x

سليمان الحكيم فانفضّوا من حولك! سليمان الحكيم السبت 24-10-2015 21:03


لا فتاوى المشايخ وتحذيراتها. ولا الأغانى الوطنية وحماساتها. ولا مكبرات الصوت وتوسلاتها. ولا أجهزة الإعلام ومناشداتها. ولا أجهزة الدولة وتسهيلاتها. لا شىء من ذلك كله كان قادرا على حث المواطنين ودفعهم للمشاركة في انتخابات برلمانية وسط أجواء مشحونة بالإحباط وخيبة الأمل. بعد أن احتشدت الملايين في مرات سابقة أمام صناديق وضعوا فيها كل آمالهم وطموحاتهم فعادت عليهم بالخسران المبين.. ثورة وثرنا. تمرد وتمردنا. تفويض وفوضنا. دستور ورقصنا. رئاسة وانتخبنا. ثم ماذا كانت النتيجة من وراء ذلك كله. مزيدا من الأعباء على كاهل الفقراء والكادحين. غلاء إلى درجة التوحش يقابله تسهيلات للمستثمرين إلى درجة التدليل. وتمييز فاضح لبعض الفئات الاجتماعية على حساب أغلبية مهمشة. فساد يتوغل فلا يجد من يوقفه. وعود لا تتحقق. مشروعات تتعثر. مشكلات مستعصية على الحل. دولة رخوة بذلنا الغالى والرخيص لاستردادها من أيدى خاطفيها فسقطت في يد المترفين خدمة لمصالحهم.

فلماذا نحتشد إذن ونذهب لملء صناديق لا تعود علينا بالفائدة؟ إذن هي السلبية ردا على السلبية. وتخاذل بتخاذل. وتقاعس في مواجهة تقاعس. ومقاطعة ضد المقاطعة. لم يجد هذا الشعب من يحنو عليه ويرأف به. وكل الذين وعدونا بالحنو والرأفة ضنوا علينا بها بعد أن مكناهم. صموا آذانهم عن صرخات المطالبين. وأداروا ظهورهم لحقوق المتوسلين. تقاعسوا في إزالة القديم. وتراخوا في الإتيان بالجديد. فلماذا نتعب أنفسنا لمن لا يتعب من أجلنا. ولماذا نعطى صوتنا لمن يسد آذانه عن أصواتنا. لماذا نثق في من يضن علينا بثقته؟! لقد مكناهم فلم يمكنونا. ومنحناهم فلم يمنحونا. حملناكم الأمانة فلم تؤمنونا. عاهدتمونا وراوغتم. ووعدتمونا فخالفتم. فهل تستحقون منا غير ذلك؟

الشعب هو المعلم فهل تعلمتم؟ بل هل علمتم؟ لقد طور هذا الشعب أدواته في مواجهة السلطة الغافلة عن حقوقه. فمن التصويت العقابى في عهد مبارك إلى التصويت الاحتجاجى في عهد السيسى. فكان التصويت خارج الصندوق بالامتناع والعزوف، ردا على امتناع السلطة وعزوفها عن سماع المطالب والاستجابة للنداءات. بتحقيق العدالة والمساواة. فليس بالأغانى الوطنية. ولا تحذيرات المشايخ ولا إثارة مشاعر التخويف. يمكن لهذا الشعب أن يعطيكم ما تريدون. ولكن أعطوه يعطكم. واسمعوه يسمعكم. وأطيعوه يطعكم. وشاركوه يشارككم.. وإلا!

قال تعالى: (لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).. هذا هو قانون التأييد أو الممانعة. لمن أراد أن يفلح!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية