إذا سألتنى عن شىء جيد، فى الحكومة الجديدة، فسوف أقول لك، إن هذا الشىء الجيد هو إعادة هشام زعزوع وزيراً للسياحة!
فإذا سألتنى: لماذا؟!.. فسوف أقول لك أيضاً، إن الرجل كان مسؤولاً عن ملف السياحة لما يقرب من ثلاث سنوات، وإنه تقريباً كان يعرف المشاكل فى هذا الملف ويعرف حلولها، وإنه عندما خرج، فى مارس الماضى، فإن ذلك بدا قراراً من النوع الخطأ.
لقد كان صاحب موقف فى أيام حكم الإخوان، سوف نظل نذكره، وكان موقفه هو الاستقالة، عندما جاء محمد مرسى بواحد من الجماعة الإسلامية، وجعله محافظاً للأقصر، وكان مجيئه، كمحافظ، دليلاً على أن السياحة، كقطاع، لم تكن تهم الإخوان، ولا تعنيهم فى شىء.. ثم كانت استقالة الوزير زعزوع، دليلاً فى المقابل، على أنه كان يغار على القطاع، وأنه كان يرى جيداً، كيف أن مجىء محافظ للأقصر تحديداً، بتلك الخلفية، معناه إلحاق أذى بالغ بصناعة السياحة كلها، فكان أن قرر أن يغسل يديه من القرار، ومن صاحبه، ومن الإخوان إجمالاً.
لقد كانت الجماعة الإسلامية متهمة، ولا أريد أن أقول متورطة، فى حادث الأقصر المأساوى، الذى أسقط عشرات السياح عام 1997، وكان مجىء محافظ من الجماعة، للأقصر دون غيرها من المحافظات، نوعاً من الاستهانة ليس فقط بالسياحة، كصناعة، ولكنه كان كذلك نوعاً من الاستهانة بحياة كل سائح سقط فى تلك المذبحة!
أما أصداء قرار مرسى فى وقته خارجياً فموجودة قطعاً عند «زعزوع» ويستطيع أن يرويها للناس ذات يوم ليعرفوا من هم الإخوان بالضبط وفى أى اتجاه كانوا يعملون!
وعندى سببان أساسيان يجعلاننى متفائلاً بإعادة وزير مثله إلى مكانه القديم.. أما أولهما فهو أن فى إعادته دليلاً على أن أهل القرار فى البلد، لا يجدون حرجاً فى العودة عن قرار، إذا أحسوا أن اتخاذه فى حينه كان فيه نوع من التسرع، وهذه فى حد ذاتها ميزة لابد أن نذكرها، وأن نشجع عليها.
وأما السبب الثانى، فهو أن وزيراً سابقاً لقطاع حيوى للغاية، مثل السياحة، لابد أنه قد أدرك، بعد أن غادر منصبه، أن أشياء محددة قد فاتته، وأنه لو عاد به الزمان لأنجزها، ولذلك، فإعادته سوف تدفعه إلى أداء مختلف، وسوف يكون أداؤه المختلف مستنداً إلى مراجعة للذات، جرت بالضرورة فى فترة الابتعاد عن الموقع!
نريد أن نشجع الأشياء الإيجابية فى حياتنا، على أمل أن نرى المزيد منها!