x

مكاوي سعيد شماتة الحمقى والجهلان فى أحوال لبنان مكاوي سعيد الخميس 03-09-2015 21:47


اللبنانيون هبّوا، فى أعجب احتجاجات التاريخ، ضد القمامة التى تكدست فى الطرقات والشوارع، وبالطبع ضد الساسة الذين يتشدقون بالكلام فى البرلمانات وخلف الكاميرات؛ ولا يفعلون شيئا! وضد الفساد ورائحته النتنة التى انقلبت من تعبير مجازى معنوى إلى واقع قذر يزكم الأنوف. اللبنانيون تجسدت أمامهم قذارة ألاعيب السياسيين فخرجوا بكل طوائفهم يهتفون «طلعت ريحتكم»، مخاطبين ومطالبين صناع الفساد بمراعاة الله والشعب والوطن، صرخوا فى وجه الساسة ورجال الأعمال وزعماء الطوائف المتناحرة من أجل الحفاظ على هذا الوطن الجميل الرائع. وفى المقابل سخر بعض الشباب المصرى على مواقع التواصل الاجتماعى من هذه الثورة أو الاحتجاجات بدم ثقيل جدًا، لأنهم لم يروا فيها غير نساء جميلات يرتدى بعضهن ملابس قصيرة يعترضن على القمامة؛ فأطلقوا ألسنتهم بعبارات أقل ما يقال فيها أنها سخيفة من عينة: «ثورة بالمايوهات» أو «هى دى الثورات ولا بلاش» أو «ما عندكمش رجالة». ثم امتد حبل السخرية حتى وصل إلى إهانة المصريات أنفسهن فى مقارنات سخيفة بين الفتاة المصرية واللبنانية، وعبر مبالغات أشد لجمال اللبنانيات ودمامة المصريات من خلال عبارات كهذه: «تعالوا شوفوا الغفر اللى عندنا»، مع أن جمال الفتاة المصرية وخفة دمها يتحاكى بهما العرب كلهم، فلصالح من هذا التشويه؟ بالإضافة إلى إغضاب إخوتنا فى لبنان الذين عبروا بدهشة: «نحن مصدومون من رد فعل المصريين، كنا نتوقع مساندتهم لا سخريتهم».. المشكلة الأكبر فى رأيى أن هؤلاء الذين جرّتهم الخفة إلى الشماتة والسخرية، غفلوا- عامدين أو جاهلين- عن حق المواطن فى الاحتجاج ضد الفساد المادى والمعنوى، وغفلوا أيضاً عن العنف الذى تعرّض له المحتجون ولم يروا فيهم إلا سيقاناً وصدوراً عارية، وتجاهلوا كفاح هذا الشعب المقاتل الصغير الجميل، الذى واجه الأمريكان والإسرائيليين والشعوبية والطائفية والحروب الأهلية، وناله أذى شديد لكنه خرج منها سالمًا، ولو تكررت الأمور ثانية- لا قدر الله- سيخرج منها أقوى مما قبل، فقد ألف ذلك وتمرّس فيه. هذا بعض ما صدر من شباب شبكات التواصل الاجتماعى، وربما نلتمس لهم بعض العذر لحداثة سنهم أو جهالتهم أو قلة ثقافتهم، فهذه الشبكات تتيح للجميع المشاركة دون شرط السن كمجلات ميكى زمان من سن «7 إلى 77».. لكن أن يكتب كتّاب معروفون تحت لافتة «الكاتب الساخر» مقالات بنفس مستوى الشباب الطائش من عينة «الحمد الله إن ثورات الربيع العربى وصلت لبنان.. وقريب حتجيلنا المزز اللبنانية لغاية عندنا ونتخلص من الغفر اللى تبعنا» أو «يا رب ما توصل ثورات الربيع العربى للسودان وموريتانيا والصومال»، فى تهكم سخيف وعنصرية بغيضة ضد اللون والبلاد الشقيقة، ويا ريت اللى كاتبها أبيض زى شق اللفت، كما كانت تصف أمى، لكنه من لوننا أو أفتح قليلاً؛ وليس معنى كلامى أنى أمنح مختلفى اللون الحق فى تفضيل لونهم على سائر البشر، لكن أعذره قليلاً طبقاً لمقولة «الأعور وسط العُمى ملك»، وسأكتفى بتعليق إحدى فتياتنا الجميلات على هذه المقولات على المواقع نفسها «مزز إيه يا رجالة نص لبة.. الواحد منكم كرشه مدلدل زى الست الحامل ومبيعرفش يطلع السرير لوحده وبيبقى عايز سلّم متحرك.. وبيقولولك مزز لبنان!».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية