محمود طاهر رجل خلوق، رجل أعمال ناجح يعشق النادى الأهلى، سعى واجتهد وجاء الوقت الذى أصبح فيه رئيساً لأكبر نادٍ فى مصر، النادى ذو الشعبية الكبيرة، النادى الذى تتجه إليه أنظار الملايين من شعبنا.
طاهر الشيخ أيضاً رجل خلوق، لاعب كبير، كانت تهتز له المدرجات بفضل مهارته التى تفوق فيها على معظم لاعبى مصر، سواء قبله أو بعده، وكم صفقنا لأهدافه الجميلة مع النادى الأهلى أو مع منتخب مصر، غاب كثيراً عن الأضواء وعندما شعر أن ناديه الذى يعشقه محتاج إليه لم يتردد ودخل الانتخابات وحاز ثقة أعضاء النادى وفاز بكرسى مجلس الإدارة. الاثنان محترمان، الاثنان أولاد عائلات محترمة، الاثنان ناجحان فى أعمالهما، الاثنان دخلا لأجل خدمة النادى الذى يحبانه، الاثنان لم ولن يطلبا شيئاً لأنفسهما من دخول مجلس إدارة النادى الكبير.
ماذا حدث ويحدث داخل جدران النادى الأهلى؟ كيف يختلف الطاهران وهما من المؤكد أنهما طاهران، ما الذى يؤدى إلى أن يصل مجلس إدارة النادى الأهلى إلى هذا الانقسام؟ هل هى التدخلات الخارجية؟ هل هى قلة خبرة معظم أعضاء مجلس الإدارة فى إدارة شؤون النوادى؟
يا سادة، إدارة النوادى الجماهيرية ليست بالشىء السهل اليسير ولكنها أيضاً ليست مستحيلة، المهم هو أن يجمع الجميع حب النادى وإعلاء مصلحته على أفكارهم. ربما يُخطئ أحدهما، ولكن من المؤكد أن الخطأ غير مقصود، لا يمكن أن يتمنى شخص الفشل لنفسه. لابد أن يُحكم كل مسؤول عقله ولا يرى أمامه غير مصلحة ناديه، ويجب أن يصمّ آذانه عمن يبثون السموم ولا يرون غير مصلحتهم وبقائهم، والذى لا يتأتى إلا باستمرار جلوس المسؤول المقرب إليه وانفراده بالكرسى.
أكبر ميزة كانت موجودة فى مجلس إدارات النادى الأهلى على مر العصور، هى الظهور دائماً صفاً واحداً، الاختلاف يكون داخل جدران غرفة مجلس الإدارة، ولا حديث خارجها عما يحدث داخلها. الرجال المحترمون يفعلون كذلك وهذا هو المفروض والمنتظر من أعضاء النادى العتيق.
ربما يكون هذا المجلس بتكوينه الحالى ليس فيه خبرة وقدرات المجالس السابقة، خاصة أن النادى الأهلى كان دائماً يعتمد على نجومية أعضاء مجلس إدارته، وليس هناك نجم فى هذا المجلس غير طاهر الشيخ، الذى أعتقد أنه استمر فى مجلس الإدارة صامتاً، يستمع ويتلقى ولكنه انفجر بعد أن رأى أن هناك خللاً فى منظومة كرة القدم التى يعشقها ونبغ فيها.
طاهر وطاهر، نحن جميعاً على ثقة أنه إذا جمعتهما جلسة ثنائية لا يكون فيها طرف ثالث، سوف تُنهى أى خلاف فى وجهات النظر بينهما، خاصة أن كلاً منهما بنى رأيه ووجهة نظره التى تبناها من اقتناعه أنها الأصوب والأصح لصالح النادى. قبل أن أختم، أُذكّر معالى وزير الرياضة، لا تنسَ فضيحة السنغال وإهدار المال العام والتدليس، وأن هناك أبرياء ظُلموا وأُهدرت كرامتهم، ولم تفعل لهم شيئاً لاسترداد كرامتهم التى ضاعت فداءً للمخطئ.