أكد الدكتور إيهاب عبدالباقي عيسوي، وكيل معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية لشؤون الإرشاد والتدريب، أهمية أساسيات الرقابة الصحية على الألبان ومنتجاتها.
وشدد «عيسوي» على ضرورة إنشاء هيئة سلامة الغذاء، لضم جهات الرقابة على الأغذية في جهة واحدة ذات مهام محددة، موضحًا أن هناك مفهوما عند بعض المستهلكين بأن اللبن السائب أفضل من اللبن المعلب، وهذا مفهوم خاطئ، فاللبن المعبأ أفضل بكثير من اللبن السائب من الناحية الميكروبيولوجية، نظرًا لمعاملته معاملة حرارية تقضي على الميكروبات المرضية وجراثيمها، كما أن هناك مواصفات قياسية لهذا المنتج تُلزم المصنعين بتطبيقها، ويجب مراعاة مراقبة هذه المصانع، للوقوف على مدى تطبيقها هذه المواصفات، بدءًا من تسلم اللبن الخام حتى الوصول إلى المستهلك.
وأضاف أن التشريعات الصحية تنص على عدم استعمال المواد الحافظة، لما لها من أضرار بالغة على صحة المستهلك، مشيرًا إلى أن مادة الفورمالين المستخدمة في حفظ الألبان هي مادة شديدة السمية ومسرطنة، ورغم حملات التوعية في الصحافة، لبيان خطورة استخدامها كمادة حافظة للبن والجبن، فإن العديد من المعامل البلدية والباعة السريحة يستخدمونها.
وأوضح «عيسوي» أنه ظهرت في الوقت الحالي أساليب أخرى للغش، وذلك نظرًا لزيادة الطلب على الألبان وقلة المعروض منها، ما جعل العاملين بهذا المجال يقومون بإنشاء محطات تجميع توريد الألبان للجهات المختلفة، وفي هذه المحطات يتم غش اللبن بطرق مختلفة، وتصنع هذه الألبان عن طريق تجنيس لبن البودرة منزوع الدسم مع الشرش المجفف والزيوت النباتية والمثبتات والمستحلبات.
وأضاف وكيل معهد البحوث أنه لكي يكون اللبن صالحًا للاستهلاك، يجب أن يكون اللبن بحالته الطبيعية خاليا من الغش، مطابقًا للمواصفات القياسية، موضحًا أن الغش يتم عن طريق نزع جزء من الدهن أو إضافة ماء أو نزع دهن مع إضافة ماء وإضافة المواد الحافظة غير المصرح بها قانونيًا، وتعديل تركيب اللبن بنزع مكون وإضافة مكون آخر.
وشدد على أهمية مراقبة الألبان التي يتم تداولها بالأسواق وأيضًا الموردة إلى المصانع لإعدادها للتصنيع للوقوف على مدى جودتها ودرجة الغش الفعلي وطرق علاجها.
ودعا «عيسوي» الحكومة إلى وضع برامج لتطوير المعامل البلدية لاتباع الأساليب الحديثة والآمنة في التصنيع، مشددًا على أنه لابد من إنتاج الألبان تحت رقابة صحية، ولابد من تطبيق نظام تحليل المخاطر وتحديد النقاط الحرجة.
وطالب بأهمية وضع التشريعات والقوانين اللازمة لمنع السريحة أو تشديد الرقابة عليهم والتوسع في عمل مزارع إنتاج ألبان يُنتج اللبن بها تحت شروط صحية، مشيرًا إلى أهمية التأكد من بسترة اللبن قبل تصنيعه إلى منتجات، ووضع إطار فني وتنظيمي متكامل لمراكز تجميع الألبان وعلاقتها بالنقاط الفرعية في القرى.
وفيما يتعلق بمساوئ تصنيع الجبن القريش في الريف، أكد خبير تصنيع الألبان أن اللبن المستخدم في الصناعة لم تتم بسترته وحدث التجبن بواسطة الميكروبات الموجودة باللبن، والتي قد تصل إليه أثناء الحليب أو نقله وتداوله، وهذه الميكروبات لا يمكن التحكم فيها أثناء التخمر.