x

محمود مسلم حكومة سايبة!! محمود مسلم الأربعاء 09-09-2015 21:33


قلنا من قبل إن الحكومة تفتقد التناغم.. لم يتحرك أحد.. أضفنا أن هناك حالة سيولة.. لم ينتبه أحد.. قلنا إن زيارات الشو الإعلامية لا تبنى دولة.. لم يصدق أحد.

ثم جاءت لحظة الحقيقة.. وزير فى الحكومة مثل معظم أعضائها يستيقظ مبكراً يقوم بجولات فى كل مكان.. يطلق تصريحات.. يرتدى الجلباب للتقرب إلى الناس.. يشكل لجنة لمكافحة الفساد، ويلعنه صباحاً ومساءً، ثم يكتشف الجميع أنه متهم بالحصول على رشوة لتسهيل مصالح خلال 6 أشهر تولى فيها المسؤولية، لكن الأغرب أن الشائعات طالت معظم وزراء هذه الحكومة، رغم ما يبذلونه من جهد فى الاستيقاظ مبكراً والقيام بجولات الشو الإعلامية وإطلاق التصريحات ولعن الفساد، ما يدل على أنها فقدت اعتبارها عند الناس، بل يؤكد ما قيل من قبل إن هناك حالة سيولة.

لقد مرت الحكومة بأسوأ أيامها خلال الـ48 ساعة الماضية، حيث الشائعات فى الدواوين والفيس بوك والشارع، ولا أحد يعرف الحقيقة.. واضطر كل وزير أن يرد عن نفسه التهم بالطريقة التى ترضيه، وحسب قدراته فلا إدارة مؤسسية لأى شىء، وكأنه لا توجد دولة.. فكما افتقدت الحكومة التناغم فى العمل فإنها أيضاً افتقدت التنسيق فى الرد على الشائعات، وأصبح كل وزير فى مهب الريح، لا يعرف مصيره أو من أين تأتى السهام: هل من الأجهزة الرقابية.. النيابة العامة.. رئاسة الجمهورية.. الإخوان.. موظفى الوزارة!! أم أعدائه مهما كانوا؟!

لقد تركت الدولة وزراءها فى مواجهة الشائعات، وكان من المفترض أن تطمئنهم أو تدافع عنهم.. أو تحاكمهم.. أو تقيلهم، فقد اكتفت بالفرجة، وتركت بعضهم لينهش الإخوان فيهم.. واختلط الحابل بالنابل وفقدت الحكومة مكانتها، ولاحقتها الشائعات والاتهامات من كل جانب، سواء الجنائية أو السياسية، وبالطبع منهم مظلومون ومنهم جناة لم يدركوا أن مصر تخوض حرب وجود وفى مرحلة صعبة لا تحتمل العبث، سواء كان مالياً أو سياسياً، وإذا كان وزير الزراعة قد اتهم فى جرائم جنائية، فأعتقد أن قضية محمد فودة تكشف عن منظومة فساد متكاملة، وأتصور أن هناك أخطاء أو جرائم سياسية قد جرت، ولا أعرف لماذا لم ينصح أحد هؤلاء الوزراء من البداية، خاصة أن «فودة» مارس نفس الفعل مع مسؤولين سابقين فى قضيته الأولى، مما يدل على أن الدولة تسير ببركة دعاء الأمهات الصالحات، وأن النجاحات فيها فردية، بينما الأخطاء والجرائم مؤسسية.

الحكومة بها صراعات كثيرة ما بين أعضاء المجموعة الاقتصادية والخلاف الأخير بين وزير الاستثمار ومحافظ البنك المركزى، ثم الصراع بين وزير التعليم العالى ورئيس جامعة القاهرة.. وكان هناك خلاف بين وزير الزراعة المحبوس مع وزير الصناعة من قبل، بالإضافة إلى شطحات وزير الاتصالات الخائبة.. وملوخية وزيرة القوى العاملة.. وعدم تخصص وزير النقل وغيرها، كما أثبتت القضية الأخيرة والأحداث أن سطوة المتهم محمد فودة على بعض الوزراء أقوى من نفوذ رئيسهم م. إبراهيم محلب أحياناً.

لا يجب التعامل مع القضية كخطأ، لكن يتحتم النظر إليها بمنظور واسع حول المنظومة كيف تم الاختيار؟ ولماذا؟ وأين المتابعة؟ ولماذا الجراءة فى الفساد، بينما يعتقد البعض أن هناك حالة خوف عند الحكومة من التوقيع على المشروعات المختلفة.. وإذا كانت الأجهزة الرقابية تراقب الأخطاء القانونية والجنائية، فمن يراقب الأخطاء السياسية؟ وهل هذه الحكومة تعمل وفق منظومة تتناقل الخبرات وتعظمها.. تملك رؤية موحدة وتنتفض للدفاع عن الدولة.. أم أن كل وزير مهموم بحقيبته وشخصه وجولات الشو والإعلام فقط لا غير؟!

لقد أضاعت الحكومة «العاجزة» من قبل فرصة نجاح المؤتمر الاقتصادى، ولم ينجزوا شيئاً، بل ظلت المعوقات تسيطر، ثم جاء زخم افتتاح قناة السويس وبدلاً من ترجمته إلى واقع جديد.. فقد غرقت الحكومة فى تفاصيل وحواديت تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها غير مؤهلة لقيادة المستقبل.. وإذا كان الرئيس السيسى قد نجح فى قرار واحد بضرب بؤرة الفساد فى الحكومة، فإنه يحتاج إلى قرارات أكثر جراءة وسرعة فى التغيير وعدم الرهان على الضمائر الذى أنتج فى النهاية.. حكومة سايبة!!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية