من حق الملايين فى البلد أن يتساءلوا عَمنْ يكون المهندس شريف إسماعيل، الذى طلب منه الرئيس تشكيل حكومة جديدة!
فهؤلاء الملايين أنفسهم يعرفون أن الرجل كان وزيراً للبترول، على مدى عامين، وأنه فى نظر الذين تابعوا عمله فى وزارته، كان ناجحاً كوزير مسؤول عن هذا القطاع فى الدولة، وأنه نجح فى توقيع 56 اتفاقية بحث، وتنقيب، واستكشاف للطاقة فى أرضنا، على مدى العامين، وأن حقل «شروق» للغاز الذى جرى الإعلان عنه مؤخراً كان من بين حصيلة هذه الاتفاقيات، وأن هناك حقولاً واستكشافات أخرى فى الطريق، وأنه.. وأنه.. إلى آخره!
هذا عنه، كوزير، ولا أحد يناقش فيه.. ولكن.. ماذا عنه كرئيس وزراء؟! والسؤال بمعنى أدق هو: هل هذه الأسباب تصلح، وحدها، لأن تجعل منه رئيس وزراء ناجحاً، فى وقت لا يحتمل البلد فيه، العكس، تحت أى ظرف؟!
إن هذه المعلومات التى ذكرتها عن الرجل، لم يعرفها كثيرون عنه، إلا يوم تكليفه بتشكيل الحكومة، لأن الواضح أن المهندس شريف ممن لا يميلون إلى التواجد إعلامياً، وأنه من المسؤولين الذين لا تصادفهم فى الإعلام يتكلمون، إلا مرات معدودة على أصابع اليد الواحدة، خلال العام الكامل، أو العامين، فكيف سيتغلب على طبيعته هذه، مع موقع جديد يتعين على صاحبه أن يشتبك مع الإعلام فى كل يوم، بل فى كل ساعة!!
وبمثل ما غابت أسباب إقالة حكومة المهندس محلب، عن الناس، بمثل ما لم يتطوع أحد، فى مؤسسة الرئاسة، ليذكر حرفاً واحداً عن الأسباب التى دعت إلى استدعاء «إسماعيل» رئيساً للحكومة دون غيره، فى ظرف سياسى نحن أحوج الناس فيه إلى رئيس حكومة يكون مقاتلاً سياسياً بالدرجة الأولى، ويتبنى أفكار وقضايا حكومته، والنظام الحاكم بشكل عام، ليدافع عنها، ويشرحها، ويقدمها لمواطنيه بطريقة مقنعة!
كيف يمكن لرئيس الحكومة المكلف أن ينهض بمهمة كهذه، وهو الرجل الذى لم يضبطه أحد متكلماً فى الإعلام، إلا ربما عن طريق الخطأ؟! ولم يضبطه أحد مهتماً بأى شأن عام خارج شأن وزارته؟!
لست أريد أن أنال منه، ولا أريد أن أقلل من شأنه، ولا هذا هو هدفى أبداً، ولكن ما العمل إذا كان ذلك فعلاً هو ما يتساءل به الكثيرون، منذ إعلان اسمه، ولا يقعون على أى جواب!.. ولست أريد أيضاً أن أتطرق إلى علاقته بالوسيط فى قضية رشاوى وزارة الزراعة، لأنى لا أعرف كيف يمكن له، أو للرئاسة، أن تتعامل مع مسألة كهذه، لا يمكن تجاهلها، ولا القفز فوقها بأى حال!
هو فى حاجة إلى أن يقدم نفسه، قبل أن يقدم وزراءه الجدد للرأى العام!.. وتلك مشكلة!