو فرصة أو حق الحديث عن همومهم وجروحهم، ويتاجر بهم الجميع، لكن لا يسمعهم أو يحترمهم أى أحد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية