x

محمد أمين لا تزرعوا الشوك! محمد أمين الأربعاء 09-12-2015 21:26


هل مصر دولة فاشلة على وشك الانهيار؟.. أم أنها دولة تبنى كل يوم طوبة؟.. هل أنت متفائل أم متشائم؟.. هل أنت مستبشر خيراً أم أنك مُحبط؟.. هل أنت خائف أم مطمئن؟.. فكر قبل الإجابة.. فيه ناس خايفة من بكرة.. وفيه ناس محبطة.. وفيه ناس متشائمة.. أنا شخصياً متفائل.. فرق كبير أن تزرع الأمل، وأن تبيع الوهم.. فرق كبير أن تتبنى خطاباً واقعياً، وأن تتبنى شائعات، يبثها دعاة الإحباط واليأس!

نحن لا نبيع الوهم.. مصر الآن أقوى منها قبل سنوات.. مصر النهاردة واثقة ومطمئنة.. تبنى الوطن وتحمى الحدود.. لا تتصور أنها ضعيفة، ولا أنها فى أضعف حالاتها.. العكس هو الصحيح.. من يقول هذا «موتور».. من يقول هذا يخدم خصوم الوطن.. الصواب أن مصر «لا تعتدى» على غيرها.. الأصوب أنها دولة لا تنفعل و«لا تغامر».. مصر تحركت فقط لضرب داعش ليبيا، حين تم الاعتداء على أبنائنا هناك!

المتحدث العسكرى العميد محمد سمير حذّر أمس من بثّ الشائعات.. قال كلاماً يشبه الكلام الذى بدأت به صدر المقال.. وحين يتحدث العميد سمير لا يتحدث باسمه، وإنما يتحدث باسم القوات المسلحة.. يقول ما يعنيه وهو يعرف طبيعة الأرض، التى يقف عليها فعلاً.. يعرف ماذا يجرى شرقاً وغرباً، على أرض مصر؟.. لم يكن يريد تحميس ضباط وأفراد الأمن المركزى، أو رفع الروح المعنوية فقط، وهذا حقه أيضاً!

فهل كان المتحدث العسكرى يبيع الوهم، حين قال «من يقترب من مصر هنحرقه»؟.. وهل كان يبالغ حين قال «مصر لن تهزم أبداً»؟.. الإجابة لأ بالعربى والإنجليزى، وكل لغات العالم.. أولاً: العميد محمد سمير كان يقول ما يعرف عن دور الجيش فى سيناء.. هناك فتوحات، والأعداء أنفسهم يعترفون بقدرة جيش مصر.. ثانياً: ما قاله صحيح تماماً، لأن كل الشعب سيكون «جيشاً» إذا اقتضت الضرورة، دفاعاً عن الوطن!

المؤسف أن هناك من يبث «خطاب الإحباط» على أنه حقيقة.. بينما من يقول الحقيقة يعتبرونه يروج للأكاذيب ويبيع الوهم.. الأعداء لا يحتاجون أكثر من بث الشائعات.. لا يحتاجون أكثر من بث التشكيك والفوضى.. البعض يفعل ذلك باسم النقد.. والبعض الآخر يفعل ذلك باسم الحرية.. رأينا من ينشر الأكاذيب حتى عن «الجيش».. وبالمناسبة سقوط الشهداء لا يعنى الهزيمة، لأنك أصلاً فى حالة «حرب وجود»!

بالتأكيد هناك أشياء تدعوك للأمل والتفاؤل.. منها إنجاز الانتخابات البرلمانية.. قبل أسابيع مثلاً لم يكن أحد يصدق إجراء الانتخابات.. العالم الخارجى لم يصدق ذلك لأننا فى حالة حرب.. الآن تمت الانتخابات.. افتتاح قناة السويس الجديدة ألا يدعوك للأمل؟.. السيطرة على الأسعار، وانتهاء طوابير الخبز والبنزين، ألا يدعوك ذلك للتفاؤل؟.. ألا يدعوك ذلك أن تعرف أهداف دعاة الشائعات والإحباط واليأس؟!

لا تزرعوا الشوك.. هناك من يشكك فى كل شىء، ويحوّل النجاح إلى فشل، ويجعل انتصاراتنا هزيمة، ويبث الشائعات والفوضى والانهزامية.. للأسف نحن نعرف عدونا الخارجى، أما عدونا الداخلى فهو الأشد فتكاً بالبلاد.. لا يفعل ذلك بحسن نية، ولكنه يفعله لحساب دول «تشترى الذمم» بالدولار، نظير بث الشائعات والفوضى!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية