تتسم انتخابات مجلس النواب بظواهر جديدة ومثيرة، يمكن حصرها فيما يلى:
أولا، وفيما يتصل بالنظام الانتخابى، فالمعروف أن مصر الآن تنتخب وفق نظام انتخابى يُعمل به للمرة الأولى، وهو نظام الترشيح عبر المقاعد الفردية والقوائم المطلقة، ولا يمتنع على أى من المستقلين أو الحزبيين المشاركة فى الأسلوبين. هذا الأمر الفريد على الانتخابات أدى إلى أننا لاحظنا ظاهرة تحدث لأول مرة فى العالم، وهى تكالب الأحزاب على التحالف، بدلاً من التنافس. ترتبط بذلك الظاهرة الجديدة الأخرى، وهى وجود 6 كوتات انتخابية، وهو أمر غير مسبوق فى أى نظام انتخابى، والذى لا يتعدى أن يكون نوعين من الكوتات على الأكثر.
ثانيًا: بالنسبة للترشيح، فإن هناك إمكاناً لترشيح المصريين الحاملين لجنسيات دول أخرى، وهو أمر لم يكن جائزًا فى كافة الانتخابات السابقة. الأمر الثانى: أن المترشحين فى تلك الانتخابات لأول مرة يتوجب عليهم الكشف الطبى، وهو إجراء نال جدلا واسعا. الأمر الثالث: أننا فى تلك الانتخابات نواجَه بظاهرة تفتيت العائلات والقبائل فى الترشيح بشكل غير مسبوق، وهو أمر ارتبط بضمور ظاهرة (الكبير) فى الكيان الاجتماعى.
ثالثًا: فيما يتصل بالدعاية والحملات الانتخابية، فإن تلك الانتخابات شهدت إغراقًا كبيرًا فى المحلية، وهو ما تبين فى وعود المترشحين، وهو ما يعزو ليس فقط للنظام الانتخابى، بل أيضًا لعدم وجود مجالس محلية. إضافة إلى ذلك، فإن تلك الانتخابات هى الأولى التى لا تُستخدم فيها الدعاية الدينية، وهو ما وسم العقود الأربعة السابقة على السواء بأشكال متباينة. من ناحية أخرى، تلك الانتخابات جرت حتى الآن بلا عنف، رغم أن هذا الأمر هو سمة الانتخابات وفق الترشيح الفردى. كما أنها الأولى التى تفصل فيها اللجنة العليا مدة الدعاية الانتخابية فى المرحلة الأولى عن المرحلة الثانية، وإن كانت الغالبية تجاوزت فى فترات الدعاية.
رابعًا: بالنسبة للتصويت، فإن نسب المشاركة المتدنية فى التصويت تشير إلى عزوف القوى الضاربة فى تلك الانتخابات عن الاقتراع، وهم الشباب المُشَكِّل 63% من الهيئة الناخبة. كما أن تصويت المصريين فى الخارج كان مفاجأة، لأنه الأكثر تدنيًا، حتى إنه لم يحسم نتيجة بالداخل إلى الآن. أما الساعة الراحة فى التصويت، والتى تُطبق للمرة الأولى، فلم يتبين إلى الآن أنها أدت لمشكلات.
خامسًا: وأخيرًا بالنسبة للنتائج، فرغم أن النظام الانتخابى يعزز من فرص المستقلين، فإن النتيجة أبرزت دور الأحزاب الكبير، كما برزت المرأة والأقباط لأول مرة فى المقاعد الفردية، رغم قلة ما حصدوه. وكان بطلان نسبة كبيرة من البطاقات على أوراق القوائم المفهومة جدًا للكافة أمرا غريبا، ويشير إلى عدم رضاء الناخب عن هذا الأسلوب.