x

ياسر أيوب ليس الحل هو حل اتحاد الكرة ياسر أيوب الخميس 10-12-2015 21:09


أرفض تماماً كل تلك الدعوات والصرخات المطالبة بحل مجلس إدارة اتحاد الكرة بعد الأداء الهزيل والخروج الحزين للمنتخب الأوليمبى من أمم أفريقيا للشباب.. وأرفض أيضاً أى ضغوط أو رسائل علنية أو سرية لخالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، بضرورة التدخل والقرار الحاسم بإبعاد كل تلك الوجوه عن إدارة كرة القدم فى مصر..

لا أقول ذلك دفاعاً عن اتحاد الكرة أو تمسكاً ببقاء مسؤوليه فوق مقاعدهم رغم نتائجهم وهزائمهم.. إنما دفاعاً عن الحق والاحترام والرغبة الحقيقية فى تغيير حقيقى يطال أفكارنا ورؤانا وأحكامنا.. فخسارة مباراة أو الخروج من بطولة مهما كان قاسياً ومهيناً وفاضحاً يبقى أمراً لا علاقة له بأى حكومة أو وزير.. ولا أعرف إلى أى أساس استند حمادة المصرى، عضو مجلس إدارة الاتحاد، المشرف على المنتخب الأوليمبى، وهو يعلن أنه سيقدم تقريره عما جرى فى السنغال لوزير الرياضة.. فالأندية المصرية لم تنتخب حمادة المصرى ليصبح مسؤولًا أمام وزير يقدم له التقارير وينتظر منه الملاحظات والتعليمات..

ولو كنت مكان الوزير لاعتذرت عن قبول هذا التقرير الذى لا يخصنى ولا يعنينى أيضاً.. ولا أعرف إلى متى ستدوم هذه الفوضى وهذا الخلط الواضح والفاضح بين الحدود والأدوار والواجبات.. وسيبقى ذلك يرافقنا كثيراً جداً لسنين أخرى مقبلة طالما لا نتغير نحن أولاً.. فلا أحد يسأل عما سيجرى لو قام الوزير بالفعل بحل اتحاد الكرة حتى لو تجاوزنا أزمة جديدة مع الفيفا وتلك الرسائل المعتادة والاتهام بالتدخل الحكومى والتهديد بتجميد النشاط الكروى.. سيقوم الوزير بتعيين لجنة مؤقتة تدعو لانتخابات جديدة بنفس النظام القديم لتأتى نفس الوجوه القديمة كأنها مجلس إدارة جديد للاتحاد..

وبعد أوركسترا الترحيب بهؤلاء القدامى الجدد.. تأتى الخسارة أو الأزمة الكروية فتنسحب فرقة الترحيب الموسيقية وتأتى بدلاً منها فرقة الصراخ والغضب والمطالب الزاعقة بحل هذا الاتحاد الفاشل.. وهكذا لا شىء يتغير ويبقى الجميع يتابعون ما يجرى كأنهم يشاهدون فيلماً قديماً ويحرصون على متابعته رغم أنهم رأوه من قبل عشرات المرات.. فلا أحد مثلًا يفكر فى مراجعة نظام الانتخاب الكروى وتعديل حجم أصوات الأندية حسب عطائها ومشاركتها بدلًا من مساواة الأهلى والزمالك والإسماعيلى والاتحاد والمصرى بأى مركز شباب يلعب الكرة..

لا أحد يعيد التفكير فى الشروط البالية التى تمنع الكثيرين من ترشيح أنفسهم وخوض انتخابات أى اتحاد أو ينتبه إلى أنها شروط يتم تفصيلها بالعمد لتبقى نفس الوجوه ونفس الأفكار.. لا أحد يؤكد أن حكاية إشراف عضو مجلس إدارة على أى منتخب هى مجرد نكتة قديمة لم تعد تثير إلا الاستغراب والأسى..

لا أحد فكّر مرة فى محاسبة كل من يخرج للناس يهدد بفضح الأسرار والكشف عن الكواليس ثم يسكت فجأة بعد مراضاته وراء أبواب مغلقة.. كأنها أجواء عصابة قُطّاع طرق وليس مجلس إدارة اتحاد كرة بكل مسؤوليه ومنتخباته وأجهزته الفنية والإدارية.. لم يتوقف أحد أصلًا أمام فضائح المراهنات وفساد المباريات الودية، لكن انتفض الجميع الآن غضباً بسبب الخسارة أمام مالى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية