x

جهاد الخازن «عواجيز الفرح» وانتخابات البرلمان المصرى جهاد الخازن الخميس 05-11-2015 21:30


انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية فى مصر، والتصويت سيكتمل فى الشهر المقبل، لاختيار 596 عضواً فى مجلس النواب، وأغامر، فأقول إن المصريين سيختارون غالبية تؤيد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

هناك «عواجيز الفرح» فى كل مكان، من حفلة زفاف إلى السياسة، وبعضهم هاجم الانتخابات قبل أن تبدأ ولايزال يفعل، بل إن هناك مَنْ يترحم على سنة الإخوان فى الحكم، ويتجاوز أنهم سرقوا ثورة الشباب، وفى حين أنهم فازوا بالانتخابات البرلمانية من دون تزوير، فهم أعلنوا أنهم لن يرشحوا واحداً منهم للرئاسة، ثم رشحوا اثنين، وبعد أن سيطروا على السلطتين التشريعية والتنفيذية حاولوا السيطرة على القضاء، لإقامة حكم الحزب الواحد، كما فعل الحزب الشيوعى فى روسيا يوماً، ثم مضى غير مأسوف عليه. القوانين الأمنية، التى احتج عليها سياسيون فى الخارج وجماعات حقوق إنسان جاهلة، مربوطة بالوضع الأمنى والإرهاب، وهى لابد أن تزول بزواله أو تُعدَّل. كل مظاهرة أو انتقاد، اليوم، فى كتابى الشخصى تستر على الإرهاب أو تشجيع له.

هناك لازمة فى الحديث عن الرئيس محمد مرسى هى أنه فاز بأول انتخابات رئاسية ديمقراطية فى مصر، ثم عزله الجيش فى انقلاب. أنا أعرف مصر وأهلها، وهم يكتبون تحاملهم وجهلهم. أحمد شفيق فاز بالرئاسة، والجيش بلّغه أنه فاز فى يوم الأحد الطويل، وذلك المؤتمر الصحفى الذى استغرق ساعات. ثم بلغ الجيش أحمد شفيق أنه سيرسل قوة من الحرس الجمهورى لمواكبته من منزله إلى القصر الجمهورى. كانت هناك فى الوقت نفسه مفاوضات مع الإخوان المسلمين اتفق فيها الطرفان على إعلان فوز محمد مرسى مقابل إبقاء المشير محمد حسين طنطاوى وزيراً للدفاع وسامى عنان رئيساً للأركان، فأُعلِن فوز مرسى، وعزل الإخوان طنطاوى وعنان خلال أيام.

الانتخابات الحالية تميل إلى المرشح الواحد أكثر منها إلى القائمة الانتخابية، وهناك «فى حب مصر» وحزبا «الحركة الوطنية المصرية» و«المصريين الأحرار»، وقادة الإخوان فى السجون، والجماعة محظورة، وحزب النور يدفع ثمن الغضب على الإخوان، إلا أننى لن أدخل فى التفاصيل، وإنما أنتظر إعلان النتائج الرسمية النهائية.

أقول للمشككين من حمقى أو أصحاب غرض أو مرض: إن أعضاء مجلس النواب يملكون صلاحية عزل الرئيس، ومناقشة المراسيم الحكومية، (التى كثرت جداً فى الأشهر الأخيرة)، وقبولها أو رفضها أو تعديلها، وإصدار قوانين أو تعديل الموجود منها أو إلغائها.

يُفترَض أن نحكم على البرلمان الجديد على أساس أدائه لا أن نقرر أنه «صوت سيده» قبل أن ينتهى التصويت ويجتمع الأعضاء. غير أن «عواجيز الفرح» أكثر من الهمّ على القلب، وبما أننى فى لندن، فإننى أختار مثلاً عنهم مجموعة سياسيين ومفكرين وناشطين وَقَّعوا رسالة نشرتها جريدة «الجارديان» الليبرالية تدعو رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى سحب دعوة إلى الرئيس السيسى لزيارة بريطانيا.

كاميرون أهمل الرسالة، والرئيس السيسى وصل، أمس، ومصادر الحكومة البريطانية تتحدث عن مجال واسع للاتفاق على نقاط البحث بين البلدين من الأمن إلى الاقتصاد. الرسالة تكشف جهل 55 شخصاً وقّعوها، وهى تتحدث عن انتخاب مرسى ديمقراطياً، وعن «انقلاب» لا إنقاذ مصر.

كان بين الموقّعين جون ماكدونيل، وزير مالية الظل العمالى، ويبدو أنه يعرف عن السياسة الخارجية ما أعرف أنا عن تربية النحل. ولاحظت أن بين الموقعين أنس التكريتى، رئيس مؤسسة قرطبة، الذى هاجمه وزير المالية جورج أوزبورن يوماً، واتهمه بأن مؤسسته واجهة للإخوان المسلمين.

مصر قادمة، رغم أنوف المشككين، فأذكّر القارئ بوَصلة قناة السويس، واكتشاف شركة النفط الإيطالية إينى حقل غاز فى البحر وُصِف بأنه «سوبر عملاق» يضم 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، تُضاف إلى ما تنتج مصر الآن من النفط، وهو فى حدود 700 ألف برميل يومياً.

أتمنى أن تهزم حكومة مصر الإرهاب، ثم أتمنى أن يخرج زعماء الإخوان من السجون، ومعهم كل المدافعين عن حرية الرأى، ثم أنتظر أن تعود مصر إلى موقعها القيادى العربى.

نقلا عن جريدة الحياة اللندنية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية