بقدرة قادر أصبح كل واحد فينا فاهم وبيفتى فى شغلانة غيره بينما لا أحد يركز فى شغلته!.. الشباب تحولوا لنشطاء فيسبوكيين بدلا من أن يهتموا بتثقيف أنفسهم وصقل مواهبهم.. المذيعون يفتون فى السياسة، والسياسيون تحولوا لمذيعين، ونفس الوضع مع المسؤولين!.. عقد جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، مؤتمرا عن تطوير التعليم ما قبل الجامعى!.. هذا على أساس أن د. جابر انتهى من حل مشكلات التعليم الجامعى الذى هو شغلته الأساسية؟.. فى المؤتمر تحدث عن تدنى التعليم فى المدارس!.. هذا على أساس أن الخدمة فى جامعة القاهرة 5 نجوم!.. ثم اندفع- كعادته- مصرحا بأن أنجال رئيس الوزراء ووزير التعليم يتلقون دروسا خصوصية!.. هذا على أساس أنه هو الذى يوصلهم للدروس بنفسه!.. هذا التصريح يمكن أن يجلب عليه دعاوى قضائية بالتشهير!.. لكن يبدو لى يا حمادة أن هناك نفسنات وشخصنيات بين رئيس الجامعة ووزير التعليم، وإلا لماذا يحشر نفسه هكذا فجأة فى شؤون التعليم ما قبل الجامعى فيما يبدو أنه مزايدة على وزير التعليم، بينما من الأولى أن يكون هذا المؤتمر عن تطوير التعليم العالى الذى هو شغلته اللى بياكل منها عيش؟!.. كنت أتمنى أن يعقد د. جابر مؤتمرا يعلن فيه رؤيته وخطته لإعداد الجامعات للدفاع الوطنى، خطته لترسيخ الانتماء لدى شباب الجامعات، خطته لتوعية الطلاب بأبعاد الأمن القومى، خاصة أن هذه هى الثلاث مشكلات التى تعانى منها الجامعات وتنبثق منها بقية المشكلات.. لكن طالما إننا مركزين فى شغلانات غيرنا فكيف إذن سننهض بمؤسساتنا؟.. مشكلة وزير التربية والتعليم التى سهلت المزايدة عليه هى أنه بدأ منصبه بفقدان الهيبة بعد نشر خواطره وأخطائه الإملائية.. لذلك حدثت فوضى أول يوم دراسى.. لكن هل كان طبيعيا أن تتجرأ طالبة على الوزير قائلة له «إنت مش جاى تتصور وبس!»؟.. جرأتها عليه مبعثها هذا الفقدان للهيبة الذى أتحدث عنه.. هو أيضا يشعر أن لديه بطحة على رأسه فلم يتخذ إجراء كان يجب اتخاذه معها!.. بل لعلنا نتوقع المزيد من التجرؤ والمزايدة عليه.. وإذا كنا نتحدث عن الهيبة فمن الطبيعى أن أتساءل: هل لو كان أحمد زكى بدر هو وزير التعليم كنا سنرى تلك التجرؤات والمزايدات؟.. كان الجميع هيخاف ويكش!.. ربما يكون من الأفضل أن يكون رئيسا للوزراء يوما ما، فنحن فى أيام ما يعلم بيها إلا ربنا حيث لا يجدى الذوق والمسايسة فما بالك بفقدان الهيبة؟.. وطالما فتحنا الحديث عن وزير التنمية المحلية، فبالتالى يجب أن نتوقف أمام الرعب الذى تملك المحافظين عقب تولى زكى بدر الوزارة!.. جميعهم استيقظوا من سباتهم العميق، ومنهم من بدأ يذهب لديوان المحافظة على سبيل التغيير!.. بدأت القرارات العنترية بإزالة القمامة والمبانى المخالفة وكأنهم يتولون مناصبهم لأول مرة!.. ألم يكن الأجدى أن يشتغلوا شغلتهم منذ البداية بدل الرعب الذى هم فيه حاليا؟!.. لكن جميعهم عدا واحد لسه برضه محدش قاله المحافظ بيشتغل إيه بالضبط!.. عن محافظ الإسكندرية أتحدث، حيث طالعتنا الصحف مؤخرا بأنه أثناء تواجده على أحد الشواطئ وجد سيدة تغرق فى البحر فقام على الفور بخلع ما تيسر من ملابسه وقفز للبحر وأنقذها ثم أودعها المستشفى وقام بزيارتها لاحقا!!.. حاجة كده مثل حسن يوسف فى أحد أفلامه الجميلة عندما أنقذ ملك الجمل من الغرق ثم أودعها لوكاندة المندرة، فصارت تناديه «منقذى!».. لا تتعجب من المحافظ، فكل واحد فينا لديه رغبة مكبوتة منذ الطفولة، يعنى إنت مثلا لأنك وانت صغير كان نفسك لما تكبر تشتغل طيار فعادى جدا أن تفاجأ بك المدام شابك ملاية السرير على كتفك بمشابك الغسيل وبتنط على كراسى السفرة وتقول «فرافيرو».. فغالبا المحافظ فى طفولته كان نفسه لما يكبر يشتغل غطاس!.. هذا رجل بخته سيئ للغاية وعنده عكوسات.. ولأنه لا يعلم ما هى شغلانة المحافظ، لذلك فهو كلما سأل أحدا ليعلم ما هو المطلوب منه بالضبط «بيفسحوه».. اللى يقوله إنه بيحضر حفلات النوادى فقط، واللى يقوله إنه بيعمل موائد رحمن، وآخرتها واحد مش ابن حلال أجابه بأنه بيشتغل غطاس.. مفيش لا ذمة ولا ضمير.. لكن هل المحافظ بعد تلك الواقعة بحث فى أى إجراءات لحماية المصطافين على الشواطئ؟.. طبعا لأ.. اكتفى فقط باللقطة السينمائية.. مش باقولك يا حمادة إنه مش عارف إيه شغلته!!