x

سليمان جودة ولا عشرة مثل السيسى! سليمان جودة الأحد 15-11-2015 21:19


أطلب من المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أن يراجع الكشف الذى جاءه من الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بأسماء خمسة آلاف شخص من ذوى الاحتياجات الخاصة، سوف يتم تعيينهم، خلال أيام، فى أجهزة الدولة!

أطلب منه ذلك، فى إلحاح، وأطالبه بأن يعهد بهذه المهمة إلى جهة تكون محل ثقة، ومحل أمانة معه، ومع الناس!

وأرجو أن يكون ما وصلنى عن الكشف إياه، خطأ فى خطأ، فلقد وصل الأمر إلى حد إدخال أشخاص طبيعيين فى الكشف، بعد «طبخ» أوراق لهم، تقول إنهم معوَّقون، وإنهم من ذوى الاحتياجات الخاصة!.. وإذا كان رئيس الحكومة سوف لا يصدق هذا، فالحقيقة أن ما يدور حوله، وحولنا من عبث فى كل مكان، يجعل المرء يصدق هذا، ويصدق ما هو أكثر من هذا بمراحل!

لقد أعلنت الدولة، قبل فترة، أنها سوف تتيح خمسة آلاف فرصة عمل للمعوقين، أياً كانت نسبة الإعاقة فى كل منهم، وأن على كل الذين يعانون من إعاقة، ويريدون عملاً، أن يتقدموا إلى الوظيفة الجديدة.. كل واحد فى محافظته.. وكان أن أخذ الموضوع وقتاً يكفى لتعيين مليون شخص، لا خمسة آلاف، ثم استقر فى النهاية فى «المركزى» للتنظيم والإدارة، ومنه خرج الكشف النهائى لاعتماده من رئاسة الوزراء!

وقد جاءنى فلاح من بسطاء الناس، وهو يهمس فى أذنى خائفاً عن أن أشخاصاً ليسوا معاقين ولا يحزنون، قد جرى وضع أسمائهم فى الكشف، بأساليب لا تخطر لرئيس الحكومة، ولا حتى لرئيس الدولة، على بال!

ثم جاءنى رجل آخر، من بسطاء الناس أيضاً، وطلب أن يكون لابنه المعوَّق، مكان فى الكشف النهائى، وأفهمته أنى لا أعرف أحداً أوصيه بابنه، وأن كل ما عليه أن يفعله أن يتقدم بطلب باسم ابنه، فى المنوفية، حيث يسكن، ثم يذهب ليسأل عن الأمر فى جهاز التنظيم والإدارة فى مدينة نصر!

ذهب الرجل، ولم يُكذّب خبراً، ثم عاد يقول لى عبارة واحدة: ولا عشرة مثل السيسى!

سألته، فقال إن ما رآه بعينيه فى الجهاز، قد خلق يقيناً فى داخله، بأنه لا السيسى ولا عشرة مثله، سوف ينجحون فى شىء، مادامت مثل هذه الأجهزة على حالها القديم التى رآها هو عليه، قبل 25 يناير 2011، ثم رآها أسوأ بعد 25 يناير!

والحقيقة أن ما نطق به فلاح المنوفية، بتلقائية، هو ما انقطعت أصواتنا كلاماً عنه، وتحذيراً منه ومن عواقبه، منذ جاء الرئيس إلى منصبه، وهو أن البلد لن ينهض من مكانه بوصة واحدة، بقناة السويس، ولا بالمليون ونصف المليون فدان، ولا بالعاصمة الإدارية الجديدة، ولا بشىء من هذا أبداً، لن يقوم بشىء من هذا، لأنك تقيم بناء على غير أساس، أو بمعنى أدق على أساس خربان لا أمل فيه، وما لم يبدأ الرئيس إصلاحه من تحت، وتحديداً من عند جهاز الحكومة الممتد فى كل ركن، فلا هو ولا عشرة مثله سوف يفعلون شيئاً!.. وإذا لم تكونوا تصدقونى، فصدقوا فلاح المنوفية، الذى قالها بعفوية، بمجرد أن ألقى نظرة عابرة على واقع الحال الذى لا يراه الرئيس، ولا يريد أن يراه!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية