انتهى المركز الإقليمي للأغذية التابع لمركز البحوث الزراعية من إعداد دراسة على بعض الأغذية المتداولة في السوق المصرية، وكذلك التي يتم تصنيعها وإعدادها في المنزل، وذلك لدراسة تأثير طريقة الإعداد ودرجة الحرارة على تكون مادة الأكريلاميد المسرطنة، التي تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان.
وأكدت الدراسة- التي أُجريت على 70 عينة من الأغذية المعنية- تكون مادة الأكريلاميد المسرطنة، نظرًا لاحتوائها على مواد نشوية تتعرض أثناء إعدادها أو تصنيعها لدرجات حرارة أعلى من 120 مثل: البطاطس المحمرة والبطاطا والذرة المشوية وصوص البشاميل والمكرونة الشعرية ولسان العصفور والفيشار والقهوة والكاكاو والأرز والمكسرات (اللوز والصنوبر والبندق وأبوفروة) والخبز المحمص والبصل المحمر والبقسماط والطعمية والقطايف والكيك، وكذلك بعض عينات الفواكه المجففة مثل (القراصية والزبيب والتمر) والزيتون الأسود المعلب، والتي ثبت احتواؤها على مادة الأكريلاميد.
وأشارت نتائج البحث إلى أن نسب الأكريلاميد في العينات تراوحت بين (11- 1845 ميكروجرام/ كجم)، وأن أعلى قيم لهذه المادة في عينات المكسرات المحمرة، بينما أعطت نسبا متوسطة من الأكريلاميد في عينات الفواكه المجففة ومنتجات المخابز المحمصة، في حين أعطت أقل القيم في عينات الطعمية والقطايف.
كما اكتشف المركز الإقليمي نوعا خطيرا جدًا من الصبغات الصناعية، التي تُعرف بـ«صبغات السودان»، التي تُستخدم في صناعة بعض المنتجات البلاستيكية، لإعطائها لونًا زاهيًا.
وقالت الدكتور جيهان المغازي، مدير المركز الإقليمي للأغذية بمركز البحوث الزراعية، إن المركز يقوم بكشف بعض محاولات الغش للأغذية والأعلاف، من خلال إضافة بعض المواد الضارة غير المسموح بها، بهدف تحسين المظهر واللون، حتى يُقبل المستهلك على شرائها.
وأوضحت أن مجموعة صبغات السودان 1، و2، و3، و4 هي صبغات لإعطاء اللون في المنتجات الصناعية غير الغذائية، وغير مسموح بإضافتها للأغذية بأي نسب، وتُعتبر إضافتها نوعا من الغش، حيث إنها تحتوي على مجموعة الأزو، وعند انحلالها تعطى مركبات تسبب السرطان وتشوهات الأجنة، وقد صُنِّفت من قِبَل الوكالة الدولية لأبحاث السرطان على أنها مواد مسرطنة من الدرجة الثالثة.
وأضافت «المغازي»، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أنه تم اختيار مائة منتج لعمل تحليل للكشف عن هذه الصبغات الضارة في المنتجات الغذائية المطروحة بالأسواق المصرية سواء محلية أو مستوردة، وكانت أنواع العينات من التوابل مثل: (البابريكا- الشطة- الكاري- الكركم- السماق- العصفر) أو من المنتجات التي قد تدخل أحد هذه التوابل في تصنيعها مثل (الكاتشب- صوص السلطات- صلصة الطماطم- المستردة- الجبن- المخلل- الزيوت- السناك).
وأوضحت أنه تم استخدام جهاز التحليل الكروموتوجرافي السائل عالي الكفاءة في التحليل، وكانت النتائج الإيجابية لـ45% من العينات المختبرة، وتصل أعلى نسبة من صبغة سودان 4 في إحدى عينات الشطة الحمراء إلى 1120 جزءا في المليون، وكانت أعلى نسبة من السودان 1 في عينة شطة حمراء معبأة 220 جزءا في المليون.
وأشارت إلى أن المركز الإقليمي للأغذية يلعب دورًا إضافيًا لإرشاد المستهلك المصري إلى بعض المواد الضارة التي قد يتناولها في غذائه.