x

ناجح إبراهيم حينما يهدد الظواهرى أوروبا ناجح إبراهيم الخميس 17-09-2015 21:07


■ فى أحدث تسجيل صوتى للدكتور أيمن الظواهرى زعيم القاعدة مدته 45 دقيقة والذى بثته ووزعته شبكة السحاب «الذراع الإعلامية للقاعدة»، حث رجاله على القيام بتفجيرات فى أوروبا.. ولا أدرى بأى عقل يفكر الظواهرى وهو يدعو للتفجيرات فى أوروبا فى الوقت الذى تخصص فيه بعض بلادها المليارات لاستقبال وتوطين اللاجئين السوريين، الذين لم ترحب بهم الدول العربية.

■ فكيف يدعو لقتل وتدمير من يؤوى أبناء العرب والمسلمين ويسترهم بعد أن شردهم غلظة وجبروت حكامهم والميليشيات التى تحارب بالوكالة فى سوريا بدءًا من داعش والنصرة، مروراً بالميليشيات الشيعية التى تقتل وتذبح بالاسم والمذهب وانتهاءً بحزب الله الذى ترك العدو الحقيقى وأخذ يساعد طاغية مثل «بشار»، تاركاً نصرة المظلوم ومقدماً نصرة الطائفة.

■ أى عقل هذا الذى تفكر به القاعدة وزعيمها لتدعو إلى تفجيرات فى بلاد استقبلت اللاجئين بالورود والقبلات مثل ألمانيا.. أما من كان متشدداً فيها مثل بريطانيا إذا به يخصص وزارة للاجئين ويتحول عن موقفه.

■ كيف أصنع الموت لشعوب أوروبية تظاهرت ضد حكوماتها من أجل السماح للاجئين السوريين بالعيش الكريم بينهم؟!.. هل أصدم هذه الشعوب مئات المرات فى الإسلام وفينا وفى عقولنا وأخلاقنا؟!

■ هل يتظاهر شعب من أجل نصرة قضايانا ونحن نحث على قتل أبنائه.. فأى عقل هذا الذى يفكر به الظواهرى والقاعدة؟!.

■ لقد دفعنى ذلك إلى العودة مجدداً إلى أحداث 11 سبتمبر التى تمر ذكراها هذه الأيام.. والتى غيرت منظومة العالم كله حتى قيل «عالم ما قبل 11 سبتمبر يختلف عن عالم ما بعد 11 سبتمبر».. فقد كان هذا الحادث علامة فارقة فى التاريخ المعاصر.. حتى بدا الحادث وكأنه كائنات فضائية ارتطمت بكوكب الأرض وليس ببرجى التجارة العالمى فهزت الأرض ونقلتها من حالة لأخرى.

■ لقد قامت القاعدة بأحداث 11 سبتمبر وهى تظن أن رد الفعل الأمريكى عليها لن يعدو الردود السابقة وهى عدة صواريخ كروز على معسكرات القاعدة الفارغة مسبقاً كما حدث بعد تفجير القاعدة لسفارتى تنزانيا وكينيا.. فأسقطت القاعدة برجين أمريكيين فأسقطت أمريكا برجين عظيمين من بروج العرب والإسلام واحتلتهما وأذاقتهما الويلات وهما «العراق وأفغانستان».

■ إن أزمة عقل القاعدة وزعمائها أنهم لم يقرأوا التاريخ يوماً.. وظنوا «أن فى كل مرة ستسلم الجرة» فلم يقرأوا دروس قتل التجار التتار فى بلاد خوارزم شاه وكيف أدى ذلك إلى اجتياح التتار لنصف العالم الإسلامى.. ولم يقرأوا دروس هيروشيما ونجازاكى وكيف أن «أمريكا الخمسينيات زعيمة الديمقراطية»أبادت البلدتين من على وجه الأرض وقتلت فى يوم واحد أكثر من خُمس مليون يابانى.. وشوهت أجيالاً وراء أجيال فى هذه المدن.. وذلك حينما شعرت أمريكا بالمهانة لتدمير اليابانيين لميناء بيرل هاربر العسكرى.

■ إن عقل القاعدة دائماً يعانى من خلل خطير فى كل شىء.. فالقاعدة تريد أن تصنع «شو إعلامى» يجعلها تتفوق على غريمتها «داعش» فى سباق التكفير والتفجير والذبح بدعوة الظواهرى إلى تفجيرات فى أوروبا وأمريكا.. أى سباق مجنون هذا.. فالأمم والجماعات تتسابق فى صنع الخير والقرب من الحق «سبحانه».. والرحمة بالخلق.. وهؤلاء يتنافسون فى شغل مساحات التكفير والتفجير وغياب العقل والحكمة والرحمة.

■ إن أزمة القاعدة وداعش وأخواتهما تكرار أخطاء التاريخ حتى إنها تقع فى الجحر الواحد مائة مرة مع أن «المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين».. ولا تراجع نفسها ولا تتعلم من أخطائها شيئاً.. وهذه المحنة أصابة معظم العقل العربى حالياً وبدلاً من أن نعيد كتابة التاريخ بأيدينا وواقعنا كتابة صحيحة ودقيقة وصالحة ومصلحة من جديد إذ بنا نكرر الأخطاء مرات ومرات.

■ إن عقل القاعدة لم يتعلم شيئاً من «سنن الإسلام فى ديار غيرهم»، تلك التى أرساها مهاجرو الحبشة الأوائل من الصحابة الكرام الذين لم يستغلوا الأمان والعدل الذى أعطى لهم من بلد غير مسلم هى الحبشة ليقتلوا أو يفجروا أو يدمروا أبراج التجارة العالمية تارة فى 11 سبتمبر فى نيويورك أو يفجروا ماراثون أمريكيا تارة فى بوسطن من شقيقين شيشانيين ويقتلوا مواطنة أمريكية لا ناقة لها ولا جمل فى السياسة الأمريكية.

■ وكل هؤلاء الذين نفذوا هذه التفجيرات كانوا حاصلين على إقامة أو جنسية أمريكية ويحظون فى هذه البلاد بالأمن والأمان.. ولو أن عقل القاعدة قرأ فقط سيرة مهاجرى الصحابة فى الحبشة لعرفوا سنة الإسلام فى ديار غيرهم.. ولأدركوا أن مهاجرى الصحابة فى الحبشة ما كانوا ليحظوا بهذه المعاملة الكريمة فى بلاد غير مسلمة لولا حكمتهم ومقابلتهم الأمان الذى منحه لهم المجتمع الحبشى بأمان أكبر.. والسلام بسلام أكبر.. والسكينة بسكينة أعظم.. فالإسلام والمسلمون فى حاجة للأمان أكثر من غيرهم.. لأسباب كثيرة يعرفها العوام والخواص.

■ لقد كان من أخطر تداعيات 11 سبتمبر أنها وضعت الإسلام والعروبة وأوطانهم والحركات الإسلامية كلها فى مواجهة لم يكن يريدها ولا يرغبها وليس مستعداً لها ولا قادراً عليها ولا على تبعاتها مع الغرب.. واليوم يكرر الظواهرى والقاعدة وداعش نفس الأمر ولكن بطريقة مختلفة وفى أماكن مختلفة.. ليضع اللاجئين السوريين وكل المسلمين فى الغرب فى معركة لا يرغبونها ولا يريدونها.. وهو يريد فرضها عليهم دون إرادتهم.

■ والغريب أن القاعدة هربت من أفغانستان تماماً مع بداية الهجوم الأمريكى عليها تاركة الشعب الأفغانى المسكين يلقى مصير جريمة لم يرتكبها ولا يعرف عنها شيئاً ويقتل منه ويجرح قرابة «ثلث مليون» ويحول مئات الآلاف من الأفغان إلى معوقين مبتورى القدم.. فى الوقت الذى اصطادت أمريكا وباكستان كل قادة القاعدة من باكستان.

■ وهكذا ضاعت القاعدة وضاعت طالبان وضاعت أفغانستان.. وذلك لأن الملا عمر ترك القاعدة تسرح وتمرح كما تشاء وتفعل ما تشاء وتضرب من تشاء وتهدد من تشاء وتتعامل «كدولة داخل الدولة» وذلك لأنه كان يدير الدولة بمنطق «شيخ الجامع» وليس «رئيس الدولة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية