x

«ممنوع من العرض» .. تحالف الدولة ورجال الدين والرقابة على السينما (ملف خاص)

الخميس 24-09-2015 12:46 | كتب: ماهر حسن |
حلاوة روح حلاوة روح تصوير : other

شهدت الفترة الأخيرة ظهور مجموعة من الأعمال الفنية فى إيران بين الدراما والسينما، جسدت شخصيات أنبياء مثل يوسف، وزكريا عليهما السلام، كما يجرى الإعداد لإنتاج مسلسل ضخم جدًا يجسد حياة النبى موسى عليه السلام، وهو الاستعداد الذى يأتى بالتزامن مع حالة الجدل التى أثارها الفيلم الذى أنتجته طهران عن النبى محمد عليه الصلاة والسلام، والذى وصل إلى حد تأكيد المجمع الفقهى الإسلامى فى رابطة العالم الإسلامى، على تحريم تجسيد شخصية النبى محمد، وسائر الرسل والأنبياء عليهم السلام، ووجوب منع ذلك. وقال المجمّع فى بيان سابق له: «نظرًا لاستمرار بعض شركات الإنتاج السينمائى فى إخراج أفلام ومسلسلات تمثل أشخاص الأنبياء والصحابة، فإن المجمع يؤكد على قراره السابق بتحريم إنتاج هذه الأفلام والمسلسلات، وترويجها والدعاية لها واقتنائها ومشاهدتها والإسهام فيها وعرضها على القنوات، لأن ذلك قد يكون مدعاة إلى انتقاصهم والحط من قدرهم وكرامتهم، وذريعة إلى السخرية منهم، والاستهزاء بهم». وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد شدد على حرمة تجسيد شخص النبى محمد فى أى عمل فنى، سواء بالصوت أو الصورة.

هذه الأزمات القديمة الجديدة تفتح أوراقاً أخرى فى ملف تحريم الأعمال الدرامية والسينمائية التى تتناول سِير الأنبياء، وتذكر بالمواجهات العديدة التى يحفل بها تاريخ السينما، بين القائمين على صناعة السينما من جانب، والمؤسسة الدينية من جانب آخر، وتظل المعركة قائمة، فصناع الفن السابع يرون أن حرية الإبداع لا تخضع لأى سلطة، وفى المقابل تعتبر المؤسسة الدينية (أزهر وكنيسة) نفسها الممثل الرسمى لعموم المسلمين والمسيحيين، لكن بعيداً عن السلطة الدينية، هناك أيضاً سلطة فنية تصدر فرمانات بمنع الأفلام، أو حذف مشاهد منها، هى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، فضلاً عن مؤسسة الحكم بوزاراتها ومؤسساتها السيادية التى تتدخل لمنع هذا الفيلم، أو تعديل ذلك، عندما تقترب أحداثه من فلكها وتقترب من العالم الخاص لأحد رجالها، وتبقى سلطة أخرى هى الأعراف والتقاليد المجتمعية التى تكاد تكون الأقوى، وتتجاوز أحياناً سلطة الدين، لتصبح السينما فى نهاية الأمر صريعة تحت سكاكين كل هذه السلطات.

المسيح.. الأزهر يوافق على تجسيده عام 1938 ويرفض فى 2010

لقطة من فيلم «آلام المسيح»

فى عام 2004 شهدت دور العرض زحاماً على فيلم «آلام المسيح» من إنتاج وإخراج الممثل الأمريكى ميل جيبسون، ولقى نجاحاً كبيراً فى مختلف أنحاء العالم، لكن عند عرضه فى العالم العربى أثار جدلاً واسعاً، وتصدى الأزهر والعديد من علمائه للهجوم عليه، وأفتوا بالنهى عن مشاهدته، لأنه «يهين السيد المسيح»، بحسب اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية، ولجنة الفتوى بالأزهر. المزيد

النبى.. قصة أول صدام بين المشيخة ويوسف وهبى قبل 90 عاماً

لقطة من فيلم «محمد رسول الله»

كانت أولى المواجهات الضارية في السينما عام 1925، بسبب النبى محمد، عندما تم ترشيح نجم المسرح والسينما الراحل يوسف وهبى، لتجسيد شخصيته في فيلم «محمد رسول الله»، من إنتاج إحدى الشركات الألمانية، ونشرت مجلة المسرح في ٢٦ مايو ١٩٢٦، أن شركة «سينماتوغرافية» جاءت إلى مصر واتفقت مع وهبى على أن ينتقل مع بعض أفراد فرقته إلى باريس لتمثيل الرواية، وأنه وقع على عقد الفيلم في السفارة الألمانية، وأن وهبى «أخذ يستعد لأداء دوره وصنع لنفسه صورًا فوتوغرافية للشكل الذي ابتدعه لسيدنا محمد، وهى صورة لا تختلف عن صورة راسبوتين، وأضاف المحرر «إذن ففى عرف يوسف وهبى، يكون نبينا رسول الله، وحامل علم الدين الإسلامى وناشر كلمته، يشبه تماما راسبوتين، فما رأى علماء الدين الأجلاء في هذا العمل، وما مبلغ علم يوسف وهبى بالدين وأخلاق النبى عليه السلام وصفاته حتى يقدم على إبراز شخصيته، ألا يعد هذا تهزيئا مؤلماً، ثم هو إهانة جارحة لكل المسلمين».المزيد

أبرز «أفلام الصدام» فى السينما

لقطة من فيلم حائط البطولات

1926

«محمد رسول الله»

كان الفيلم الذي لم يكتمل هو أول صدام بين الفن والسلطة، أسندت بطولته ليوسف وهبى والذى كان مقررا أن يجسد فيه شخصية الرسول، لكن الأزهر حرّض ضده فانتهت التجربة قبل أن تبدأ واعتذر وهبى لصناع الفيلم والناس والأزهر والدولة. المزيد

على أبوشادى: رفضت «الجنة والنار» لمصطفى محمود لأنه ذكر اسم فيفى عبده فى جهنم

الناقد السينمائى على أبوشادى

قال الناقد السينمائى على أبوشادى، رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية السابق، إن المؤسسة الدينية، أو مؤسسة الحكم، ليس لهما صلاحيات في منع الأعمال الفنية، وإن جهاز الرقابة يعتبرها جهات استشارية، خاصة إذا كان الأمر متعلقاً بالأمن القومى، موضحاً أن الجهاز يعود إلى المؤسسة الدينية إذا كان الأمر متعلقا بآيات قرآنية، وليس قصة فيلم «المهاجر» مثلاً، متهماً المؤسسة الدينية أو الذين يستهدفون الأعمال الفنية في بعض الحالات، بقيادة حملات إرهابية وابتزاز باسم الدين ضد الأعمال الفنية المتعلقة بشأن دينى أو تتعرض للجانب الأخلاقى والقيمى. المزيد

طارق الشناوى: الفن أصبح «نهبة» بين المؤسسة الدينية والرقابة والمجتمع

طارق الشناوى

قال الناقد السينمائى طارق الشناوى إن العمل الفنى دائما ما يكون «نهبة» بين جهات المنع الثلاث، الرقابة، والمؤسسة الدينية، والأعراف الاجتماعية، إلا أن الجهة الأكثر موضوعية هي الرقابة، كما أنها المنوطة بإصدار الحكم النهائى على العمل الفنى، مشيراً إلى أنها الجهة ذات الاختصاص الأصيل وصاحبة القرار الأخير، ورغم ذلك تقع تحت ضغط سلطة المؤسسة الدينية، وسلطة الأعراف الاجتماعية. وأضاف الشناوى، في تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «من الناحية الموضوعية فإن الرقابة لا سيد عليها، لكن في مجتمعنا يتمتع رأى الأزهر وإن لم يكن ملزماً بقوة الإلزام من الناحية الروحية والأدبية، وكلما أبدى شيخ الأزهر رأيا في عمل ما فإنه يقول هذا مجرد رأى، لكن لأن رجل الدين يتمتع بمصداقية أكثر لدى عموم الناس، فإن الجميع يتعامل مع رأيه باعتباره ملزماً، فمثلا الرقابة وافقت على فيلم (نوح) لكنه لم يُعرض لاعتراض الأزهر عليه، وفى المقابل اعترض الفاتيكان على فيلم (شفرة دافنشى) لكن تم عرضه». المزيد

صلاح فضل: الإسلام لم يحرم الإبداع وعلينا مشاهدة الأفلام أولاً

الدكتور صلاح فضل، المفكر السياسي وأهم الدعاة للدولة المدنية، خلال حوار مع «المصري اليوم»، 10 أغسطس 2011.

قال الدكتور صلاح فضل، أستاذ النقد الأدبى، إن القيّم الأول على الأعمال الفنية، هو المتلقى، موضحاً أن السينما فن حديث لا يزيد عمره على 100 سنة، وبالتالى فإنه لم يرد فيه نص سابق بالتحريم أو السماح لا في القرآن أو السنة، أو رأى الفقهاء، أو كبار العلماء السابقين، ومن ثم فهو يخضع للاجتهاد وتعدد الآراء، مشيراً إلى أن قصص الأنبياء في القرآن الكريم وفى التراث الإسلامى تعد تجسيداً فنياً للأنبياء باللغة العربية، وأن ما روى عنهم بأشكال مختلفة يحفظ لهم قداستهم، لكن في المقابل هناك تجسيدات أخرى شعبية الطابع قد تسىء لبعضهم. وأضاف فضل، في تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «أنا أعتبر السينما الجيدة أعظم الوسائط الفنية انتشاراً وأكثرها تأثيرا بالسلب أو الإيجاب، إذ تمثل دعماً للقيم، وما يخرج عن هذا الإطار وهذه الرسالة كفيل بأن يرفضه الجمهور ويسقطه دون حاجة لفتاوى العلماء، وما يمكن التعويل عليه هو الهدف المقصود منه تجسيد الأنبياء شكلا أو صوتا، أما أن يكون تمجيدا لهم ولرسالتهم أو خلاف ذلك فيرفضه المتلقون من تلقاء أنفسهم، كما رفضوا أصناف الإبداع المسفة الأخرى وقبلوا الجيد منها». المزيد

داوود عبدالسيد: لا أرفض تجسيد «المسيح» لكن الأمر يختلف مع «محمد»

المخرج السينمائي داوود عبد السيد.

قال المخرج السينمائى داوود عبدالسيد، إنه كمسيحى لا يجد غضاضة، وليس لديه اعتراض على تجسيد شخصية المسيح في عمل فنى، لأن القضية تجاوزت الاعتراضات منذ زمن، وتم تجسيد شخصيته في عشرات الأفلام، كما أن صورة المسيح موجودة في كل الكنائس على شكل أيقونة فنية، لكن الأمر يختلف مع النبى محمد، لأن الأزهر يعترض تماماً. المزيد

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية