x

حمدي رزق هل تحوّر فيروس «سى»؟ حمدي رزق الخميس 19-11-2015 21:41


وإذ فجأة، تروج فى القاهرة معلومة خطيرة منسوبة إلى أطباء فى مؤتمر الجمعية الأمريكية لدراسات أمرض الكبد بالولايات المتحدة الأمريكية، والذى أنهى أعماله فى سان فرانسيسكو، الأربعاء الماضى. تذهب المعلومة وأصحابها إلى أن علاج فيروس «سى» فى مصر بالأدوية المحلية قد يؤدى إلى تحور جذرى للفيروسات الكبدية فى العالم بأسره، وينسب إلى أطباء المؤتمر، تأكيداً، أن الأدوية المصرية لعلاج فيروس «سى» لم تتم تجربتها بشكل كافٍ على المرضى، ولم تثبت فاعليتها إذا تم استخدامها مع أدوية أخرى!!

الاختبار العقلى للمعلومة يدحضها تماما، المعلومة تقول أطباء فى المؤتمر، من هؤلاء؟ وإلى أى المدارس الطبية الأكاديمية ينتمون؟ والمعامل والمختبرات العلمية ينتسبون؟.. وما هى خبراتهم بالأدوية المحلية؟ وأى أبحاث يحوزونها تؤشر على تحور الفيروس؟.. ولماذا لم تعرض ضمن فعاليات المؤتمر الأكبر عالميا؟ ولماذا لم يرشح عن المؤتمر حرف يشير من قريب أو بعيد إلى التحور الفيروسى المستقبلى المزعوم؟!

أخشى تماما تحور الفيروس، تبقى مصيبة سودة، ولكن من أين لهم هذا الزعم؟ ولماذا الآن، ونحن بصدد أكبر وأخطر حملة عالمية لمقاومة الفيروس وحصاره فى معقله المتقدم مصر؟ وهل لهذا الزعم أصل أصلاً أو فصل؟!

كله إلا الوباء، القضية هنا ليست طبية وعلمية وتصنيعية فقط، قضية مليون مريض بدأوا رحلة العلاج مفعمين بالأمل فى الشفاء، قضية دولة اقتطعت من لحم الحى ثلاثة مليارات جنيه لمواجهة الوباء، وقضية رئيس دولة قرر مليون وحدة علاج مجانية لرفع العبء عن كاهل فقراء المرضى، قضية سمعة مدرسة الكبد المصرية التى حلقت عاليا فى فعاليات مجمع الكبد الأمريكى ونالت بروتوكولاتها العلاجية الاستحسان والتشجيع.

حتماً ولابد من فحص المعلومة والوقوف عليها علمياً وطبياً، وقتلها بحثاً وتشخيصاً وتوثيقاً، إهمال هذه المعلومة خطير، وغض البصر عن مصدرها وأهدافها وكلفة ذلك مصرياً إهمال، وإذا تركت اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية هذه المعلومة كالحية تسعى بين المرضى، تسرح، ستشكل متغيراً خطيراً.

معلومة تبخ السم فى الدواء المصرى، وتثبط فعاليته، وتضرب فى صلاحيته، تجهز عليه تماما فى توقيت تتوجه وزارة الصحة فيه إلى الاعتماد الكامل على مجموعة الأدوية المحلية فى إتاحة العلاج للمرضى بأقل الأسعار، معلومة تضرب فى قلب الأمن القومى، هذا هو الأمن القومى، هذا هو التآمر عينى عينك.

تحور الفيروس زلزال لن يخفى عن المراصد العالمية، وكل تبعاته تتطلب توقفاً وتبيناً من اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، توقفاً حول ما نشر وصحته ونسبته إلى مؤتمر سان فرانسيسكو، ورئيس اللجنة، الدكتور وحيد دوس، وعدد كبير من أعضائها كانوا حضوراً للمؤتمر، وإذا كان هناك مثل هذا الحديث عن «تحور الفيروس» لسقط الأمر بين أيديهم، وإذا كان حدث وغضوا البصر، وطنشوا مثلا، لاستحقوا ازدراء هذا المجمع الكبدى العالمى، ولصب الحضور نحو 6400 عالم وأستاذ ومعالج للكبد من حول العالم على رؤوسهم اللعنات، ولخرجوا من المؤتمر مشيعين بالغفلة، ولربما حجرت عليهم إدارة المؤتمر، وحبستهم فى حجرة الفئران الأمريكية. لا أفتى والعلّامة وحيد دوس فى اللجنة، وعليه أنتظر منه بياناً عاجلاً وشاملاً ووافياً يعالج هذا الزعم، ويرد على هذا السؤال، هل تحور فيروس «سى» فى مصر، أو فى طريقه للتحور؟.. وهل الأدوية المصرية لم تثبت فعاليتها، ولم تتم تجربتها على المرضى؟ وهل بروتوكولات اللجنة العلاجية ليس لها المعايير والمواصفات المناسبة من حيث عدد المرضى الذين خضعوا للأبحاث الإكلينيكية أو صك اعتماد هذه البروتوكولات فى الساحات الدولية، وموقع المنتكسين علاجياً من هذا الزعم المحرر بحرفية شركات دواء عالمية.. وربنا يشفى!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية