x

غادة شريف كلاب السكك! غادة شريف الخميس 26-11-2015 21:29


الروائح الكريهة لا خلاف عليها!.. من الصعب أن تقف فى مكان ما فتشم رائحة صرف صحى بينما صاحبك ودفعتك الواقف بجوارك يعتقد أنها رائحة فل وياسمين.. ما يقلقنى هو أنه رغم أننا أصبحنا فى عهد يتسم بالنظافة، أو على الأقل تتجه النوايا نحو تحقيق ذلك، إلا أن ظاهرة كلاب السكك أصبحت فى ازدياد.. جرب تعترض.. جرب تقول رأيك بصراحة، ستجد على الفور كلبا ضالا انقض عليك يفرتكك ويخلى اللى ما يشترى يتفرج عليك!.. العجيب أن هذه الكلاب تتطوع بما تفعله ظنا منها أن هذا سيجعلها ذات حظوة عند أصحاب القرار، بينما الواقع يقول إن أول من يحتقرهم هم أصحاب القرار!.. كلاب السكك أنواع.. فهناك المحامى الذى لا شغلة له إلا أن يتصل بالفضائيات ليعلن أنه تقدم ببلاغ للنائب العام ضد فلان الفلانى الذى تجرأ وقال رأيه الحر، متهما إياه بالخيانة العظمى!!.. وهناك مذيعون ومذيعات «على ما تفرج» يقومون باستضافة ابن الكذا الذى تجرأ، ثم يفتحون عليه المداخلات التليفونية التى تنهال عليه بالشتيمة وقلة القيمة.. وهناك بقى تلك العجيبة من عجائب الزمن المتمثلة فى هذا الشخص المعروف عنه أنه كان يحمل الشنطة لإحدى الشخصيات الأزهرية الجليلة وفجأة أصبح حامل الشنطة هذا مستشارا.. مستشار فى إيه ما تعرفش.. وإذا به مليونيرا، منين، برضه ما تعرفش، ثم بفلوسه يحيط نفسه بالصحفيين الأرزقجية الذين يقومون بفرضه على المشهد العام ومنه على الساحة السياسية.. لكنه لا ينسى أصله أبدا وعند اللزوم يتحول أيضا لكلب سكك يتحرش بالشخصيات المحترمة!.. كلهم كلاب فى خدمة الأجهزة!.. ليس مهما أن يكون المعارض شخصية عامة معروفة.. ليس مهما أن يكون رجلا محترما له باع طويل فى العمل السياسى.. ليس مهما أن يكون رمزا من رموز العمل الوطنى أو الصمود أمام ما واجهته البلاد من أخطار فى الفترة الأخيرة، فطالما أنه نطق بما يخالف شرع الأجهزة فقد تحول بقدرة قادر إلى معزة شاردة حق عليها أن تنهشها كلاب السكك، ولن يشفع لها أى تاريخ أو رصيد!.. ما حدث مؤخرا مع المستشارة تهانى الجبالى هو أبلغ دليل على تفشى ظاهرة كلاب السكك.. كيف تتجرأ وتتهم قائمة فى حب مصر بأى اتهامات؟.. نعم رد فعل المستشارة الجليلة على هزيمة قائمتها بالكويت والسعودية كان مبالغا فيه.. هذا الانشقاق القاتل فى صف القوى المدنية لا يبشر بخير.. هذا التغليب الأعمى للصالح الخاص على الصالح العام لا يصح أن يصدر من رموزنا الوطنية.. لكن كيف يتجرأ أى كائن كان أن يشطب بأستيكة على مكانة وقدر وتاريخ نضال المستشارة الجليلة فيستبيح نهشها تذرعا بأن الانتخابات معركة يستخدم فيها جميع الأسلحة؟!.. أى معركة خسيسة تلك التى تبيح هدم الرموز؟.. ألا يعلم الجهلاء أن رموز أى بلد هم عمود أساسى فى بنيانها؟.. كيف تهدون هذا البنيان من أجل هزة ذيل ونظرة رضا من الأسياد؟!.. الخطير فى تلك الهجمة التى انطلقت عليها من كلاب السكك هو أن تلك الهجمة لم تكن نفاقا فى النظام كما اعتدنا أن نرى، بل كانت نفاقا لشخصيات عامة أخرى!!.. كأننا أصبح لدينا شخصيات تعتبر نفسها آلهة.. أليس هذا هو منطق مراكز القوى؟!.. هل نتوقع إذن من أعضاء تلك القائمة التى نجحت على سمعة أنها مسنودة بالدولة أنهم سيعتبرون أنفسهم رجال الرئيس؟.. هل نتوقع من رئيس تلك القائمة أنه سيطالب بأن يعامَل معاملة رئيس الجمهورية على أساس أنه أنتيم الرئيس؟.. لست أفهم أيضا ما معنى أن يرد اللواء سامح سيف اليزل على هجوم المستشارة عليه بأن يصرح بأن قائمة تحالفها تتضمن مرشحا شيعيا؟!!.. أليس هذا تحريضا على الانشقاق؟.. كيف يصدر مثل هذا التحريض من شخص مثقف مثله محسوب على التيار المدنى المستنير؟.. كيف سنثق فيه نائبا عن الشعب بينما تصريحه هذا يتضمن تمييزا بين عناصر الشعب، وتعميقا لثقافة الكراهية التى مزقت مجتمعنا؟.. الله يخرب بيت السياسة التى جعلت المحترمين يهدّون كل المعابد هكذا ليجنوا المكاسب!!.. الأهم بقى، هل ينوى السيد اللواء الجليل أن يطلق كلاب السكك علينا من الآن فصاعدا متى انتقدنا أداءه البرلمانى؟!.. لا يليق ولا يصح أن نكون فى بداية مرحلة جديدة نظيفة وتتفشى ظاهرة كلاب السكك هكذا، فالمفروض أنه عندما ذهب الليل وطلع الفجر فالعصفور صوصو، لكن ما حدث أنه عندما ذهب الليل وطلع الفجر فكلاب السكك هَوهَو!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية