x

حمدي رزق والدول لا تُبنى بالنوايا الشريرة حمدي رزق الإثنين 14-09-2015 21:45


لا أخفيكم، جتتى اتلبشت من حديث الرئيس عن الدستور، ومثلى كثير، كله إلا الدستور، دستور يا أسيادنا، الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، وعندما يقول الرئيس إن الدستور المصرى كُتب بنوايا حسنة والدول لا تُبنى بالنوايا الحسنة، لابد من توقُّف وتبيُّن لنوايا الرئيس تجاه الدستور.

حتى الدستور «الدَّمور» اللى حيلتنا، الترزية يعانون بطالة، عينهم على الدستور، بصراحة أخشى على الدستور من جماعة «الحياكة الدستورية»، ومع توفر النوايا الحسنة على الرئيس أن يوضح مقصده بالضبط، الكلمات العابرة من الرئيس هى مواقف سياسية تنبنى عليها مواقف شريرة، من الشر، بعد الشر!!

كلام الرئيس ليس طق حنك، ولا يمكن حسابه «كلام ساكت». كلام رئاسى يقاس بالحرف، ونحن فى حالة حرب، عندما يقسم الرئيس على احترام الدستور، لماذا الغمز فى جنب الدستور الذى أقسم على احترامه، وماذا يعنيه الرئيس بأن الدستور كُتب بالنوايا الحسنة، ممكن توضيح رئاسى صريح.

استعرض أسماء لجنة الخمسين، لن تجد بينهم من يستشف من سيرته الوطنية أنه غفل أو على نياته، نية حسنة، جميعاً صاغوا دستوراً قالوا فى محاسنه وصفاته ومواده، يدخلون به الجنة، والله حبيت الدستور موت، ووافقنا بإرادة حرة مستقلة على الدستور بديباجته ومواده، ليس من أجل الرئيس، لم يكن رئيساً بعد ولكن من أجل مصر المدنية الحديثة.

ولم يدر بخلدنا أنه كُتب بالنوايا الحسنة، ولا بمداد المحبة، ولا فى قعدة عرب، ولا كان وارداً أن يتم تغييره لاحقاً، لماذا حديث النوايا الحسنة الآن؟ ولماذا يصرح الرئيس بنواياه الحسنة قبل انتخابات البرلمان؟ أخشى على الدستور أيضاً من البرلمان، أخشى برلماناً تكون مهمته الأولى إضافة مواد دستورية أو تعديل مواد بنوايا شريرة، بالمناسبة الدول لا تُبنى بالنوايا الشريرة إذا كانت النوايا الحسنة لا تبنى الدول على قول الرئيس.

العقد بيننا وبين الرئيس هو الدستور، وأخشى إخلالاً بالعقد، وأرجو أن يراجع الرئيس مقولته المقلقة، وأن يبين ماهية النوايا الحسنة فى الدستور، أخشى من نوايا البعض الشريرة فى دفع الرئيس إلى التصادم مع الدستور، معركة الدستور ليست أولوياتك ياريس، لا تفتح معركة على جبهة مفتوحة أصلاً، نحن فى حالة حرب، ليس لدينا رفاهية تعديل الدستور.

ولايتكم الأولى قاربت على الانتصاف، ومن الإنصاف أن نقول لكم ما يجب أن يقال على أرضية وطنية، من يدفع فى تعديل بعض مواد الدستور، يضركم لا ينفعكم، والسوابق بالتجارب، وارجع لكل محاولات تعديل الدساتير قبلكم، لهم فيها مآرب أخرى، انظر كيف كانت عاقبة المفتئتين على الدستور.

تماماً، لم تكن موفقاً فى هذا القول ياريس، وباعتبار النوايا حسنة تجمعنا، عليكم بالإقرار مجدداً على احترام الدستور. أرجوك ارفع يدك عن الدستور، وحديث الصلاحيات لا يخلف نفعاً، صلاحيات رئيس الجمهورية تكفى وتزيد، لن تزيد مادة أو مادتين من صلاحياتكم، ولن تمنحكم مقعداً هانئاً.

سيادة الرئيس، قبلت حمل الأمانة، وعندما يحين تسليم الأمانة، سلمها إلى أصحابها كاملة غير منقوصة، ويكفيك التفاف الناس وثقتهم، هذه دستور وحدها، صحيح الدستور مش قرآن، ولكن علينا من ده بإيه ياريس، لقد توفر لك من الحب والشعبية ما لا يوفره دستور مكتوب أو غير مكتوب، وبينك وبين الناس تعاقد قلبى لم يرد فى دستور، والبرلمان المقبل إذا لم يرعَ مصالح البلاد والعباد الشعب سيتكفل به، لا تُمارِ فى الدستور، كن حامياً للدستور، هو فيه بيننا غير النوايا الحسنة.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية