بين وقت وآخر، أتلقى تعليقات على ما يُكتبُ هنا، خاصة ما يتعلق بقضايا الشباب، والعفو عن المحبوسين.. المفاجأة أن آراء كثيرة مع العفو والتصالح، كما فعلت جنوب أفريقيا، وهؤلاء يريدون طىّ صفحة الماضى، والنظر إلى المستقبل.. أعرض هنا لثلاثة آراء مع العفو والمصالحة، باعتبارها نوعاً من إزالة الألغام!
الرأى الأول تلقيته على بريدى الإلكترونى من الدكتور يحيى نور الدين طراف.. يقول فيه:
(قرأت مقالك «ملف الحريات يا ريس» والذى قلت فيه إنك لن تملّ من عرض نماذج تطلب لها الحرية، ثم عرضت قصة طالب الصيدلة أحمد نصار، المحكوم عليه بالمؤبد فى قضية مجلس الوزراء!
ولو عرضت نماذج من تطلب لهم الحرية واحداً واحداً، لما وسعتك أيام السنة، ولا التى بعدها، لذا أقترح عليك أن تكتب مطالباً الرئيس بالعفو عن جميع المتهمين، فى قضايا التظاهر والشغب وتكدير الأمن العام... إلخ، فقد استعمل الرئيس حقه الدستورى فعفا عن صحفيى الجزيرة، ضمن 100 شاب وشابة، رغم أن حيثيات الحكم عليهم كانت موجبة فعلاً للعقوبة!
قبل ذلك عفا الرئيس عن مجموعة أخرى من الشباب، فمادام الدستور لم يُقيّد الرئيس بكوتة محددة للعفو، أو حد أقصى لعدد من يعفو عنهم، ومادام ثبوت الجُرم بموجب حكم القضاء وحيثياته الدامغة، لا يعد مانعاً للرئيس من تجاوز كل ذلك لإصدار العفو.. فلماذا لا يصدر الرئيس عفواً عاماً شاملاً عن هؤلاء الشباب؟!).
■ ■ ■ ■
الرأى الثانى تلقيته على موقع «المصرى اليوم» من القارئ ميدو مصطفى.. الذى اتهمنى بإثارة العواطف فى قصة الطالب أحمد نصار.. وقال إن الإعلام يعتمد على الإثارة من أجل الإعلانات.. وإن كان قد انتهى إلى اقتراح بالمصارحة والمصالحة فى نهاية المطاف.. يقول فى تعليقه:
(ما هو هدف الدولة أو الفائدة من معاداة شاب برىء؟.. وإذا كان هناك شخص يترصده، فماذا عن الباقى؟.. كيف تتفق أهداف عصر مرسى مع السيسى، على النكاية بنفس الشخص؟.. القصة فيها مبالغات.. المعقول أنه تورط فى شىء ما.. إثارة الشباب واستغلال سذاجتهم، قامت به أطراف دولية، جندوا البعض صراحة، والبعض تورط لإعجابه بالسير مع القطيع.. المعقولية والعقلانية فى المقال محدودة، وأساسه إثارة العواطف والشفقة!
وظنى أن الشاب لو قال الحقيقة وكشف عمّن ورطه ستنتهى المشكلة.. ومعظم المشاكل التى تُعرض على الشاشات هدفها جذب الإعلانات.. والأفضل أن يؤسس «السيسى» جهة للتصالح، إذا تقدم المتهم بتعهد عن عدم التكرار، وأن يكون بعيداً عن الإضرار بالدولة وممتلكاتها، فثقافة الاعتذار والتعهد بعدم تكرار الخطأ مطلوبة.. طبقته جنوب أفريقيا، تحت عنوان «المصالحة والمصارحة!»).
■ ■ ■ ■
الرأى الثالث للقارئ «شبراوى».. يقول فيه: (ملف الطلبة والشباب المحبوسين، على ذمة قضايا وهمية أو ملفقة، بنظام أخذ العاطل مع الباطل، ملف هام جداً، وتأثيراته خطيرة ومتعددة، ويجب أن يُوليه الرئيس أهمية خاصة، لأنه لغم قابل للانفجار فى أى وقت.. أقترح تشكيل لجنة، خاصة تتبع رئاسة الجمهورية مباشرة، لبحث حالات هؤلاء الشباب، واتخاذ قرارات عاجلة بالإفراج عن المظلومين منهم، وهم كُثر للأسف الشديد!).
«ملف الحريات» تاااانى!