يد الله تظلل أرضك.. حفرت اسمك بالطيب والعنبر على صدر صفحات التاريخ فأضأت آفاقا من الظلم.. مع كل صباح نسأل عنك مراكب الشمس، والورد والضفاف، ونسأل عنك الليالى والأقمار، والمجداف والشراع.. يا مصر حين هبت عاصفة هوجاء أرادت طمس هويتنا لتعيدنا إلى القمقم، إلى عصر الجوارى والمشربية، كانت ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة تزف البشرى لنهر الطهر فعاد للشجر رونقه، فما السنابل الخضر إلا فرصة العمر فى الوطن الأبى.. ربما يضيق الطريق ويطول ليل الشر البغيض فنثقل بالهجير.. لكننا كنا على يقين أن الثبات فى الإيمان بمصرنا المتفردة حضارة وثقافة، حتما ستعيد مذاق الألوان، وها هى قاهرة المعز تهزم الأخطبوط وتستعيد النشيد، حطمت القلاع والأسوار.. كان الأمل يحدونا أن العدل آت، تعلمنا ألا نبدد الوقت والجهد فنعود الى نقطة الصفر، والآن نحصد ثمرة النضال، ونعيش لحظة الفرح والانتصار.. مصر الآن صارت قبلة فى الأمم المتحدة لكافة المنظمات الدولية التى سوف تبحث عن صوت مصر الإيجابى، الآن تتبوأ مكانها كعضو غير دائم فى مجلس الأمن، نجاح يبهج الأفئدة الوطنية الشريفة، فما زال هناك وطن يستحق دعوة للحب والنغم.
مريم توفيق- القاهرة
