x

سمير عمر من دفتر أحوال الأسبوع المنصرم سمير عمر الخميس 10-12-2015 21:09


أول الأسبوع:

أمى الحبيبة مر عامان على انتقالك من منزل العائلة إلى حيث أنت الآن.. وفى ذكراك الثانية رُزقت صغرى بناتك- التى أخذت منك لحظات شدتك النادرة- بمولودة جديدة سمتها «سارة»، فنثرت «المولودة» على جميع من حضر بهجة استثنائية.. حضرت بكامل هيبتك، فحفتنا السكينة وتداخل فى مسامعى صوتك بطريقة تلاوتك للقرآن مع أصوات المنشدين الذين حضروا للاحتفال بالمولودة الجديدة.. استقبلتِنا كالعادة بابتسامتكِ الحانية، وأفسحتِ المجال أمام كل من حضر ليجلس مكانك فى صدر صالة منزلنا، فتناوبوا عن غير اتفاق لينالوا بركة الجلوس فى مكانك الأثير.

وفى حضرتك اتسعت مساحات البهجة، فمنحنا ببركة حلول ذكراك قدرة خاصة على تحمل ما نلاقيه.

أمى الحبيبة دُمت لنا رغم رحيلك سندا وعونا ومصدرا متجددا للبهجة.

منتصف الأسبوع «1»:

التكامل العربى آفاق وتحديات.. تحت هذا العنوان أقامت مؤسسة الفكر العربى مؤتمرها السنوى بالمشاركة مع جامعة الدول العربية التى تحتفل بالذكرى السبعين لتأسيسها.. مثقفون من مختلف الدول العربية يمموا وجوههم صوب مقر الجامعة العربية، ووضعوا على طاولات مناقشاتهم ما تعانيه الأمة العربية من أزمات وما تمر به من مشاكل.

جهد مقدر تقوم به مؤسسة الفكر العربى التى احتفظت لنفسها رغم كل شىء بموقع متقدم بين المؤسسات غير الحكومية العاملة فى هذا المجال، غير أن هول ما تعانيه الأمة أكبر من تلك الجهود، فالأمر يحتاج لإرادة سياسية جماعية تضع ما تقدمه تلك المؤسسات وما تطرحه عقول مفكرى ومثقفى الأمة موضع التطبيق، فهل يتحقق هذا الحلم أم تبقى الأمة العربية أسيرة خلافات قادتها، وحبيسة طموحاتهم ومشروعاتهم الفردية حتى ينهار ما تبقى من نظام عربى؟

منتصف الأسبوع «2»:

استقبلت قاعات البرلمان المصرى فى الأسبوع المنصرم المرشحين الفائزين فى انتخابات مجلس النواب فى المرحلة الثانية لاستخراج بطاقات عضوية البرلمان، وأمام كاميرات القنوات التليفزيونية، وعدد من الصحفيين أدلى بعضهم بتصريحات لزوم استكمال الشكل البرلمانى.. تصريحات تكشف إلى حد بعيد عما يحمله بعض النواب من أفكار، وما يحمله البعض الآخر من «لا أفكار».. لا أتفق مع من يرون فى البرلمان المقبل امتداداً لبرلمان ٢٠١٠، وأرفض تعميم الأحكام على الجميع، ورغم ما قدمته لنا نتائج الانتخابات من بعض النواب، الذين لا يستحق بعضهم حتى صفة «الناخب» إلا أننى مازلت أرى أن البرلمان قد يشهد، خلافاً لرأى الكثيرين، أداءً برلمانياً متميزاً من قطاع واسع من النواب.

آخر الأسبوع:

تحملنى مهامى الصحفية إلى مدينة شرم الشيخ مجدداً لأتابع قداس تأبين ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة التى سقطت قبل نحو أربعين يوماً فى صحراء وسط سيناء.. فى غرفة الانتظار بالمطار التقيت بالسفير البريطانى بالقاهرة، جون كاسن، حيانى بلغته العربية الواضحة، وسألنى: إلى شرم الشيخ؟ فأجبت: نعم، مهمة عمل كالعادة، فقال: وأنا كذلك لدىّ اجتماع مع محافظ جنوب سيناء وعدد من مسؤولى الأمن.. أتمنى أن تعود السياحة البريطانية إلى شرم الشيخ قريباً، قالها بوجه باسم، فقلت له: الكرة فى ملعبكم.

أدخل كنيسة السمائيين، حيث أقيم القداس، فأرصد حركة دؤوبة استعداداً لقداس التأبين، وعدداً من الروس المقيمين فى المدينة جنباً إلى جنب مع مصريين حملوا الورود ووضعوا على أكتافهم شارات سوداء. الجميع يدرك صعوبة التحديات ودقة المرحلة التى تمر بها مصر والعالم، أما المدينة التى كانت لا تنام فيلفها الحزن على ما آلت إليه الأوضاع بعد الكارثة.

طوال الأسبوع:

فى الدنيا أناس مخلصون للتفاهة، رضوا بجهلهم ورضى عنهم جهلهم، فعاشوا سعداء غير عابئين بما يسببونه للآخرين من معاناة، فى الأسبوع المنصرم قادتنى الصدف للقاء عدد من هؤلاء، ولأننى أخذت عهداً على نفسى منذ سنين بعدم مناقشة هذه النوعية المحسوبة خطأ على البشر، فقد حاولت جاهداً الهروب من مجالستهم، أو على الأقل تجنب الرد على ما يبثونه بجرأة الجهلاء على مسامعى بحكم وجودنا معا فى محيط جغرافى واحد.. غير أن محاولاتى باءت بالفشل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية