x

سليمان جودة الرئيس.. والوزير! سليمان جودة الإثنين 23-11-2015 21:36


من الأشياء اللافتة للانتباه أن الرئيس السيسى يستقبل الوزراء منفردين، واحداً وراء الآخر كل فترة، وأن اللقاء يقتصر على الرئيس والوزير فقط، وأن الطرف الثالث الوحيد الذى يكون حاضراً هو السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة!

حدث ذلك مع وزير التموين، ومع وزير الكهرباء، ومع غيرهما، وكان طارق قابيل، وزير الصناعة والتجارة، هو آخر الذين استقبلهم الرئيس، صباح أمس الأول!

وكان الرئيس قد بدأ هذه الاستقبالات فى آخر أيام حكومة المهندس إبراهيم محلب، وكانت تستوقفنى أحياناً، وكنت فى بعض الحالات أعتبرها أمراً عادياً، فلما تكررت وصارت أسلوب عمل تقريباً استوقفتنى أكثر!

ولم يكن الاستقبال فى حد ذاته هو الذى يستوقفنى، فمن حق الرئيس أن يستقبل من يشاء، وإنما غياب رئيس الحكومة عن الحضور فيها هو الذى كان ولايزال مثيراً للتساؤل مرتين:

مرة لأن الرئيس المباشر للوزير هو رئيس الحكومة لا رئيس الدولة.. ولا يغير من ذلك، طبعاً، أن يقال إن المسمى الحقيقى لرئيس الحكومة هو «رئيس مجلس الوزراء»، وأن رئيس السلطة التنفيذية هو رئيس الدولة.. فهذا صحيح من حيث نصوص الدستور، ومن حيث الكلام عن السلطات الثلاث.. أما فى الواقع، وفى الحياة العملية، فإن رئيس الحكومة يظل هو الذى يتابع، ويناقش، ويوجه الوزراء.. أو هكذا نتصور!

وأما الشىء الثانى الأهم فهو أن غياب رئيس الحكومة، عن لقاء منفرد من هذا النوع، يجعله على غير علم بتوجيهات من الضرورى أن يحصل عليها الوزير عندما يلتقى الرئيس.. بل إن رئيس الحكومة يعرف، فيما يبدو، بما دار بين الرئيس، وبين الوزير، ومن الصحف مثلنا!

ثم إن لنا أن نتصور كيف أن الوزير، فيما بعد اللقاء، يذهب إلى تنفيذ أشياء حصل عليها من الرئيس، بينما رئيس الحكومة لا علم له بها!

لقد ظللت أعتبر الحكاية عادية إلى أن التقيت وزيراً سابقاً، فسمعت منه أنها - بحكم تجربته - ليست عادية بالمرة، وأن الطبيعى بل المطلوب عند لقاء الرئيس مع أحد الوزراء أن يكون رئيس الحكومة هو الطرف الثالث لا السفير يوسف.. مع الاحترام للرجل بالطبع، فهو من القلائل فى الدولة، الذين يؤدون عملهم باحترافية وهدوء، ولم تأت له سيرة، فى أى مناسبة، إلا وكان موضع ثناء كمتحدث للرئاسة!

رئيس الحكومة ليس صورة.. صحيح أنه بطبعه يبدو غير محب للإعلام.. ولكن هذا لا يمنع أننا نحب أن نسمعه، وأن نراه، خصوصاً إذا كان أحد وزرائه يسمع من الرئيس ويتلقى!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية