x

مي عزام لاتنتخبوا الفاسدين ..ما أظلم من يعطيك من جيبه ليأخذ من قلبك مي عزام الإثنين 16-11-2015 20:59


المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية اسفرت عن نجاح عدد من النواب الذين لايستحقون أن يكونوا ممثلين للشعب المصرى تحت قبة البرلمان، فهم يمثلون ماضى كنا نسعى لتقويمه ،وسلوك إنتهازى كنا نتمنى تهذيبه، ووضاعة كنا نتصور إنها إلى زوال.

وفى هذه الأيام ونحن على أعتاب المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية،لم أجد مفر من محاولة ابداء النصح للناخبين،:انريد مزيدا من الفاسدين في المجلس ،المال السياسى الذي تم انفاقه في المرحلة الأولى فاق كل التوقعات، حتى ان البعض تحدثواعن بورصة الصوت الانتخابى الذي وصل سعره لأكثر من الف جنيه في بعض الدوائر وخاصة في الساعات القليلة الحاسمة التي تسبق انتهاء موعد الانتخاب وغلق الصناديق.

ماحدث ويجدث طوال الوقت، جعلنى أفكر طويلا ،لماذا ينتخب البعض الفاسدين رغم معرفتهم بذلك؟ بعد تفكير وجدت أكثرمن إجابة محتملة ،الأولى :أن هناك من يفضل بقاء الحال على ماهو عليه، الاستقرار يريح «اللى نعرفه احسن من اللى منعرفوش»،الثانية أمثال هؤلاء دائما لهم شلة تعمل بكل جهد لاقناع الناخبين، وتستخدم كل الوسائل الشريفة والغير شريفة للحصول على الأصوات،بداية من الوعود وحتى الرشاوى والابتزاز والتهديد أحيانا،فمحترفى الانتخابات شخصيات تقاتل بشراسة من اجل الفوز للابقاء على مصالحهم أو للحصول على المزيد من السلطة، في جعبتهم الكثير مما لايملكه الشرفاء الذين يستحيون القيام بتلك الألاعيب،الإجابة الثالثة: الفساد دائما وابدا يصاحب السلطة والعكس ليس صحيح ،فلافساد بدون سلطة لكن يمكن ان يكون هناك سلطة دون فساد،كثير من المرشحين من أصحاب النفوذ والسلطة بشكل أو آخر، وهنالك ناخبون تبهرهم السلطة ،تجذبهم مثل الفراش الهائم حول الضوء، لايفكرون كثيرا في اخلاقيات السلطة ولكن في قوتها وما تستطيع ان تحققه من مكاسب لمن يؤيدها، هؤلاء موجودون دائما في كل زمان ومكان.

جماهير البسطاء يفضلون مرشح مسنود من الحزب الحاكم أو مرضى عنه من الحكومة والنظام ،لأنه في تصورهم لديه القدرة والوسيلة على أن يحقق لهم ولو القليل من المصلحة والفائدة على عكس مرشح المعارضة أو المستقل الذي ليس له ظهر يحميه، وإجابة رابعة محتملة، وهى ان هناك من يرى ان الفساد أفضل من وقف الحال، وهى المقولة التي سمعناها بعد ثورة 25يناير وتنحى مبارك، الثورة تبعها فوضى أدت إلى توقف أنشطة اقتصادية هامة وجالبة للدخل مثل السياحة ومصانع، كما ادى عدم الاستقرار وانعدام الأمن واضطراب الأسواق إلى إغلاقها وتسريح عمالها، امثال هؤلاء ،وهم غالبا من الذين تضررت مصالحهم من التغيير ،يرون ان المرشح الفاسد قادر على تسييرأعمالهم أكثر من المرشح النزيهة الذي لايعرف الأسرار والدهاليز.

الاجابات عن لماذا ينتخب البعض الفاسدين متعددة، ولكن الأهم الآن هو لماذا علينا ان لاننتخب الفاسدين، لأننا نريد ان نصنع مستقبل أفضل من الواقع، لأنه من غير المعقول والمنطقى بعد ثورتين ان نعيد الوجوه القبيحة إلى المقدمة من جديد، لأننا بانتخاب الفاسد أو الذي يعتبر الإنتخابات صفقة من الصفقات المشبوهة نقتل كل أمل في نفوس المرشحين الشرفاء، الذين لايملكون إلا الحلم بغد افضل ووعد بتحقيقه.

انتخب الحلم ...قرفنا من الواقع.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية