x

ياسر أيوب كنت أتمناه عربياً مسلماً ياسر أيوب الثلاثاء 17-11-2015 22:03


فوجئت بكثيرين يكتبون فى مواقعهم وصفحاتهم عن الشاب العربى المسلم الذى أنقذ حياة ثمانين ألف مشجع كانوا فى استاد دو فرانس لمتابعة المباراة الودية بين منتخبى فرنسا وألمانيا.. وكتب كل هؤلاء نقلا عن صحيفة «وول ستريت جورنال» الرصينة والشهيرة أن هذا الشاب العربى المسلم، واسمه زهير، يعمل كرجل أمن فى الاستاد.. وقبل بداية المباراة اشتبه زهير فى شخص كان يحمل تذكرة لدخول المباراة لكن مظهره كان يدعو للشك وحين قام بتفتيشه جيدا اكتشف زهير أن هذا الشخص كان يرتدى حزاما ناسفا..

وحاول هذا الشخص الهرب من رجال الأمن وجرى بالفعل إلا أنه قام بتفجير نفسه بعيدا عن الاستاد.. وتبين فيما بعد أن هذا الشخص كان ضمن الإرهابيين الذين قاموا بتفجيرات فرنسا مساء يوم الجمعة الماضى، وهى التى بدأت فى استاد دو فرانس أثناء المباراة الودية بين فرنسا وألمانيا.. وأنه لو نجح هذا الشخص فى دخول الاستاد بهذا الحزام الناسف وقام بتفجير نفسه داخل المدرجات فلا أحد يعلم كم كان وقتها سيبلغ عدد ضحايا هذا الانفجار داخل الاستاد.. وبالتالى، وحسب مواقعنا وصفحاتنا، فإن زهير أو هذا الشاب العربى المسلم أنقذ الآلاف أو المئات داخل مدرجات استاد دو فرانس.. وقد كنت بالفعل أتمنى أن يكون كل هذا الكلام صحيحا.. لأنه بالتأكيد شىء رائع جدا، وأيضا ضرورى جدا أن يكون هناك شىء إيجابى يقال عن العرب والمسلمين وسط طوفان الدم الباريسى التى ستعقبه شلالات وسيول الخوف والغضب وكراهية الجميع للمسلمين والعرب باعتبارهم القتلة الإرهابيين والمجرمين.. إلا أن الحقيقة كما نشرتها صحيفة «وول ستريت» لا تتضمن أى إشارة من قريب أو بعيد للعرب والمسلمين..

ففى الصحيفة نفسها كان كاتب الخبر هو جوشوا روبينسون.. الصحفى الرياضى الذى استقر فى لندن لمتابعة الأخبار والقضايا الرياضية الأوروبية.. وكان عنوان هذا الخبر كما كتبه جوشوا ونشرته الصحيفة هو منع انتحارى من دخول الملعب.. وفى الخبر نفسه أكد جوشوا أن حارس الأمن رفض أى إشارة له واكتفى فقط بالإعلان عن أن اسمه زهير.. وممكن استنتاج أنه اسم إسلامى لكن لا أحد يعرف إن كان عربيا أو لم يكن.. وهو ما يعنى أننا لانزال نبالغ ولا نحترم أى حقائق ووقائع وغالبا لا نكتب أو نحكى عن الذى جرى كما جرى وإنما تسوقنا أمنياتنا دون انتباه إلى أنه لم يعد فى صالحنا أن نكذب أو نبالغ.. لكن تبقى للحكاية كما رواها جوشوا قيمة أخرى بعد أن أوضح رجال الأمن الفرنسى لفرانسوا مولينز، نائب عام فرنسا، أنهم رفضوا الإعلان عن التفجيرات أثناء المباراة وفضلوا إبعاد الرئيس أولاند فقط وإكمال المباراة حتى نهايتها بشكل طبيعى حتى لا يصاب الناس بالهلع والفزع، ويؤدى الرعب ومحاولة الهرب والخروج مع الارتباك والتدافع إلى عدد ضحايا قد يفوق عدد ضحايا القنابل نفسها.. وهو أمر يجب أن نتعلمه مستقبلا هنا فى مصر.. وكان لابد من تعلمه بعد كارثة استاد الدفاع الجوى وضحايا جماهير الزمالك.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية