«عزيزى نيوتن
اطلب المستطاع لكى تُطاع..
عندما بدأ الحديث عن محطة الطاقة النووية فى الضبعة، كان رأيى أن نطالب بالمُستطاع، وهو أن يتم تعديل الموقع وليس إلغاء المشروع. ومنطقى فى هذا التوجه أن القرار يؤخذ بالأغلبية، ولا مجال للإصرار على الإلغاء مادامت الأغلبية من أصحاب القرار ترى أن المحطة فى النهاية توجه سياسى تحكمه الرغبة، والقناعة بضرورة الالتحاق بالنادى النووى، حتى نكون قادرين فى المستقبل على تعديل التوجه إذا سمحت الظروف بذلك.
وخطأ أصحاب الرأى المعارض لفكرة المحطة أنهم يتجاهلون موقعهم فى منظومة أخذ القرار. والواقع أن جميع المعارضين مجرد صوت من ثلاثة أصوات: الرئيس، والمؤسسة العسكرية، والذين يَرَوْن أنفسهم وكلاء عن الرأى العام. أما الأقلية، أقصى ما يُسمح لها، وهو ما كان من الواجب التركيز عليه، هو المطالبة ببعض الضوابط والتعديلات.
وأعتقد أن القيادة كانت ستقبل بدراسة مبدأ بحث تعديل الموقع لو اكتفى المعارضون بذلك.
وقد تبين هذه الدراسة أن ترحيل المحطة بضعة كيلومترات قد يضيف عنصر أمان، وهو البعد عن تسونامى أو زلزال يهبط بأرض المحطة إلى منسوب البحر كما حدث فى الإسكندرية منذ مئات السنين، وبِتْنا نجد آثارا لمنشآت فى مياه الميناء الشرقى أصبحت الآن تحت سطح البحر. كما قد يرى الخبراء الروس أن ذلك لن يعوق الجدول الزمنى بفترة مؤثرة.
أيضا قد يرى أحد الخبراء الاقتصاديين المشتركين فى مثل هذه الدراسة أن استخدام الأرض فى مشروع سياحى سيعطى عائدا يغطى تكلفة قناة التبريد، وكذلك جزءا غير بسيط من تكلفة المحطة.
وأنا أدَّعِى من واقع خبرتى الشخصية فى مجال إنشاء المجتمعات المتكاملة أن مثل هذا المشروع لن يقل دخل الدولة الصافى منه عن ربع تكلفة المحطة، وهو مبلغ لا يُستهان به.
فهل نركز جميعاً على طلب المُستطاع؟».
سميح ساويرس
تعليق نيوتن:
امتلاك تكنولوجيا الطاقة النووية أمل وحلم مصرى منذ عقود، لا أحد يعارضه. والجميع يتمناه. ولكن كيف وأين ومتى؟ تساؤلات مشروعة من حقك طرحها ومن حقنا أيضا. نريد محطة نووية. نعم نريدها بكل قوة. لكن أين تكون؟ ما الموقع المثالى للمحطة؟ وكيف نحصد أكبر عائد؟ ونحقق أكبر استفادة؟ هذا ما نسعى للحصول على أجوبة بشأنه. ولا أتصور أن هناك خلافا حول ذلك.