العملية الشاملة «حق الشهيد» للقضاء على العناصر الإرهابية بمناطق (رفح/ الشيخ زويد/ العريش) تستحق وصف «التحرير الثانى لسيناء»، ولعلها العملية العسكرية الأكبر فى تاريخ العسكرية المصرية بعد التحرير الأول «نصر أكتوبر العظيم».
العملية الشاملة «حق الشهيد» التى تخوضها نخبة قواتنا فى الجيشين الثانى والثالث الميدانيين مدعومة بعناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع وبمعاونة خالصة من وحدات مكافحة الإرهاب، تحت غطاء جوى لن تنتهى إلا بعودة حق الشهيد، دم الشهيد لن يذهب هدراً.
هذا أوان الشد فاشتدى، وعد السيسى يوماً بالثأر، «إن مصر لن تقبل بغير الثأر»، الحصيلة مظفرة، حتى ساعته قتل 521 إرهابيا، وقبض على 602 آخرين، وفى اليوم الثالث عشر للعملية فقط تم قتل 74 إرهابيا، واكتشاف وتدمير 31 ملجأ من الملاجئ والخنادق التى تستخدمها العناصر الإرهابية للاختباء والهروب، منها خندق للعمليات يحتوى على كميات من الذخائر والدوائر الكهربائية المجهزة للنسف، واكتشاف وتدمير 16 عبوة ناسفة تزن الواحدة منها 250 كجم، تتم زراعتها لاستهداف القوات.
وفى اليوم الثانى عشر من الملحمة، تم قتل «9» من الإرهابيين خلال عمليات الاقتحام والمواجهات، وتفجير «61» عبوة ناسفة، واكتشاف وتدمير «48» ملجأ، وضبط ثلاثة عناصر إرهابية شديدة الخطورة عُثر بحوزتهم على «12» قطعة سلاح وكميات كبيرة من الذخائر، و«15» دائرة نسف كهربائية مجهزة للتفجير، و«22» خزنة مختلفة الأنواع، ونظارة ميدان وتليسكوب بندقية وأجهزة اتصالات عبر الأقمار الصناعية وحاسب آلى و«5» أسطوانات مدمجة محمل عليها بيانات عسكرية وكاميرا و«3» خرائط بحرية و«8» جوازات سفر مزورة وعملات أجنبية.
وقتل «17» من الإرهابيين فى اليوم الحادى عشر، وقتل « 6» من الإرهابيين فى اليوم العاشر، وتفجير «81» عبوة ناسفة، وأسفرت العمليات فى يومها التاسع عن القضاء على « 55» عنصراً تكفيرياً خلال مواجهات شهدت تبادلاً مكثفاً لإطلاق النيران، واكتشاف وتدمير «2» مغارة تستخدمها العناصر الإرهابية كملجأ لها، وتدمير «41» عبوة ناسفة شديدة الانفجار، وتدمير «6» عربات مجهزة بأسلحة رشاشة، واكتشاف وتدمير «5» مخازن تحتوى على مادة نترات الأمنيوم التى تدخل فى صناعة العبوات الناسفة.
التحرير الثانى بالدم، والثأر للشهداء بالدم، وأثناء التعامل مع العناصر الإرهابية استشهد «2» جندى وأصيب «12» آخرون. هذا قليل من كثير مما يمكن أن يسطر من نتائج أشرف المعارك دفاعا عن الأرض، خير جنود الأرض يخوضون معركة فاصلة مع جيش الإرهاب، ونحن عنهم غافلون.
فى حرب أكتوبر كان الشعب فى ظهر القوات المسلحة، والدولة محتشدة لإحراز النصر، وتماهت الجماهير مع الجنود فى لباسهم المموه، طلعوها من أفواههم يطعمون بها جند النصر، وكانت رائحة دماء الشهداء زكية تتنسمها الأنوف الشامخة فى إباء وعزة وكبرياء.
أين أنتم من هذه الحرب المقدسة؟.. مقعد برلمان يلهيكم، عرض زائل، هل هان عليكم دم الشهيد؟.. أنسيتم الشهيد؟.. دم الشهيد فى رقابنا جميعا إلى يوم الدين، للباحثين عن معركة هذه هى المعركة، فى شمال سيناء معركة الشرف والكرامة والتضحية والفداء، رجال لا تلهيهم تجارة، ولا سياسة، ولا تويتر ولا فيسبوك، ويتلهى عنهم التوك شوز بسما المصرى، فى سيناء محمد أفندى يرفع العلم مخضبا بدمائه، وهناك من يقعد عن تحية العلم، ويحتل عنوة مقاعد الشهداء.