x

ياسر أيوب المصريون خارج مصر ووزارتهم ووزيرتهم ياسر أيوب الأربعاء 09-12-2015 21:21


لدىَّ أكثر من سبب لتوجيه هذا الشكر العلنى لنبيلة مكرم، وزيرة الهجرة والمصريين فى الخارج.. ليس أولها أو أهمها هو اهتمام الوزيرة بما كتبته هنا عن ضرورة الاستثمار الرياضى لأبناء المصريين فى الخارج.. فهناك فى كل تلك البلدان البعيدة يقيم الآلاف من بنات وأولاد وفتيات وشبان مصريين يمارسون الرياضة فى المدرسة والجامعة والنادى، وينالون تدريباً واهتماماً ورعاية رياضية وطبية ونفسية وفق أحدث النظم والقواعد والعلوم.. وبين هؤلاء مواهب حقيقية ورائعة، وبإمكانهم اللعب باسم مصر فى أكثر من لعبة وتحقيق البطولات والانتصارات الأفريقية والعالمية.. وتبقى نبيلة مكرم نفسها.. بشخصها وطموحها وعطائها وأفكارها وجنونها ومشاويرها وتمردها الجميل على كل القواعد والأفكار القديمة.. هى أول وأهم أسباب توجيه هذا الشكر العلنى العميق والحقيقى لنبيلة مكرم أولاً كإنسانة، وثانياً كوزيرة فى الحكومة المصرية الحالية.. فأنا أعرف ما قامت به نبيلة من أجل المصريين الفقراء فى الأردن، وكيف احتوت أزمة الكويت التى حاول البعض هنا إشعالها هناك.. وكيف بدأت نبيلة لأول مرة فى الالتفات لملايين المصريين خارج مصر، وبدأت تعيد تفكير الدولة المصرية فيهم، باعتبارهم إحدى ثرواتها وأحد أسلحتها ومصادر كبريائها واعتزازها.. فلم يعد المصريون فى الخارج منذ تولت نبيلة مكرم هذه الوزارة مجرد أرقام، ولم تبْقَ وظيفتهم الوحيدة هى تحويلاتهم المالية كأحد أهم مصادر الدخل القومى لمصر.. إنما أصبحوا بشراً، ولاتزال نبيلة تأمل فى الكشف عن عشقهم الكبير وانتمائهم الجميل لمصر.. وبدأت نبيلة أول خطوة وقامت بحصر كل الأطباء المصريين فى أكبر وأعرق مستشفيات وجامعات أوروبا والولايات المتحدة، والذين سيأتى بعضهم خلال أيام قليلة لتقديم خدماتهم الطبية فى المستشفيات الحكومية والجامعية المصرية بالمجان، ثم يعودون لبلدانهم وأعمالهم، ويأتى آخرون غيرهم.. تقوم نبيلة بذلك، بالتنسيق مع الدكتور أحمد عماد راضى، وزير الصحة، وتنوى أيضا- بعد نجاح تلك الخطوة- أن يعود إلى مصر أيضا المئات من عظماء الهندسة والعلوم والاقتصاد من أبناء مصر، الذين لاتزال مصر تسكن قلوبهم، ولاتزال بالنسبة لهم هى الحلم والوطن والبيت وأيام الصبا.. وكانوا طوال الوقت يلتفتون لمصر، لكن لم يفتح أحد لهم أبواب مصر إلا نبيلة مكرم، بعد نجاحها فى إقناع كل زملائها وزراء الحكومة بالتعاون معها.. وهناك أيضا مشروع جديد تقوم به نبيلة حاليا مع خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، الذى أصبح يشاركها اهتمامها وحماستها ويحاول مسايرة طموحها وجنونها.. فستأتى نبيلة بأربعمائة صبى وفتاة من أبناء المهاجرين المصريين ليزوروا مصر.. القاهرة والأقصر وشرم الشيخ.. يزورون معالمها ويلتقون بأهلها ويلمسون تاريخها بأعينهم.. هؤلاء لم يسبق لهم أن زاروا مصر، لكنهم مصريون، وبعضهم حتى لا يتحدث اللغة العربية.. وتأمل نبيلة وخالد عبدالعزيز فى إقناع هؤلاء بانتمائهم لهذا البلد وأنه الوطن الأول والحقيقى لهم.. وستواصل نبيلة وخالد هذا المشروع بدعم مباشر من شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، الذى حين التقيته، أمس الأول، أكد اهتمامه بالرياضة وعدم تعاليه عليها، رغم كل ما يحمله فوق أكتافه من شواغل وهموم وحمول.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية