نفت المستشارة تهانى الجبالى كونها شبّهت الرئيس السيسى بالنبى يوسف عليه السلام، وقالت: «لم يحدث»، صحيح تعرضت لقصة النبى يوسف عليه السلام فى معرض هداية الأشرار، لكن الأشرار نسبوا لها هذا اللغو البغيض دينياً، تعريضاً بها، وتلسيناً عليها لغرض انتخابى زائل، هذا من صنيع الإخوان!
لا تخفى تهانى دعمها للرئيس، فى ظهره، ولا تتخفى من اعتقادها الراسخ أن هذا الرجل يستحق كل دعم لوقفته الشجاعة فى مواجهة الإخوان، وتوقن أن مصر لا تملك رفاهية خسارة هذا الرجل، أو رفاهية فشله، وتفشيله هذا عين وعبادة الإخوان، والأمريكان، ومن لف لفهم.
«تهانى» تعرف ذلك جيداً، وأكثر، طالعت جيدا كتاب «لعبة الأمم» ومخططات الاختراق، تهانى تقول فى الرئيس ما تعتقد حقاً، «الرئيس أمانة فى أعناقنا»، ولا تأبه لحقد حاقد مأجور، وتدافع عن الرئيس الذى هو ابن مصر وجيشها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، أتحاسبون تهانى على وطنيتها؟.. متى كان لخونة الأوطان أن يحاسبوا الوطنيين، وينساق وراءهم المرجفون؟.
«تهانى الجبالى» التى أعرفها نموذجاً ومثالاً أكبر من هذه العنعنات التى يمسكونها عليها كذنب، حتى الوطنية صارت ذنباً، «تهانى الجبالى» سيدة من مصر، لو ترشحت بمفردها فى أى دائرة فى مصر لخرج الرجال قبل النساء يحملونها إلى البرلمان، ولكن اختارت طريق القوائم وهذا طريق محفوف بالمخاطر الانتخابية، القوائم لا تحتفى عادة بجواهر التاج، تهانى «رقم وطنى» ليست فى حاجة للتمسح فى ثياب الرئيس.
كلاب الإخوان العقورة التى لا ترعوى لقيمة، تحسب كل النساء من عينة «أم أيمن»، إذ فجأة فتحت بالوعات الصرف الصحى لتغرق ثياب السيدة المحترمة، انتقاماً من المستشارة الشجاعة التى تصدرت المشهد قبل 30 يونيو، كانت فى مقدمة صفوف المقاومة للاحتلال الإخوانى البغيض وكلفها هذا منصبها فى المحكمة الدستورية بفعل فاعل كائن ولايزال فى المحكمة الدستورية، تربص بها ونفذ فيها مشيئة مكتب الإرشاد.
حاول الإخوان إرهابها، بسيل قذر من الإهانات والاعتداءات التى طالت بيتها، وهددت أمنها، وما هانت ولا استكانت ولانت عريكتها، وصدحت بخيانة الجاسوس الإخوانى وقت تخفى الأفاقون من ثورة الشعب، كانوا فى أقبيتهم المسحورة يبحثون عن مخرج سياسى ينقذون به الجاسوس، ليستمروا فى صدارة مشهد الرفض بدلاً من اقتلاع المرشد من سدة الحكم، وتحرير المقطم من شيعته وأنصاره.
أعلم أن «تهانى» لا تأبه لمثل هذه التخرصات الإخوانية، خلف أذنيها، ولكن خليق بكل حادب على الوطن، ومحب للرئيس أن يبتعد بمسافة عن التشبيهات الملتبسات دينياً، وأمامنا فى واقعة النبى يوسف على لسان تهانى الجبالى نموذج ومثال، اجتزاء الجمل، وتركيب العبارات، وفبركة التصريحات، وكلمة من هنا وقصة من هناك، والحق تهانى قالت، وهم يكذبون، وخلفهم جوقة فيسبوكية تشير على الحوائط القذرة، وتتقافز كالقرود على شجر تويتر، عجباً تؤدى الفروض الوطنية بإخلاص، وتنام بريئاً قرير العيون، تصبح متهماً.
يقيناً الأمر يستأهل حرصاً بالغاً فى الخطاب الجماهيرى والإعلامى حذر ميليشيات الإخوان، لا تعطوا الفرصة للمتربصين يتربصون بكم الدوائر، وإذا حدث كذباً لا تخضعوا لابتزاز ممنهج تأسيساً على قيل وقال، حسنا فعلت «الشروق» بمهنية أن راجعت تصريحات المستشارة معها، ونشرت التصحيح للتصريح المغرض، وحسناً لو اقتصد المتحدثون عن مناقبية الرئيس، السيسى برىء مما يأفكون، عن نفسه يقول: «لست بسلطان ولا صاحب مقام عال...»، قال: الشعب هو صاحب المقام العالى، نزهوا الرئيس عن تشبيهاتكم القرآنية صدقاً قلتم أو كذباً، لا تخطئوا خطيئة الإخوان فى حق المرسلين.