x

محمد أمين هىّ حصّلت الكفن؟! محمد أمين الأربعاء 30-09-2015 21:32


هل سمع الرئيس السيسى عن الشاب الذى ارتدى كفنه أمام نقابة الصحفيين؟.. هل أخبروه عنه؟.. هل طلب الرئيس معلومات عن حكايته؟.. لماذا ارتدى شاب من حملة الدكتوراه كفنه؟.. ولماذا لا يكون من بين الشباب الذى يلتقط مع الرئيس «سيلفى»؟.. بالأمس وجه الرئيس كلامه للشباب.. قال أريدكم قدّامى وليس ورائى.. ألا يستحق هذا الشاب حامل الدكتوراه أن يكون بجوارك يا ريس، وليس قدامك معاذ الله؟!

قرأت تصريحات الرئيس، أمس.. قال فيها نصاً: «حلم ميدان التحرير لم يمت».. تصريح رائع يبقى فقط تفعيله.. فالذين خرجوا فى 25 يناير كانوا يحلمون بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية.. ومازال الحلم كما هو.. هذا شاب اضطر لارتداء الكفن وهو حىٌّ.. هلاّ سألت عنه؟.. هلاّ عرفت حكايته؟.. هذا الشاب وغيره يريدون وظيفة يقتاتون منها.. حلمه فى العلم تبخر.. يريد لقمة عيش، لأن العلم لا يكيل بالبدنجان!

هؤلاء الشباب حملة الماجستير والدكتوراه يريدون نظرة عطف.. يريدون أن يكونوا مثل الشباب الذى يحظى بلقائكم.. لا يريدون «سيلفى».. فقط يريدون لقمة عيش.. المفترض أن المشروعات الكبرى تستوعب هؤلاء.. المفترض أن قناة السويس تستقبلهم بالأحضان.. المفترض أن يكون لهم مكان فى العاصمة الإدارية الجديدة.. ينبغى ألا يشعر هؤلاء بالغبن.. ينبغى ألا يصلوا إلى حد ارتداء «الكفن» وهم أحياء!

حلم ميدان التحرير «لن يموت».. أنا معك يا ريس.. المهم أن تُحيى الحلم فى نفوس الشباب.. المهم أن تعطيهم الأمل.. ما قيمة التصريحات إن لم يكن لها ظل فى الواقع؟.. ما قيمة اجتماعات مجلس الوزراء، والشباب يقفون على سلالم نقابة الصحفيين يرتدون الأكفان؟.. والمؤسف أنهم حصلوا على الماجستير والدكتوراه.. هل علم بالحكاية رئيس الوزراء شريف إسماعيل، وهل طلب اللقاء معهم لأنك «مسافر»؟!

جددوا الأمل فى نفوس المصريين.. افتحوا الأبواب أمام الشباب.. وفروا لهم فرص العيش الكريم.. ماذا ينقصهم؟.. فقد تعلموا وتعبوا وسهروا وتفوقوا، وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية.. فهل ينتهى بهم المطاف فى مجلس مدينة، أو شؤون اجتماعية أو مكتب عمل؟.. على فكرة الظلم يولد الإحساس بالكراهية، ويولد الإحساس بعدم الانتماء، ويجعلهم فى مرمى التطرف والإرهاب.. فهل نتحرك قبل فوات الأوان؟!

ارتداء الكفن نوع من الاحتجاج واليأس.. صرخة من الأعماق لا نتحملها.. لو نظرت فى عين الشاب سوف تشعر بالخوف.. كأنه يرسل برسالة حارقة.. كأنه يقول إما قاتلاً أو مقتولاً.. كأنه يقول أنا كده ميت وكده ميت!.. حصّلت الكفن يا ريس!.. اطلبوا هؤلاء الشباب، وابحثوا مشكلاتهم.. وفروا لهم لقمة عيش كريمة.. أصدر تعليماتك لرئيس الوزراء بإنهاء الأزمة.. لا تتركوهم «نهباً» لشيطان الإنس والجن!

«حلم الميدان» محفور فى الصدور.. الشباب لن ينسوه أبداً.. المهم ألا ينساه الحكام.. هؤلاء الشباب خرجوا بالأكفان، حين ظنوا أن الحلم أوشك على الموت.. تظاهروا من جديد، على سلالم نقابة الصحفيين.. ذات يوم كانت هذه «السلالم» رمزاً للثورة.. الحقوهم.. مش معقول توصل حكاية شباب لمرحلة ارتداء الأكفان!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية