x

جيهان فوزي النازية فى ثوبها الجديد جيهان فوزي الجمعة 11-12-2015 21:25


الملياردير دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهورى في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فتح بتصريحاته العنصرية البغيضة ضد المسلمين أبواب الجحيم، وأعاد للذاكرة الإنسانية نازية هتلر، التي يبتز اليهود بها العالم حتى الآن، ترامب أثار جدلا واسعا حتى داخل حزبه، الذي اعتبر تصريحاته لا تليق بمرشح يمثل سياساته المعتدلة في مرحلة حساسة قبيل الانتخابات الرئاسية، كان ترامب قد أدلى بخطاب ينم عن حقد وعنصرية ضد المسلمين عندما طالب بلاده بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة الامريكية، لأنهم أعداء للشعب الأمريكى.

لم يكن ترامب هو الوحيد الذي اكتسى خطابه المعادى للإسلام في الغرب بعدًا عنيفًا غير مسبوق، بل اجتاحت هذه النغمة أيضا عناصر يمينية في فرنسا استغلت هجمات باريس الدامية التي راح ضحيتها 130 قتيلًا، وبدأت تشن هجوما ضاريا على المسلمين، لاقى قبولا في المزاج العام الفرنسى، حققت على أثره الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا فوزا تاريخيا في الانتخابات المحلية بعد ثلاثة أسابيع من مجزرة باريس، وفى السياق ذاته أطلقت ماريون ماريشال- لوبن أحد أبرز وجوه الجبهة، سهام عنصريتها قائلة إن المسلمين لا يمكن أن يكونوا فرنسيين إلا إذا انصاعوا إلى العادات وطريقة العيش الموروثة للتاريخ المسيحى لفرنسا، وأضافت: «نحن لسنا أرض إسلام، في ديارنا لا نعيش في جلابية أو نقاب ولا يمكن فرض المساجد».

دونالد ترامب أيضًا لم يكتف بالهجوم العلنى على المسلمين وما أثاره من ردود أفعال دولية، بل دافع عنه مطالبًا باريس بتبنى الاستراتيجية ذاتها بالنظر إلى المشاكل الهائلة التي تشهدها المدينة من مسلميها، فمرتكبو اعتدائى باريس وسان برناردينو هم من المسلمين، وهذا خير دليل على ما يقول، ومن ترامب إلى النائب الهولندى «جيرت فليدرز» المعادى للمسلمين الذي طالب الشهر الماضى بغلق حدود بلاده بهدف منع دخول آلاف اللاجئين، واصفًا قدومهم بالغزو الإسلامى، فيما اعتبر رئيس وزراء المجر، «فيكتور أوربان»، المتشدد في ملف الهجرة، أن الإسلام لا ينتمى روحيا إلى أوروبا لأن قيمه تنتمى إلى عالم آخر.

هذه النظرة العدائية الواضحة في الخطاب الغربى تجاه المسلمين أصبحت تترجم إلى أفعال مصحوبة بإجراءات عقابية ضد العرب المسلمين المهاجرين، يدفع المواطن المسلم ثمنا مضاعفا لغربته لم يسلم فيها من ظلال الشك والريبة، وقد بدأ الحديث عن الإسلام كمادة أساسية يومية على صفحات الجرائد والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعى الغربية، التي تشن هجوما ضاريا على المسلمين، على الرغم من قيام العديد من النشطاء بمجموعة من المبادرات، تدعو فيها إلى عدم الخلط بين الدين الإسلامى والذين يرتكبون عمليات إرهابية باسم الإسلام، ويحاولون تشويه صورة المسلمين عمدًا لدى الآخر.

هناك العديد من الدراسات المتعلقة بالأقليات المسلمة في البلاد الأوروبية التي صدرت مؤخرًا، ترصد المشاكل الضخمة التي تواجه المسلمين في أوروبا سواء كان ذلك على المستوى الاقتصادى أو الاجتماعى أو العقائدى، المسلمون في أوروبا يواجهون عقبة خطيرة في تقدم مجتمعاتهم وتطورها أولها التمييز العنصرى البغيض الواسع الانتشار، والذى يمثل عاملا أساسيا يساهم في ارتفاع نسبة البطالة بين الأقليات العربية، ونوعية الأعمال الضئيلة الدخل التي يمارسونها، وهكذا نجد الغرب ينظرون إلى المسلمين في ديارهم بأن وجودهم غير مرغوب فيه، وفى ظل هذا الجو المشحون بالكراهية والتربص تكاد تكون الاستراتيجية الغربية «صراع وصدام ولا تعايش ووفاق» .

وضعت مشاكل التمييز وعزلة المسلمين العرب في بلاد المهجر المسلم أمام خيارين كلاهما مر، الأول مواجهة الإرهاب، والثانى إظهار حقيقة دينهم الإسلامى وتناقضه مع الإرهاب، يبذلون محاولات مضنية لإزالة المعتقدات التي صعدت من العنصرية تجاه المسلمين في بلاد المهجر، فقد أصبح الخطر على المسلم في الغرب مضاعفًا، فمن جهة هو مستهدف بالإرهاب، ومن جهة أخرى مستهدف من قبل المجتمع الغربى كونه مسلمًا ويؤمن بنفس الدين الذي حاول الإرهابيون الإساءة له، وتوظيفه بطريقة بعيدة عن معتقدات هذا الدين السمح البريء مما ينسب إليه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية