x

غادة شريف الناس معادن تتبربر بالبرورة! غادة شريف الخميس 08-10-2015 21:38


شفت المقلب؟.. قالك إن الحكومة الحالية ليست ملزمة بتقديم استقالتها عقب تشكيل البرلمان.. بالتالى فإن كل من رفض حقيبة وزارية أثناء مشاورات المهندس شريف إسماعيل لتشكيل حكومته على أساس أنها حكومة قصيرة العمر، وأنه لا يريد أن يحرق نفسه كوزير لمدة شهرين ثلاثة، هذا الناصح وزملاؤه أخذوا مقلب كبير قوى قوى يا حمادة!!..

تصريح السيد الرئيس بهذه المعلومة ينبئ أيضاً عن احتمالية كبيرة لبقاء حكومة شريف إسماعيل بعد البرلمان.. لماذا كلما تمر الأحداث يزداد تأكدنا أن الجميع يعمل لمصلحته الشخصية فقط؟..

الوطنية والتجرد أصبحا شعارات لا تجد لها صدى على الأرض.. صدق من قال إن معادن الناس لا تظهر إلا وقت الأزمات.. المفروض أن الرجال يتصدرون الصفوف وقت الشدائد، أما نحن فوقت الشدائد يستحسن تغمض عينيك وألا تنزعج مما ستراه.. ما أفهمه ويعيه كل محب لبلده أنه عندما نكون فى حاجة شديدة لحكومة انتقالية فهذا معناه أننا بحاجة لحكومة حالات حرجة مثل غرفة العناية المركزة، فهل سمعت عن مستشفى محترم ليس به غرفة للعناية المركزة؟..

فى مصر فقط يكون الحكم على الحكومات الانتقالية بأنها حكومات تسيير أعمال لا توفر البرستيج المطلوب.. كان عجيباً أن نعلم أن الحقائب الوزارية عُرضت على ما يقرب من ستين مرشحاً.. ماذا يشعر الآن هؤلاء المرشحون الذين رفضوا الحقائب الوزارية بعد أن علموا بأن الدستور لا يلزم حكومة شريف إسماعيل بتقديم استقالتها عقب تشكيل مجلس الشعب؟.. هل ندموا أشد الندم أم عضُوا على أظافرهم من الحسرة؟.. لا يجب أن تعرض أى مناصب فيما بعد على هؤلاء الرافضين، فمن لا يعرفنا وقت الشدائد لا يجب أن نلتفت له وقت الرخاء.. المضحك أنك ستجد معظمهم بدأوا بالفعل اتصالات مكثفة ليضمنوا لهم حقائب فى حكومة ما بعد البرلمان، معتبرين أن عرض المنصب عليهم آنفاً هو كارت بلانش لحصولهم عليه لاحقا!!..

أتارى يا حمادة الناس معادن وفلزات تتمدد بالحرارة وتتبربر بالبرورة!.. وبمناسبة المعادن وطالما فتحنا السيرة فيجب أيضا أن نشير بمنتهى الاشمئزاز لما فعله بعض موظفى القنصلية المصرية فى لندن عندما رفضوا إصدار شهادة ميلاد للحفيد الوليد للرئيس السابق مبارك، واشتراطهم حضور الأب أو الجد، رغم علمهم باستحالة ذلك.. المقزز فى هذا التصرف يا حمادة أن هؤلاء الموظفين هم أنفسهم الذين كانوا يتسابقون لخدمة نفس الأشخاص عندما كان مبارك رئيساً للجمهورية، بل وربما أرسلوا شهادة ميلاد الحفيدة الأولى على البيت دون الحاجة لذهاب الأب والأم للسفارة، وهو أمر مخالف للقانون الذى يتذرعون به الآن!!..

لا تجد هذه «الشهامة» إلا فى شعبنا فقط!!.. لا أحد يتعامل بمهنية ولا أحد يستطيع أن يتخلى عن الشماتة والتشفى!!.. حكى لى أحدهم مرة أن جمال مبارك كان فى زيارة حماته بشارع حسن صبرى وأثناء خروجه بسيارته من الجراج تقاطع معه سائق تاكسى ورفض أن يفسح له الطريق ليخرج بسيارته للشارع، بينما ربما لو كان الخارج بسيارته شخص آخر غير جمال مبارك لكان أفسح له الطريق عن طيب خاطر!..

فهل بهذه الحركة استراح سائق التاكسى ورد حقوق المصريين من جمال مبارك؟.. هذه هى الحركات الصغيرة التى لا تفيد صاحبها شيئاً قدر ما تكشف عن حقد دفين يسكن داخل البعض الكثير منا.. أذكر عندما كنت فى ميدان التحرير يوم تنحى مبارك وهالنى ما بدأ يروج عن تقسيم الـ70 ملياراً على عدد المصريين ونصيب كل واحد فى الثروة!!..

هالنى ما سمعت ليس لجهل الناس بالإجراءات التى ستسير فيها عملية استرداد الأموال والتى لو نجحت ستؤول للحكومة ولن يكون مصيرها توزيع الأموال «فكة» على الشعب، بل هالنى ما عكسه هذا التفكير من حقد دفين سينفجر فى وجوهنا جميعا.. ولم يخب خوفى طويلاً فسرعان ما كشفت ثورة يناير عن أسوأ طباع للمصريين والتى مازالت جامحة وربنا وحده بس هو الذى يعلم كيف ومتى سنروضها..

مشكلة هذا البلد ليست فى اقتصاده.. لو على الاقتصاد أدينا بنقتصد.. لكن المشكلة الحقيقية هى فى معادن الناس.. تلك المعادن التى علاها الصدأ ويرفض أصحابها أن يعطوها وش لميع!!.. أنا خايفة يا حمادة إن الرئيس السيسى يبدأ يندم إنه ترك الجيش وإنه تبرع بنصف أمواله للبلد.. زمانه دلوقت يراقب هذه الأفعال والخصال ويقول لنفسه: «دول طلعوا ما يستاهلوشى»!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية