x

خالد منتصر يا وزير التعليم العالى أنت تعذب أبناءك ليكفروا بالوطن خالد منتصر الأحد 25-10-2015 21:15


إذا فكرت أن يسافر معك ابنك طالب الجامعة إلى أوروبا أو أمريكا فستجبرك الجامعة ووزارة التعليم العالى على الانتحار أنت وابنك شنقاً تحت قبة الجامعة!! إذا داعبك خيالك بأن تصحبه لحضور مؤتمر علمى معك هناك، أو لاكتساب خبرة وتفاعل مع الآخر، وانفتاح على المختلف فستكون قد حكمت على نفسك وعليه بالإعدام والموت اكتئاباً وغيظاً، السبب اسمه إذن السفر الضرورى للحصول على إذن الجيش لسفر الطالب، رحلة اختبرتها بنفسى واكتويت بها، سأحكى لكم تفاصيل تلك الرحلة الجهنمية الدراكولية، التى أثناء خطواتها الملتفة كشبكة العنكبوت سيباغتك الابن بجملة تربك حساباتك وتصدمك، عندما يقول لك «أنا عايز أهاجر وأهج وأسيب البلد من الروتين والخنقة، إذن سفر وموافقة رئيس جامعة تاخد شهر وتضيع عليا تمن التذكرة أمال بعد ما اتخرج حيعملوا فيا إيه!!!»، القصة مثل قصيدة فؤاد حداد الشهيرة «الاستمارة راكبه الحمارة» ولكنها هذه المرة ورقة تصريح الجامعة راكبة السلحفاة!! القصة تبدأ بأن يذهب الطالب بطلب السفر إلى وكيل الكلية لشؤون الطلبة، ثم عميد الكلية، ثم ترسل الورقة إلى نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، ثم إلى رئيس الجامعة وطبعاً خلال هذه الرحلة تسمع جملاً من قبيل الموظف فلان قفل المكتب على الورق ومشى بدرى أو الساعى خد الورقة من النائب وبيلف على الكليات وبعد ما يخلص حيوصلها.... إلى آخر لفة «دوخينى يا لمونة»!! بعد هذه الرحلة المكوكية يتم إرسال الورقة من الجامعة الإقليمية إلى وزارة التعليم العالى تخيلوا!! وهناك تفحص بواسطة الأمن الوطنى، وفى الحالة المذكورة وبالوسايط والضغوطات والمكالمات مازال الأمن الوطنى يفحص الورقة منذ عشرة أيام، وكأنه يفحص أوراق أبوبكر البغدادى أو الزرقاوى وبن لادن!! ثم تعود الورقة أدراجها ليأخذها الطالب بعد أن يكون ميعاد السفر قد فات، وثمن التذكرة شربه الطالب، وتكون التذكرة نفسها قد استعملت كورق كلينيكس!! أتفهم الحرص الأمنى لكن الحرص والحذر قد تحول إلى مرض ووسواس قهرى مزعج، فالطلبة الإرهابيون معروفون وموجودون على السيستم وفى أى مكتب أمن وطنى فى أى محافظة، وبمجرد تليفون بسيط لثوان قليلة ينكشف كل شىء، لكن اليد المرتعشة والوسواس القهرى والفزع الذى يعترى موظف الأمن والجامعة والتعليم العالى يحول أى ورقة إلى حبل مشنقة للطالب الذى لم يتعود بعد على رحلات الورق المصرى المهينة التى يحس معها الطالب بأنه يفقد آدميته وتتمرمط كرامته فى سبيل ختم أو توقيع!!.

يا وزير التعليم العالى ويا وزير الداخلية ويا رؤساء الجامعات، طلاب الجامعة هم أبناؤكم، وإذا كنتم تريدون حقاً القضاء على التطرف فلابد من تسهيل إجراءات السفر والاحتكاك بالعالم بدلاً من تحويل السفر إلى تجربة تعذيب نازى تنتهى بالهاراكيرى!! المفروض ألا يتحول الأمن إلى وسواس ومرض، المفروض أن يكتب على باسبور الطالب «معاف من التجنيد حتى تاريخ كذا»، وهو تاريخ التخرج، ويخرج مثل أى مسافر بأمان ودون الإخلال بالأمن، لأن قائمة المطلوبين مكتوبة أصلاً على سيستم كمبيوتر المطار!! يا وزير التعليم العالى المفروض أن تبحث عن مصلحة أبنائك والتسهيل عليهم وليس خنقهم وتسليمهم إلى بيت جحا الأمنى.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية