x

فان جال أهدى أرسنال نقاط المباراة الثلاث في أقل من 15 دقيقة «تحليل»

الثلاثاء 06-10-2015 13:20 | كتب: إسلام مجدي |
سانشيز خلال مباراة أرسنال ومانشستر يونايتد سانشيز خلال مباراة أرسنال ومانشستر يونايتد تصوير : رويترز

سقط فريق مانشستر يونايتد بصورة مفاجئة أمام أرسنال بنتيجة 3-0، ضمن منافسات الأسبوع الثامن من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليحتل أرسنال المركز الثاني برصيد 16 نقطة، بينما تجمد رصيد الشياطين الحمر عند 16 نقطة في المركز الثالث بفارق الأهداف.

وشهد اللقاء تسجيل الجانرز 3 أهداف في أقل من 15 دقيقة، لكن ذلك لم يكن مفاجئًا على الإطلاق منذ ضربة البداية، وظهر الأمر واضحًا أن أرسنال أقرب لحصد النقاط الثلاث وليس مانشستر يونايتد.


لماذا خسر مانشستر يونايتد؟

ما الذي كان يميز مانشستر يونايتد من الأساس مع تطورهم؟ قوة خط الوسط مع قوة الأطراف، لكن ما رأيناه كان مغايرا للغاية، اختيارات غريبة جدًا من لويس فان جال سهلت على فينجر الذي تفاجأ من النتيجة هو نفسه لم يكن يصدق أن المدرب الهولندي مازال ساذجا بعد كل تلك الفترة التي قضاها في إنجلترا.

إشراك شفاينشتايجر بجوار كاريك كان نقطة الأمل لأوزيل، أن تشرك لاعبين بنفس الخصائص ونفس الإمكانيات هو أمر سيئ للغاية وسيوتر اللاعبين، ولن يترك لهما حرية الاختيار بل سيربكهما في اتخاذ القرارت وهذا يعني بطئًا شديدًا في التغطية والأسوأ لم يأت بعد.

فان جال فضَّل الإبقاء على أهم لاعب لديه على دكة البدلاء وهو شنايدرلين، وفضل أن يلعب كاريك في العمق، وشفاين كصانع ألعاب متأخر لكن الأسوأ حقا من كل هذا هو إشراك يونج على اليسار، يونج نفسه سبب ارتباكا لبليند الذي اندفع لتغطية جبهة رامسي، في حين أن سمالينج ذهب لتغطية ما تركه بليند من مساحة ومانتج عنه أن دارميان ترك مساحة أكبر لسانشيز.

كل هذا الارتباك سببه اختيارات فان جال ما قبل المباراة، الفريقان يلعبان بنفس الخطة 4-2-3-1، والتفوق كان ليأتي من لاعب مثل سانشيز يمتلك السرعة والعقل، لا من قلب التشكيل، الفروق الفردية هي ما يصنع الفارق حينما يتشابه التكتيك وفي إنجلترا تلك قاعدة ثابتة تماما لكن فان جال لم يدرك هذا، ربما كان عليه تذكر أنه حينما فاز على سبيل المثال لا الحصر على كوينز بارك رينجرز في الموسم الماضي بطريقة 3-5-2 ليس لأنها الطريقة الأفضل في العالم بل بكل بساطة لأنهم يلعبون بنفس الطريقة لذا هنا الفروق الفردية هي ما صنعت النتيجة.

سانشيز استغل حالة الارتباك الدفاعي، سواء من العمق أو عدم مساندة الأطراف الكافية لظهيري الجنب الدليل الأكبر على حالة الارتباك بين الثنائي كاريك وشفاين هي في تألق أوزيل وكازورلا وكوكولين، كوكو نفسه كان نقطة ضعف حينما يقع أرسنال تحت الضغط، لكن في هذا اللقاء كان أرسنال هو من يضغط لذا قدم مباراة ممتازة.

حتى حينما حاول فان جال أن يصلح ما أفسده جعل الأمور تسوء أكثر بتغييرات غريبة، فبدلًا من إشراك شنايدرلين وجونز وويلسون، أشرك فيلايني وفالنسيا وويلسون، كان من الأفضل أن يخرج كاريك ويشرك شنايدرلين ويخرج يونج ويشرك جونز ليلعب بليند كظهير أيسر في حين أن ويلسون كان يجب أن يشارك بدلا من ديباي.

بليند يمرر بطريقة جيدة لا شك في ذلك، ويمتلك مهارة لا بأس بها، لكن ليس في قلب الدفاع، إنه لا يجيد ألعاب الهواء ويرتبك حينما يكون مانشستر مضغوطا حتى إنه ليس بالسرعة الكافية من أجل اللعب في مثل هذا المركز الحيوي حتى الآن لم يقدم أوراق اعتماده هو لاعب متميز لكن ليس كقلب دفاع مازال يقدم مستوى متذبذبا تارة هو أفضل مدافع وتارة يتذكر أنه ليس بمدافع.

وخط وسط مانشستر يونايتد بدا بلا حلول وبالتأكيد فيلايني ليس حلا، الوحيد الذي كان يمتلك قدرة على الابتكار لم يكن موجودا لربما كان فان جال يبحث عنه، على الرغم من أنه يعلم بأنه ليس موجودًا وأن أندير هيريرا كان قادرا على الأقل على أن يخفف من الأضرار التي لحقت بفريقه، وروني مازالت علامات الاستفهام تحاوطه، فمازال لاعبا غير فعال ولا يقدم شيئا يذكر بل أصبح عبئا على التشكيل، خلال ذلك اللقاء بدا الشياطين الحمر في حاجة إلى صانع ألعاب متقدم حقيقي يمكنه أن يحدث الفارق.

لماذا فاز أرسنال؟
لو لعب أرسنال كل مبارياته القادمة بمثل تلك الرغبة والقوة والعزيمة والسرعة والجري من منتصف الملعب والتحول السريع وإنهاء أنصاف الفرص، فهم سيحصلون بكل تأكيد على لقبين على الأقل، أحدهما قد يكون الدوري، الفريق بدا ذكيا للغاية حتى حينما استغلوا بليند وارتباك الوسط والسرعة في التنقل بين الخطوط كل هذا صنع الفارق بكل تأكيد.

فينجر لم يخترع أي تشكيل من أجل اللقاء، بل لعب بنفس التشكيل الذي يلعب به وبنفس اللاعبين سانشيز على اليسار وأوزيل صانع ألعاب متقدم ورامسي على اليمين ووالكوت كمهاجم وكازورلا وكوكولين في العمق وفي الدفاع جابريل وميرتساكر وبيليرين ومونريال وتشيك.

ما صنع الفارق لدى أرسنال هو رغبة لاعبيه القوية وذكائهم في استغلال ثغرات مانشستر يونايتد وكل ثغرة ظهرت بهدف، بل إن النتيجة كانت من الممكن أن تصل إلى 6 أهداف لكن في النهاية سجلوا 3 فقط لنستعيد ذكريات العقم الهجومي وضعف الفريق أمام المرمى، حتى مشكلة تماسك الوسط والدفاع لم يحتج فينجر لحلها فمانشستر يونايتد لم يضغط من الأساس.

أرسنال أتوا إلى المباراة، لكنهم لم يتوقعوا أبدا أن يواجهوا 11 شبحا لقد وجدوا منافسة مانشستر يونايتد لأول مرة منذ فترة طويلة هي الأسهل على الإطلاق، 3 أهداف في أول 20 دقيقة من المباراة هو رقم مخيف لخط دفاع فريق من المفترض أنه مرشح للفوز بلقب الدوري، وفي المقابل على فينجر استغلال هذا الفوز واستغلال الفاعلية التهديفية، خاصة حينما يواجه واتفورد وبايرن ميونخ.
من هو أفضل لاعب؟
هل هناك صوت يعلو فوق صوت سانشيز؟ مستحيل اللاعب صال وجال وقدم واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق وإن استمر بهذا المستوى فقد يقود أرسنال لحصد لقب الدوري بمساندة من أوزيل الذي قدم أداء خارقا في ذلك اللقاء.

من هو أسوأ لاعب؟

لم يكن هناك أسوأ من دارميان، وهذا أمر محير الظهير الإيطالي كان قد بدأ يلفت الأنظار تلك هي مباراته الأولى التي يقدم فيها مستوى مثل هذا متذبذب وسهل المهمة للغاية على سانشيز ولم يقدم شيئا يذكر ومن بعده يأتي ديباي الجميع يشبهه برونالدو، لكن أداءه حتى الآن لا يشبه أي أحد تشعر وكأنه شخص آخر حينما يلعب في دوري الأبطال وكأن هناك اثنين من ديباي.

في النهاية، المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي لم تنته بعد، إنها مجرد البداية بالنسبة لمانشستر، فقد فشلوا في اختبارهم الحقيقي الأول، سواء في الدفاع أو الوسط والهجوم، فمارسيال صاحب الـ19 عاما لن يسجل أهدافًا وحده بالتأكيد هو بحاجة للمساندة، أما أرسنال فإن استمر على نفس المستوى فقد يظل الفريق بعيدا هذا الموسم، فالسرعة والتماسك وإنهاء الفرص هو ما افتقروا إليه، فهل كان هذا أداءً مؤقتا أم تغييرًا جذريًا دائمًا؟.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية