x

هاني أبو الحسن «جوتة» خاطبة الثقافة والتعليم هاني أبو الحسن الإثنين 30-11-2015 12:12


يبدو أن الوزارات في مصر لا تستطيع العمل مع بعضها دون وسيط، ولقاءاتهم الأسبوعية لن تأتيٓ بأي ثمار على الأرض دون خاطبة تجمعهم وتوفق راسين في الحلال، فمؤخرا بدأ معهد جوتة الألماني في لعب دور الخاطبة بين وزارتي الثقافة والتعليم محاولا جمع شملهما معا في برامج مشتركة تنجب شباباً جديداً على طريقة زواج المصالح.

فقد أقام معهد جوته.. مشكوراً.. عددا كبيرا من البرامج التدريبية لمسؤولين في وزارة التعليم تضمنت زيارات وبعثات تدريبية قصيرة لعدد منهم في ألمانيا حول أحدث أساليب التعليم والتدريب والتأهيل للمعلمين، كما أقام عددا من البرامج التدريبية المماثلة لعدد من العاملين بوزارة الثقافة حول أساليب الإدارة الثقافية وتدريب المدربين.. وبعد انتهاء الدورات دعا جوتة عددا من القائمين على بعض مؤسسات المجتمع المدني المشتغلين في الحقل الثقافي لتحقيق حالة من التواصل بين الثقافة الرسمية والمستقلة أو الخاصة.. وفي النهاية اكتشف معهد جوته أن الثقافة والتعليم تستشعران الحرج من بعضهما البعض، وكلما وقعتا بروتوكول للأسف لا يتخطى مرحلة كتب الكتاب، بلقاء الوزيرين أمام عدسات الكاميرات الإعلامية ولا شيء يحدث بعد ذلك.. لذلك قرر معهد جوته الألماني توفيق راسين في الحلال وجمع شمل وزارتي الثقافة والتعليم من خلال دعوة من دربهم في كلتا الوزارتين للقاء تعارف مع وعود بتبادل المصالح التثقيفية والجماهيرية الطلابية، وحتى ينجح اللقاء ومنعا للحرج والخجل اختار جوتة مكانا محايداً ..على طريقة زواج الصالونات ..لا يتبع أي من الوزارتين ولا حتى جوتة نفسه لعقد اللقاء من أجل أن يتواصل المشتغلين بالثقافة مع المشتغلين بالتعليم داخل الحكومة المصرية من خلال وسيط أجنبي!!.. ناهيك عن الشكاوى المتبادلة من المسؤولين في كلتا الوزارتين.. على طريقة الحماوات.. من عدم طاعة صغار الموظفين سواء المدرسين أو الفنانين القائمين بالعمل الفعلي!!.. بل وشكاوى التربويين من أولياء الأمور الذين يتظاهرون في بعض الأحيان لإلغاء المواظبة والانضباط الذي تحاول بعض المدارس فرضه على التلاميذ!!

غياب التنسيق والتعاون مشكلة في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية.. ولقد عانت مصر كثيراً من الحرب الباردة بين الثقافة والإعلام وقت أن كان الإعلام في مصر رسمياً فحسب دون فضائيات وسماوات مفتوحة وانترنت وموبايل إنترنت وكل هذه الخزعبلات.. وفق آراء هؤلاء القدماء.. حيث ضاعت فرصاً كبيرة على الثقافة في نقل كل التجارب الفكرية والإبداعية من خلال الوسائل الإعلامية التي اكتفت بالتسطيح والتسفيه أو الترويج لعظمة الأنظمة.. على حساب الفكر التنويري والوعي ..

عندما ظهرت الحاجة لفتح قنوات بديلة للتواصل الثقافي مع الأجيال ببرتوكول تعاون بين وزارتي الثقافة والتعليم عام ٢٠١٠ وقعه فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق والدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية الحالي ووزير التربية والتعليم آنذاك.. ومنذ أن تم التوقيع ولم نرٓ إنجازاً ملموساً في هذا الشأن.. أعيدت التجربة مرة أخرى في عهد الدكتور عماد أبوغازي وزير الثقافة الأسبق الذي تقدم بملف متكامل عن دور الثقافة في التعليم وعرضه على المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي عام ٢٠١١ وقد تضمن مجموعة من البرامج المهمة وأيضاً لم يحدث شيء ثم أعيدت الفكرة في إطار مجموعة من البروتوكولات التنظيرية مع عدد من الوزارات ومنها التعليم في عهد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أيضاً وتم توقيع البروتوكول بالفعل ولم يحدث شيء أيضاً ..

وبعد كل هذه البروتوكولات والعقود يبدو أننا لا نستطيع التواصل مع بعضنا البعض دون وسيط، وأننا عندما نتملك القدرة على التواصل مع بعضنا البعض ونستغني عن الخاطبة يمكن أن نبدأ الحديث عن التطوير في التعليم والثقافة وغيرها.


قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية