x

مي عزام لماذا رحل محلب ولماذا حضر إسماعيل؟! مي عزام السبت 12-09-2015 23:53


لم يكن أحد يتوقع تغييرالحكومة قبل الانتخابات البرلمانية، المتفائلون لم يحلموا بأكثر من تغيير وزاري محدود مع الإبقاء على رئيس الوزراء، رغم الحملة الإعلامية الممنهجة على محلب باعتباره من أسباب النكسة الحضارية التي تعيشها مصر.

طوال الفترة الماضية تحمل رئيس الوزراء النقد بسماحة وسعة صدرولم يخرج عن المألوف والمعتاد إلا مؤخرا، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في تونس العاصمة، والذى جاء بعد فترة عصيبة من التأنيب والضغط على المهندس إبراهيم محلب على إثر فضيحة الفساد التي طالت وزير الزراعة وآخرين، هذا الموقف لايمكن القياس عليه ولكنه القشة التي قصمت ظهر البعير.

جدل لم يتوقف في الشارع المصري.. ماذا بعد سقوط وزير الزراعة؟ الكل يتوقع المزيد من المكاشفات ونشر جزء من التحقيقات التي يشاع أنها تطول وزراء آخرين ومسؤولين كبار في الدولة.. نمنا الجمعة ومحلب رئيس وزراء، واستيقظنا السبت ولقد أصبح رئيس وزراء سابق، مفاجأة وخاصة مع تأكيدات المتحدث الرسمي لرئاسة الوزراء، قبل عدة أيام، أنه لاتوجد نية لتعديلات وزارية!!!.

طوال السنوات الماضية وبعد ثورة يناير اعتدنا على تغيير الوزراء والحكومات، لكن الأمر هذه المرة مختلف، فالمهندس إبراهيم محلب كان اختيار بعد اختبار، بمعنى أن الرئيس السيسي زامل المهندس إبراهيم محلب على مدى سنة كاملة، في البداية كوزيرين في وزارة الدكتور حازم الببلاوي، ثم بعد أن كلف الرئيس المؤقت المستشارعدلي منصور محلب بتشكيل الوزارة، وكان المشير السيسي وزيرالدفاع في حكومته.

بعد انتخاب السيسى رئيسا، جدد الأخير الثقة في محلب وطلب منه تشكيل الوزارة، وبدا الأمر أن هناك توافقا في الفكر والعمل بين الطرفين، محلب بالنسبة للسيسى كتاب مفتوح قرأه منذ اللحظة الأولى أثناء تواجدهما معا في مجلس الوزراء، يعرف مزاياه وإيجابياته ويدرك نقاط ضعفه ايضا.. لا أعتقد أن الرئيس تصور مثلا أن محلب بلدوزر ولكنه اكتشف أنه توك توك.. فما هي حقيقة ما حدث؟؟

أعتقد أن تفكير الرئيس في تغييرالحكومة لم يكن قرار متسرع، وأعتقد أيضا أنه ليس رد فعل لقضية الرشوة بوزارة الزراعة، فلا تزر وازرة وزر أخرى، الرئيس ميال للتروي وعدم الاندفاع، فما الذي جعل الرئيس يكسر حلقة من حلقات الاستقرار الذي يحتاجه في هذا التوقيت؟

أي قرار لايمكن فصله عن عوامل ضغط كثيرة ومتعددة تتجمع كلها في لحظة معينة وتحت ظروف خاصة، نحن على أعتاب انتخابات برلمانية، مشكوك في جدواها وفاعلية نتائجها، فالشارع السياسى في أسوأ حالاته، الأحزاب السياسية منقسمة وبدون رؤية واضحة، الإسلام السياسي متواجد رغم محاولات التنكر، البلد تواجه حرب لاهوادة فيها مع الإرهاب في سيناء وبقايا الإخوان في محافظات الجمهورية، ملف حقوق الإنسان وتقييد الحريات وحق التظاهر مؤجلات حاضرة في الذهن ،الطموح في نقلة اقتصادية حقيقية يواجه مشاكل في التمويل وفى الأداء الحكومي المعرقل، رجال الأعمال الذين جمعوا ثرواتهم من خير هذا الوطن لايقدمون ما هو منتظر منهم، الفساد لا يتراجع، يسير على نفس المنهج، الاختلاف في سمسارة الصفقات المشبوهة، الإعلام المصري بجميع أنواعه يواجه مشكلة حقيقية: لايعرف دوره بعد ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان، وأمام خواء المحتوى ترتفع الأصوات الصاخبة في محاولة للتعويض عن النقائص.

مصر تجاوزت سريعا فرحتها بافتتاح قناة السويس، هاشتاج #مصر_بتفرح غاب سريعا، وترك مكانه شعور ثقيل مثل الطقس الحار الرطب الذي نتنفسه ليل نهار ويصيبنا بالإرهاق والملل.

مرهقون، شعب ونخبة وحكومة ونظام، مرهقون، مايزيد من معانتنا أننا نسير في دوائر مغلقة، نفتقد للرؤية الواضحة للطريق الذي علينا أن نسلكه، ونتصور ان الحل في التحرك من هنا لهناك، ومن هناك لهنا على سبيل التغيير.. الحركة بركة.

التغيير لم يكن يوما هدفا في ذاته، ولكنه وسيلة تقربنا من تحقيق أهداف واضحة ومسارات محددة سلفا، نادى بها الشعب قبل 4 سنوات ويزيد: عيش حرية، عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.

ويبقى السؤال الذي لم أجد له اجابة: هل استبدال المهندس شريف إسماعيل بالمهندس إبراهيم محلب سيحقق هذا الهدف؟ إن كان السؤال بنعم، فليقدم لنا رئيس الجمهورية الدليل، وياليته يوضح لنا لماذا فشلت حكومة المهندس إبراهيم محلب في تحقيق حلم التغيير وكيف سينجح المهندس شريف إسماعيل؟.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية