x

أرسنال و«عقدة الخواجة»

السبت 17-10-2015 11:01 | كتب: محمد الفولي |
صورة أرشيفية صورة أرشيفية تصوير : آخرون

ربما يبدو العنوان غريبًا بعض الشيء، لأن هذه العبارة غالبًا ما تستخدم في مصر والعالم العربي، للحديث عن تفضيل المواطنين لكل ما هو أجنبي على المنتج المحلي، ولكن شيء مرتبط بهذا بطريقة ما حدث مع أرسنال الإنجليزي عام 2005.

يعد أرسنال قبل أي شيء من ضمن الأندية التاريخية والعريقة في إنجلترا، وربما كان في الثلاثينيات أفضل فريق في العالم، حيث كان يعرف ببصمته الإنجليزية، فهو يمثل لندن، وتحديدًا جنوبها، وتفصيلًا حي هايبري، ذلك الحي الصناعي العتيق.

كان أرسنال، في 14 فبراير 2005، على موعد مع مواجهة كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولكن المدير الفني للـ«جانرز»، الفرنسي أرسين فينجر، لم يدفع بأي لاعب إنجليزي في التشكيل الأساسي للمباراة، بل لم يكن هناك أي لاعب انجليزي يجلس على الدكة، لأن كل قائمة الأسماء التي استدعاها كانت من الأجانب.

واستدعى «فينجر» لهذه المباراة تحديدًا ثمان جنسيات مختلفة من اللاعبين، ستة فرنسيين وثلاثة إسبان وهولنديين اثنين وكاميروني وألماني وإيفواري وبرازيلي وسويسري، هذا مع العلم بأن المدرب الثاني كان من أيرلندا الشمالية، أما المساعد فهو من البوسنة.

وكان الإنجليز الوحيدون الموجودن على الدكة حينها هم مدرب حراس المرمى وأخصائي الأحمال البدنية وإثنين من المدلكين.

ودفع «فينجر» في هذه المباراة بتشكيل مكون من: الألماني ينس ليمان والكاميروني لوران والإيفواري كولو توريه والفرنسيين باسكال سيجان وروبرت بيريس وباتريك فييرا وتيري هنري وجايل كيلتشي والإسباني رييس والبرازيلي إدو جوسبار والهولندي دينيس بيركامب، فيما تضمنت تغييراته نزول كل من الإسباني سيسك فابريجاس والهولندي فان بيرسي والفرنسي ماتيو فلاميني.

لا يمكن إنكار أن أرسنال حينها كان به عدد من اللاعبين الإنجليز أصحاب الثقل في الفريق الأساسي، ولكن ظروف استثنائية هي التي دفعت بعدم وجودهم، مثل أندي كول، الذي كان مريضًا، وصول كامبل وجاستين هويت المصابين.

لم يعط «فينجر» أهمية كبيرة للأمر حينما أعلن القائمة ووضع التشكيل وخاض المباراة، التي انتهت لفريقه بنتيجة «5-1»، حتى لاحظ استياء بعض الصحفيين من هذا الموضوع عقب المواجهة، حيث قال: «على أي حال لا يجب التركيز في جنسيات اللاعبين، بل جودتهم وما يقومون به على أرض الملعب».

وسخر «فينجر» ممن كانوا يهاجمونه ويقولون إن أرسنال فريق إنجليزي عريق ولا يجب أن يحدث فيه هذا الأمر بقوله: «ومن الذي شاهد المباراة، أليس (إريكسون)؟ هل قام بتغيير المنتخب الذي يدربه؟»، وذلك في إشارة إلى أن مدرب المنتخب الإنجليزي سفين جوران إريكسون سويدي الجنسية.

لم يرق كلام «فينجر» كثيرًا لأحد رموز أرسنال التاريخية، بول ميرسون، الذي ربما كان يعاني من «عقدة الخواجة» ولكن بمفهومها العكسي، حيث كان يرفض خلو قائمة أرسنال في هذه المباراة من الإنجليز، لذا قال: «هذا الأمر يبدو بالنسبة لي كمزحة سخيفة، ما الذي سيفكر فيه الفتية الذين لا تتخطى أعمارهم 16 عامًا، الذين يعملون في قطاع الناشئين بالنادي بكل جد؟ أنه لن يصبح لهم مكانًا مستقبلًا في النادي؟».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية