x

زمان.. والآن

الخميس 29-10-2015 21:42 | كتب: اخبار |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : بوابة الاخبار

منذ خمسين عاما كانت علبة السجاير «الكيلوباترا» الكبيرة لها مفعول السحر فى تسهيل الأمور وقضاء الحاجات!! أما إذا كانت خرطوشة كاملة تحتوى على 10 علب كبيرة فهى هدية ثمينة تدل على رفعة مقام السائل والمسؤول!! كان هذا هو مستوى الهدايا التى تفتح النفس المغلقة، وتعدل المزاج المقلوب، وتؤدى إلى تسهيل الأوراق وإنجاز المصالح وقضاء الحاجات!! .. بالطبع هذه ليست دعوة إلى الرشوة ولكنها مجرد محاولة للمقارنة بين هدايا زمان وهدايا الآن!! إن هدايا الآن تصل إلى مئات الألوف ويعرضها الراشى حتى يربح من ورائها الملايين، ويقبلها المرتشى حتى يتملك الشقق الفاخرة، ويركب السيارات الفارهة وغير ذلك من متع الحياة الدنيا الفانية.. نحن نقرأ يومياً على صفحات الجرائد عن رشاوى تقدر بالملايين مقابل توقيع واحد أو كتابة مذكرة منحازة أو تجاهل خطأ جسيم!! وأتساءل هل توجد رشوة - مهما ارتفعت قيمتها – تساوى تعرض الإنسان بسببها للقبض عليه، والتحقيق معه، وإيداعه السجن، وتصبح فضيحته على كل لسان؟ الغريب أن بعض كبار المسؤولين يملكون شهوة عظيمة ومعدة قوية تهضم الزلط، وضميرا لا يرى شيئاً ولا يرهقه شىء، وهم يقبلون كل الهدايا ولا يردون أبداً رشاوى تمتد إليهم!! وبعضهم يختتم ذلك كله بحجة أو عمرة ظانا أنها تُكفر عنه كل ما سبق!! هؤلاء يتناسون أن الله يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار!

محمد السيد رجب – مدير عام سابق - الإسكندرية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية