هل المشكلة هى محمود طاهر، رئيس النادى الأهلى، أم الإعلام أم الجمهور.. أم أنه ليست هناك مشكلة أصلا ولا داعى للمبالغة وتضخيم الأمور وهذا هو واقعنا وتلك هى حقيقتنا؟.. وأقصد هنا تلك الخطوة التى بدأها طاهر منذ أيام قليلة ببدء دراسة جادة وحقيقية لتأسيس شركة الأهلى لكرة القدم وليصبح الأهلى أول ناد محترف بشكل حقيقى وفق الأسس الدولية.. وفى مجتمعات وأوقات أخرى كان من المفترض أن يلتفت كل جمهور الكرة لتلك الخطوة بالاهتمام والتقدير والترقب والكثير جدا من التوقعات والأسئلة.. لكن فى مصر لم يلتفت أحد ولم يهتم، رغم أنه أمر يخص الأهلى بكل شعبيته شكلا، وكرة القدم بكل مكانتها وحجمها فى مصر موضوعا.. وهذه بالضبط هى المشكلة التى أقصدها.. هل هى مشكلة محمود طاهر الذى لم يقدم للناس خطوته الجديدة والجميلة أيضا بإعلان زاعق واحتفال صاخب ودوى وضجيج وصراخ حتى ينتبه الجميع.. وهل من المفترض أن ينشغل طاهر بذلك أصلا أم أنه يكفيه الالتزام بواجباته ومسؤولياته كرئيس يؤدى ما عليه ويسبق الجميع نحو المستقبل وإعادة صياغته.. أم أنها مشكلة الإعلام الذى يمكن أن يقيم الدنيا ولا يقعدها إن خسر الأهلى أو تعادل فى مباراة أو وقع شجار بين بضعة لاعبين، لكنه لن ولم يلتفت لخطوة من شأنها تغيير مستقبل وملامح كرة القدم فى الأهلى ومصر كلها؟.. وبهذا التبسيط الساذج يسهل علينا اتهام الإعلام بالتسطيح وتجاهل كل القضايا المهمة والالتفات فقط للفضائح والخطايا.. ولكن هل لو التفت الإعلام لمثل هذه القضايا سيبقى الناس يتابعونه.. ولو تخيلنا شاشتين تعرض إحداهما قضية الاحتراف ومستقبل الكرة فى الأهلى ومصر، بينما تعرض الأخرى كواليس وأسرارا وفضائح كروية حقيقية أو مصطنعة.. ما التى سيجلس أمامها الجمهور بمنتهى اليقظة والاهتمام؟.. وأظن أن هذا السؤال الأخير هو الذى نهرب منه دائما.. فنحن لا نريد أو لا نحب مصارحة أنفسنا بالحقيقة.. وأن كل الذى لا يعجبنا عبر شاشاتنا نحن الذى صنعناه بأيدينا.. وأننا نحن الذين نصنع قادتنا وإعلامنا وأولوية قضايانا أيضا.. وأظن أننى بهذا بدأت أقترب من إجابة السؤال الأول وأنها أبدا ليست مشكلة محمود طاهر الذى يستحق الشكر والتقدير على ما بدأ يفكر فيه وينفذه بالفعل وليس اللوم أو العتاب أو التجاهل بالطبع.. وليست مشكلة الإعلام الذى يتحكم مزاج الناس فى نسب مشاهدته وإعلاناته.. إنما هى مشكلة الناس الذين يحبون أن يمضوا أوقاتهم الطويلة فى توزيع الاتهامات على الجميع، والسخرية من أى مسؤول أو إعلامى والتهكم على القضايا المثارة على الشاشة أو الورق وينسون أنهم هم الذين صنعوا كل ذلك.. ورغم كل ذلك أتمنى أن يصمد محمود طاهر ويكمل مشواره لتحويل الأهلى إلى ناد كروى محترف.. فدور الأهلى وقدره طيلة مائة سنة أن يكون أول من يسبق ويغامر ويدفع ثمن كل خطوة جديدة.. والاحتراف تغيير سيحدث مهما عارضناه وتجاهلناه، ولهذا أشكر الأهلى الذى لن يتراخى وينتظر، إنما سيسبق ويمهد الطريق أمام الجميع.