x

نيوتن اغتيال الحضارة نيوتن الأحد 15-11-2015 21:19


مشهد الضحايا فى تفجيرات باريس. صور شديدة القسوة. أبرياء لا ذنب لهم. من أعمار مختلفة. من ديانات مختلفة. يدفعون حياتهم على هذا النحو المفجع. مشهد يتكرر كثيرا. كله باسم الجهاد الإسلامى. لذلك يتضاعف الألم. حصاد الإرهاب زاد كثيراً. فى مصر. فى تونس مع عشرات من السياح والأجانب. الطيار الأردنى عندما أحرقته داعش حياً فى قفص حديدى. قائمة الضحايا طويلة. منذ تفجيرات سبتمبر فى أمريكا. قبلها وبعدها. العالم مازال يتفرج. لم يدرك أنها الحرب العالمية الأشرس. لكن بدون جيوش نظامية.

ما الذى يريده الإرهاب؟ ما الرسالة من قتل أبرياء فى طريقهم لمشاهدة عرض مسرحى؟ هل يريدون قتل الحضارة. نعم. الإرهابى عدو لكل ما هو حضارى. عدو لكل شىء حداثى. الأفكار. المسرح. السينما. التكنولوجيا. مرضى ليست لديهم القدرة على الانخراط فى المجتمعات الحديثة. ومواجهة تحدياتها الطبيعية.

جماعات بدايتها هزيلة. دوافعها منحطة. أو طامعة فى الحكم. فى السبعينيات والثمانينيات ظهرت جماعة اسمها التكفير والهجرة. الهجرة عندهم كانت تعنى العزلة. أى يعيشون فى مجتمعاتنا. ولا يعيشون فيها. فكرة منغلقة بدأها شاب رافق سيد قطب فى محبسه. كان إخوانياً. خرج قطبياً. فقرر العيش بطريقة بدائية فى عصر حديث. انسحب من المجتمع. انزوى وجماعته. احتاجت الجماعة للمال. برروا لأنفسهم قتل المسيحيين والاستيلاء على أموالهم. قبلها كانت جماعة الإخوان. أرادوا استدعاء الماضى. وباسمه يستولون على الحاضر والمستقبل. حكماً وملكاً. أقاموا الخلايا العنقودية. أقاموا ميليشيات للاغتيال. وهكذا خرجت منهم أطياف من كل لون وصنف. بعضهم يمارسون الانتحار بلذة غريبة. هل هذا طبيعى؟ شىء ما خاطئ. مَن اغتال السادات يوم العرض العسكرى؟. مَن ذبح عمالا من المصريين فى ليبيا؟. مَن فجر نفسه فى وسط بيروت قبل أيام؟ كلهم واحد. ينهلون من ذات المعين. إرهابيون لن يتوقفوا. لم تعد المشكلة فيهم بل فينا. تقصير واضح فى مواجهة الإرهاب. فى التعامل مع ما يفرضه على العالم وحضارته من تحديات.

الظاهرة صارت عالمية إذاً. المعالجات المحلية ليست حلاً. يجب أن تتضافر الدول جميعاً لمعالجة هذا الوباء. تطوير الخطاب الدينى لن يسعف. سيأخذ وقتاً. فى إسلامنا ليس هناك جهة محددة لتطوير الخطاب الدينى. فى إسلامنا ليس هناك وسطاء للاتصال بالله. حتى فى الشفاعة. شفاعة أولياء الله. «مَن ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه».

نحن دون أن ندرى. دون أن نشعر نكاد نصنع من الأزهر فاتيكاناً. الإسلام ليس تركيبة هرمية. الإسلام دين تواصل مباشر بين الله وعبده. لذلك إن كان هناك أمل فى تطوير الخطاب الدينى. افتحوا الأبواب جميعاً. ولا تطاردوا المجتهدين.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية