x

عاصم حنفي سما المصرى وأخواتها..! عاصم حنفي الثلاثاء 13-10-2015 21:17


سوف أفتقد سما المصرى فى الانتخابات.. واستبعادها يعنى أننا ومن بين آلاف المرشحين لم نتحمل مرشحاً فى مواصفات ومحاسن سما التى لا أنام الليل قبل مشاهدة رائعتها الشبشب ضاع.. ولن أنسى لسما المصرى موقفها الواضح والصارم من الإخوان فى عز سطوتهم.. فى الوقت الذى توارى فيه الكثيرون الذين رقصوا على السلم وأمسكوا العصا من المنتصف.. ولا تنسى جماعة الثوار الذين عصروا الليمون وتحالفوا مع الإخوان وخاضوا الانتخابات على القوائم المشبوهة تحت شعار الإسلام هو الحل..!

من الواضح إذن أن المجتمع لم يعد يطيق اختلاف الألوان.. ووزيرة الهجرة تعرضت لهجوم ظالم بسبب فستان نصف كم بما يعد خروجاً عن التقاليد المستقرة..!

الغريب يا أخى أن جميع دول العالم تعرف سما المصرى وأخواتها.. وبعضهن وصل للبرلمان بالفعل وأثبتن حضوراً طاغياً فى شغل السياسة.. وفى البرلمان الطليانى هناك نائبة تشبه سما المصرى فى المواصفات القياسية وفى السلوك الاستعراضى وقد نجحت بامتياز، وأثبتت أن العبرة ليست بالحركات المثيرة قبل البرلمان.. وإنما بالسلوك المسترجل بعد ذلك.

وفى سويسرا، وفى مدافن عظماء الدولة.. ترقد واحدة اسمها جريسيلدى ريال.. والتى احترفت الدعارة رسمياً حتى جار عليها الزمان وأكل وشرب فاعتزلت المهنة واحترفت مهنة الكتابة ونذرت نفسها للدفاع عن حقوق العاهرات.. هى رأت أنها مهنة لا غنى عنها للمجتمع.. مهنة تقوم بدور حيوى للتخفيف من ضغوط الحياة.. وتولت العاهرة السابقة الدفاع أمام الحكومة والبرلمان عن حقوق الداعرات.. وقامت بتأليف الكتب والأشعار والروايات تصف معاناة العاهرة.. فصارت نجمة تليفزيونية مرموقة يستضيفونها فى البرامج المختلفة لتعرض وجهة نظرها فى قضايا المجتمع.. وعندما ماتت كرموها بالدفن فى مقابر العظماء.. وهى مقابر خاصة يدفن بها المبدعون وقادة الدولة.. والمثير أنهم وضعوا فوق مقبرتها اسمها وتاريخ ميلادها ووفاتها.. ثم وظيفتها وكانت مؤلفة وناشطة وعاهرة..!!

حاجة غريبة وهناك من المجتمعات من يسترزق من الرقص.. وعندنا تعامل المجتمع بصرامة مع سما المصرى.. ولم يتعامل بالصرامة نفسها مع شاهيناز النجار التى تفتح صالات الرقص لسما المصرى والراقصة صافيناز وتكسب من ورائهما ذهباً.. وتشغل عشرات الراقصات فى فندقها المشهور.. وكان من الواجب تطبيق شرط حسن السمعة عليها حينما رشحت نفسها بالبرلمان وفازت باكتساح.. لتؤكد نظرية عادل إمام أنها بلد شهادات صحيح..!

وماله عندما تكون الراقصة عضوة بالبرلمان.. وهناك مرشحون موقرون من كل فئات المجتمع.. من الرأسماليين الجدد والإقطاعيين والشباب والمرأة وذوى الإعاقة.. والراقصة تمثل قطاعاً حيوياً فى المجتمع.. وأنت عارف وأنا عارف..!

ولو استطلعت رأى عينة عشوائية من الناخبين لوقفوا وراء سما المصرى التى تعرضت للضرب تحت الحزام من المنافسين.. والجمهور دائماً على حق.. والدليل أن عدد مشاهدى قنوات الرقص وهز الوسط على النايل سات الحكومية.. يفوق عدد مشاهدى قنوات هز الرأى الشهيرة بالتوك شو.. بدليل الحجم الهائل من الإعلانات، بما يؤكد أن المزاج العام عندنا هو مزاج هز يا وز.. فلماذا دفن الرؤوس فى الرمال إذن؟!

وكنت أتمنى لو سُمح لها بخوض الانتخابات.. والناخب حر فى انتخابها من عدمه.. وخصوصاً أن مسألة حسن السمعة فيها نظر.. ولو توسعنا قليلاً فى مسألة حسن السمعة.. لربما استبعدنا أسماء مشهورة ولامعة.. صحيح أنها نموذج صارخ ولها أغان خادشة للحياء.. ماشى وماذا عن المرشحين الخناشير الذين لا يرقصون ولا يغنون الشبشب ضاع.. وسلوكهم وسمعتهم ما أنزل الله بها من سلطان.. وهل نسيت نواب القروض.. ونواب العلاج على نفقة الدولة.. ونواب سميحة والمخدرات.. وغيرهم كثيرون.

من حق سما المصرى أن تترشح وقد غابت قواعد الترشيح الصحيحة عن برلماننا المحتمل.. وفى كل بلاد الدنيا لا يجوز للفرد المستقل أن يرشح نفسه هكذا من الباب للطاق.. وهناك قواعد منظمة تتحكم فى أسلوب وطريقة الترشيح.. أهمها أن يكون المرشح ممثلاً لحزب سياسى يتولى الدعم والتمويل وشغل الدعاية.. لا يوجد عند الخواجة مرشح من منازلهم.. والنقابات والجامعات والأحزاب والهيئات المحترمة هى التى تتولى الاختيار والترشيح.. ولكن مادامت أحزاب السياسة غائبة.. ومادام البهوات الفلول يرشحون أنفسهم.. فلماذا لا ترشح سما المصرى نفسها..؟!

المسألة المستفزة بالفعل.. أن حضرة القاضى استبعد سما المصرى بحجة أنها تمارس الفسق والفجور.. بأمارة إيه يا سيادة القاضى.. وهل عندك دليل إدانة.. هل صدر عليها حكم من محكمة الآداب المختصة.. وهل الرقص والغناء فى عرفكم فسق وفجور.. حتى لو كانت الأغنية.. الشبشب ضاع؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية