x

ياسر أيوب الأهلى والخسارة والفضيحة ياسر أيوب الجمعة 06-11-2015 21:24


نحتاج أحيانا لتأكيد البديهيات التى أحيانا يتناساها أو يتجاهلها كثيرون منا.. ومنها أن الأهلى، أمس الأول، لم يكن يلعب بمفرده لتصبح نتيجة اللعب هى أن الأهلى فاز أو خسر.. ولم يكن الأهلى بطلا وحيدا للعرض الكروى فوق خشبة المسرح ليخرج الجمهور من الصالة يشيد أو يضيق بالعرض والأداء.. فلاعبو مصر المقاصة ومدربهم وإدارتهم كانوا جميعهم شركاء..

هم الذين كانوا الأفضل، وهم الذين استحقوا التصفيق وتحية الاحترام والتقدير.. فأنا دائما لا أحب هذا التقليل المهين من شأن أى فريق يفوز حين يكون الخاسر هو الأهلى أو الزمالك.. ويدور الحديث وقتها عن أخطاء الأهلى التى أدت إلى الخسارة دون أى انتباه أو احترام لجهد وإصرار وفرحة الذين فازوا بالفعل.. وأعرف أن عشاق الأهلى ومعظم أبنائه حزانى بسبب هذه الهزيمة، مثلما أعرف أن عشاق وأبناء الزمالك أسعدهم جدا انتصار المقاصة على الأهلى.. حزن وفرحة أراهما أمرا متوقعا وطبيعيا ومعتادا جدا فى عالم كرة القدم وقواعدها وحساباتها.. فليس جديدا أو غريبا أو استثنائيا أن تحزن حين يخسر فريقك أو تفرح حين يخسر الفريق المنافس لفريقك الذى تنتمى إليه.. وحزن أبناء الأهلى فى هذه الحالة متوقع ومفهوم مهما كان حجم ما فيه من وجع ومرارة وغضب.. وكذلك فرحة أبناء الزمالك طبيعية ومشروعة أيضا حتى إن تضمنت أى سخرية أو شماتة.. أما التى لم تكن طبيعية أو مفهومة فهى فرحة فريقين بخسارة الأهلى أول أمس أمام المقاصة..

يضم الفريق الأول أبناء للأهلى لا يريدون استمرار أو استقرار محمود طاهر رئيس الأهلى ومجلسه وشركائه فى إدارة النادى الكبير.. ويتوقع هؤلاء أن تأتى أى هزيمة كروية بمزيد من الاضطراب والارتباك، ويشتهون هذه الهزيمة كخطوة جديدة لتحقيق حلم التغيير قبل الموعد والأوان.. تغيير يريدونه ويسعون إليه بكل الطرق حتى إن كان الأهلى نفسه ومسيرته وجماهيره هم الثمن.. وهذا أمر لا تعرفه كرة القدم أصلا أو تقبله تقاليدها وقوانينها.. أما الفريق الثانى فيضم هؤلاء الذين لا يعنيهم أن يفوز الأهلى أو يخسر لكن يعنيهم فقط إثبات أنهم أصحاب الرأى الصائب والرؤية والحكمة والمعرفة.. فهؤلاء سبق أن حكموا على بيسيرو مدرب الأهلى الجديد بالفشل حتى قبل أن يتسلم مهمته.. ولابد أن يخسر الأهلى وبيسيرو حتى يثبت هؤلاء أنهم أصحاب الحق.. وهذا الإصرار لا مكان له فى كرة القدم التى لا تقبل الأحكام المطلقة والدائمة والمسبقة أيضا.. وليحقق الفريقان ما يريدانه.. سواء الإطاحة بمحمود طاهر أو إثبات أنهم وحدهم أساتذة وعلماء وخبراء كرة القدم.. فقد كان لازما لهؤلاء تضخيم خسارة الأهلى والمبالغة فى حجمها والحديث عنها بمفردات الفضيحة والسقوط والانهيار.. ونسى هؤلاء أننا لا نزال فى الأسبوع الرابع، وأن الخسارة دائما واردة، وأنه الهدف الأول فى مرمى شريف إكرامى منذ بداية الدورى، كما أنها الهزيمة الأولى أيضا لبيسيرو.. وكل الأحلام لا تزال قائمة والانهيار لم يحدث، والبطولة لا يزال مبكرا جدا الحديث عن كسبها أو ضياعها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية