x

عماد سيد أحمد محمد منير وتجلياته عماد سيد أحمد الأربعاء 04-11-2015 21:20


الكتابة عن منير صعبة. وذكر محاسنه وإبداعه أكثر صعوبة. لأن منير هو السهل الممتنع. حالة فنية متكاملة. صوفى من نوع مختلف. صوفيته مختلطة بوطنيته. لا تستطيع التفريق بينهما. شق طريقه من الصفر مثل ملح الأرض إلى القمة. وسما بأخلاقه وفنه، وأصبح فوق القمة ذاتها. تغاضى عن الصغائر. وأشاع جوا من الحب فيمن حوله. ومنح هذا الحب لمعجبيه ولمستمعيه ولكارهيه أيضا. الذين ينطبق عليهم لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم.

منير الملهم المرهف الحس. الذى يحس بالكلمات قبل أن ينطق بها. عفّر قدميه بتراب مصر، ووصل للقمة سيرا على الأقدام. لم تسعفه واسطة ولا محسوبية فى أى وقت ولا فى أى لحظة. لم يسعفه سوى إيمانه بفنه، وثقته بنفسه.

منير المتجدد الذى عبّر عن المصريين بكل ألوانهم. حكايتى معه طويلة لا تنتهى. عرفته واقتربت منه، وبينى وبينه أميال وأميال. عندما أسعفنى، وأهديت زميلتى فى المدرسة الثانوى التى شعرت بحبها، كلماته البديعة « يابنت يا أم المريلة الكحلى». وسمعتها وطربت بها. وأصبح من يومها صديقى. وهو لم يعرفنى ولا أعرفه. واحتفظت بصورة له على سطح مكتبى. وكنت سعيدا بمظهره المختلف وطريقته التى طالما عكست إيمانا كبيرا يملأ قلبه العليل.

أستمتع، وأتذوق أغانيه الجديدة. وأسعد بأدواره فى الأفلام السينمائية. حتى تخرجت وعملت بالصحافة. وجمعنا أصدقاء مشتركون. والتقيت «الملك» شخصيا ولأول مرة فى عام 2005. ووجدتنى أمام عملاق خفيف الظل. موهوب حتى النخاع. وكلما استمعت إلى منير فى جلسات خاصة- هى نادرة بالمناسبة- يبعث إلى من حوله برسائل التفاؤل والحب والحياة. وأتركه وأنا أردد قول الصوفى الجميل عطاء الله السكندرى، ما كان لله ينمو.

الموسوعة العالمية ويكيبيديا تعرّف منير، (10 أكتوبر 1954)، بأنه مغنى مصرى يعرف بموسيقاه التى يختلط فيها الجاز بالسلم الخماسى النوبى. وكلمات أغانيه العميقة. اكتفيت من ويكيبيديا. حتى أضيف. منير غيّر فى الأغنية المصرية والعربية شكلا ومضمونا. وهو وحده سلم موسيقى. ونغمة منفردة متفردة وحيدة، وصوت حزين إلى حد البهجة. وعميق إلى حد الطرب، والنشوة.

طفت العالم العربى والأوروبى وزرت بلدانا وعواصم فى آسيا واكتشفت إلى أى مدى وصل منير. عرفت أنه سفير حقيقى لمصر وللمصريين. يستمع إليه جمهور عريض من السميعة العرب. وغير العرب.

ومازلت أتطلع للقاء منير ودعوته على العشاء فى بيته التى وجهها إلى، والصديقة العزيزة منى عبدالوهاب المذيعة المعروفة، والأمر بيدها لانعقاد هذا اللقاء. فأرجو منها عدم التأجيل عقب عودة «منير» سالما من خارج البلاد.. سلامتك يا كينج.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية