رجال الدين ثاروا، العلماء اختلفوا، الحكومات تدخلت، التمويلات انسحبت، المظاهرات اندلعت، الفلاسفة هاجمت، معامل أغلقت، قوانين جديدة سُـنت، دنيا انقلبت! إيه الحكاية؟!
الحكاية أن فرانكشتين يمكن أن يصبح حقيقة! وأن ميدوزا يمكن أن تتجسد من الأساطير اليونانية القديمة «ميدوزا هى امرأة مجنحة مخيفة، وشعرها على هيئة أفاع فى كل اتجاه»، ودخل هذا الوصف عالم الطب فى حالات ارتفاع ضغط الدم فى الدورة البابية فى حالات التليف الكبدى، أوردة تنتشر فى جدار البطن حول السرة:
Caput Medosa In Portal Hypertension.
أى رأس ميدوزا!
وأخيراً دراكولا يمكن أن يمتص دماءنا، ويخرج علينا من معامل الهندسة الوراثية!
الاستنساخ Cloning هو أن تأتى بإنسان كامل أو حيوان كامل من خلية جسمية 46 كروموزوم فى الإنسان، بدلاً من خليتين جنسيتين 23+23=46 كروموزوم!
نجح توماس كنج وجوردون فى استنساخ الضفادع من خلايا جسمية من الأمعاء!! وكان ذلك 1975! اندلعت المظاهرات بقيادة روبرت شاين شايمر فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت شعارات الثورة:
To Day Frog, To Morrow Man.
اليوم ضفدعة غداً الإنسان!
قال شاين شايمر: الهندسة الوراثية أشد خطراً على البشرية من القنابل الذرية!
وقال ماكس بيرنستيل:
نحن على شفا انفجار علمى أخلاقى دينى، لا يعلم مداه إلا الله!
من هو القادم الجديد من إحدى خلاياك الجسمية؟! إنه ليس ابنك لأنه ليس من زوجتك! وليس أخاك لأنه ليس من أمك وأبيك! إنه أنت، ولأول مرة فى تاريخ البشرية يشهد الإنسان نفسه لحظة ميلاده! ثم إن من الذى يرثك بعد رحيلك عن هذا العالم؟ ابنك الذى هو 50٪ منك، أم 100٪ منك أى أنك ترث نفسك؟!
أصدر جيمى كارتر قانوناً 1975 بإيقاف العمل فى معامل الهندسة الوراثية، وظل هذا الإيقاف حتى يونيو 1977.
تظاهر 170 عالماً على رأسهم تشارلز وايزمان يقولون:
المبادئ تتغير ولكن الحقائق لا تتغير، ثم إن كل شىء له آثار جانبية، فالماء يغرق، والنار تحرق، والمضادات الحيوية قد تؤدى للوفاة، ولكن لا نستطيع الاستغناء عن الماء أو النار أو المضادات الحيوية!
كذلك الهندسة الوراثية لها مخاطرها، ولكن الواجب علينا أن العلم نرشده ولا نعوقه.
استجاب كارتر لهؤلاء العلماء وأمر بفتح معامل الهندسة الوراثية فى يونيو 1977 ووضع شروطاً وتقسيما لهذه المعامل أربعة:
أ- معامل لدراسة التركيب الوراثى للخلية.
ب- قطع ولحام الشريط الوراثى للخلية، بواسطة إنزيمات قاطعة أو لاحمة.
ج- نقل جينات جديدة للخلية.
د- كائنات جديدة لم تعرفها البشرية من قبل مثل العنزروف أو العنزة الخروف Sheepgoat أو الخنازير البشرية Hummigs أى Human Pigs لأخذ أعضاء من الخنازير البشرية تحمل خلاياها الجين البشرى فلا يرفضها الجسم كالكلى أو القلب أو الكبد!
هذا النوع الرابع وضع تحت رقابة مشددة كالقنابل النووية، كما وضع تحت رئاسة شرفية لإدوارد كينيدى.
أخيراً هل اهتمامات الهندسة الوراثية اقتصرت على استنساخ النعجة دوللى والبقرة سوزى، أم امتدت لعوالم الزراعة والصناعة والطب؟! هذا هو مقالنا القادم إن شاء الله.