ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية، نقلا عن رسائل إلكترونية، أن الإمارات سلمت المجموعات الليبية المسلحة التي تقاتل الإسلاميين أسلحة، وقدمت للمبعوث السابق للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، وظيفة مغرية يتقاضى فيها 50 ألف دولار شهريا.
وتعزز هذه المعلومات التي دعا «ليون» إلى «التزام أقصى درجات الحذر» فيها، الشكوك في حياد بعثة المنظمة الدولية بعد تعيين برناردينو ليون مديرا عاما لأكاديمية دبلوماسية في الإمارات.
وقالت الصحيفة إن «الإمارات أرسلت أسلحة إلى ليبيا في انتهاك للحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على الأسلحة، من أجل مواجهة منافستها في المنطقة قطر التي تقوم بتسليح الجماعات الإسلامية».
وتشير الرسائل الإلكترونية إلى شركة «موريسون كوموديتيز»، التي تتمركز في الإمارات، موضحة أنها انتهكت الحظر على الأسلحة بالتعاون، على الأرجح، مع شركة سعودية تحمل اسم الخدمات الدولية العسكرية السعودية «ساودي إنترناشيونال ميليتاري سيرفيسز».
وتنقل هذه الرسائل شكوى من الولايات المتحدة ضد شركة إماراتية «المطلق للتكنولوجيا» اشترت أسلحة بقيمة مائة مليون دولار من كوريا الشمالية بما في ذلك رشاشات ثقيلة ورشاشات وصواريخ.
وقال «ليون» في بيان إن «الإمارات وقطر وتركيا ومصر ساهمت باستمرار في دعم جهود السلام في ليبيا»، مؤكدا الحاجة إلى «أقصى درجات الحذر حيال هذه المعلومات».
وأضاف: «نظرا للمعلومات غير الدقيقة أو الخاطئة التي شهدناها في الأشهر الاخيرة فيما يتعلق بالعملية في ليبيا، أعتقد أنه من الضروري التزام أقصى درجات الحذر حول التقارير الأخيرة». وأكد «أنها اللحظة الأكثر حرجا للسلام في ليبيا».
كانت «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية»، التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، أعلنت تعيين «ليون»، الذي قاد بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا منذ أغسطس 2014، مديرا عاما لها. وتعمل هذه المؤسسة في تأهيل الدبلوماسيين المقبلين للبلاد والترويج للسياسة الخارجية للإمارات.
وانتقدت السلطات التشريعية غير المعترف بها دوليا في العاصمة الليبية هذا التعيين معتبرة أنه «يثير شكوكا في حياد البعثة، ويهدد بنسف المسار السياسي الليبي».
وانتقد رئيس المؤتمر الوطني العام في طرابلس، نوري أبوسهمين، ذلك في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، واعتبر أبوسهمين أن «تعيين الوسيط الأساسي في منصب مرتبط ارتباطا عضويا بدولة أقحمت نفسها طرفا رئيسيا في النزاع القائم بليبيا، يعد شبهة غير مسبوقة لدور يجب أن يكون حياديا».
وتتهم السلطات في طرابلس الخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة تحمل اسم «فجر ليبيا»، منذ يوليو 2014، الإمارات بدعم السلطات المعترف بها دوليا وتعمل من شرق ليبيا، بـ«السلاح والمال».
ويفترض أن يخلف الألماني مارتن كوبلر، في الأيام المقبلة، «ليون» على رأس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.