من المبكيات المضحكات أن العند اللى تأثيره مش هايظهر إلا بعد ١٠ سنوات سيستمر، حيث إننا نحن من نتحمل تبعاته، مثلما حدث فى ١٩٦٧.
١- معظم العالم يتجه لمحطات الكهرباء بالغاز الطبيعى لأنها رخيصة وسهلة ويمكن بناؤها بسرعة.
٢- إنتاج الغاز الطبيعى فى العالم أكثر من الطلب على الغاز. فعلى سبيل المثال، إن طاقة مصانع الغاز المسال حاليا أكثر من الطلب العالمى على الغاز، ناهيك عن المصانع تحت الإنشاء وسعر الغاز المسال سينخفض قريبا، كما أن تحكم روسيا فى أسعار وكميات الغاز المورد لأوروبا سيتآكل.
٣- منطقة شرق المتوسط هى الآن أكبر حوض للغاز الطبيعى. والمشكلة ليست فى اكتشاف الغاز، ولكن فى أن تكلفة الاستخراج مع انخفاض الأسعار لا يشجع الشركات العالمية على استخراجه مما يعود بالغاز إلى سبعينيات القرن الماضى، حيث كانت شركات البترول العالمية تقوم بحرق الغاز فى الحقل أو تتنازل عن الغاز للدولة (مثلما تنازلت شل عن حقل الشمال لقطر). للعلم تقوم شركة إينى حاليا بالحفر فى المياه الإقليمية على بعد ١ كم فقط من الحقل الإسرائيلى.
٤- إن التقدم التكنولوجى فى الطاقة الشمسية سيجعل أسعار محطات الطاقة الشمسية منافسة لأسعار المحطات الغازية. ولقد صنعت مؤخرا شركة أمريكية نوافذ تولد الكهرباء، وسيتم تركيبها قريبا فى ناطحات السحاب، مما سيجعل ناطحات السحاب لا تحتاج للكهرباء الخارجية.
٥- إن تكلفة الوقود فى المحطة النووية لا تتعدى ٥٪ من تكلفة التوليد. أى أن الصيانة وتخزين الوقود المستعمل وخلافه تمثل ٩٠-٩٥٪ من تكلفة التشغيل، ناهيك عن تكلفة إعادة تأهيل المنطقة بعد انقضاء عمر المحطة، أو لو لا قدر الله حدث تسرب إشعاعى.
٦- أما عن العند فحدث ولا حرج، فنحن نصر على محاربة حرب عصابات باستعمال دبابات بدلا من الطائرات بدون طيار، والتى تطير لمدة ٢٤ ساعة وترسل صورا للمنطقة المحيطة أو لمسار خط الغاز أو خطوط الضغط العالى لحظيا، وترسل الصور حتى إلى الموبايلات، مما يجعل جميع المناطق الحيوية أو التى يختبئ فيها الإرهابيون تحت المراقبة ٢٤ ساعة، وهو ما يحافظ على أرواح الجنود ويقلل احتمالات وقوعهم فى كمين، أو أن تنفجر فيهم قنبلة مخفية أو لغم، أو أن يتفاجأوا بهجوم من ١٠٠ سيارة مثلما حدث مؤخرا واضطررنا لاستعمال الـ«إف ١٦» لفك الحصار.
يا سيدى إن العند سيستمر طالما أننا نحن من ندفع الثمن. ولك الله يا مصر.
محمود راتب
■ ■ ■
من المفارقات المبكية أن مشروعاتنا الكبرى، مثل الضبعة، تدار بالشعارات أكثر من الدراسات العلمية.
الضبعة كارثة يجرى تسويقها على مستويات عدة أخطرها الأمن القومى، حيث يتصور الناس أننا بمفاعل الضبعة سوف ننضم إلى النادى النووى منافسة لإسرائيل كما فعلت إيران، وهو تصور خرافى بأى مقياس.
العالم يحاول التوفيق بين احتياجات الطاقة ومصادرها التى تمر بثورة ابتكارات فعلية أدت لانخفاض أسعار البترول لأقل من ٤٠ دولارا للبرميل، وأصبح الاهتمام الأول هو الطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة، مما حدا بألمانيا مثلا لإغلاق مفاعلاتها النووية بحلول عام ٢٠٢٠ نظرا لمخاطرها على السكان والاعتماد على الطاقة الشمسية التى حبانا الله بها أضعاف أضعاف ألمانيا.
الضبعة كارثة حقيقية من كل الوجوه ولا مبرر لها، ومخاطرها المريعة مكلفة وباهظة مثلها مثل العاصمة الإدارية المزعومة!
بر مصر فى حاجة إلى كل هذه البلايين لبناء شبكة سكك حديدية مكهربة ومترو سطحى يربط أنحاء البلاد بعضها ببعض دون عوادم أو إشعاعات أو مخلفات وقود نووى، بِر مصر فى حاجة إلى طرق بلا مطبات وبنية تحتية توصل الماء النظيف والكهرباء لكل مواطن أينما كان، بر مصر ليس فى حاجة إلى قنبلة نووية فى الضبعة التى تقع فى مهب الريح الشمالية جنوبية التى تحمل الحياة وقد تحمل الموت إلى كل مصر.
آسف للإطالة مع وافر التحية
أحمد أبوشادى
■ ■ ■
تعليق نيوتن
أنا لن أدخل فى مناقشات علمية.
فليكن المشروع وأهلاً بالمفاعلين. ولكن هل هناك وسيلة لإنقاذ ريفييرا البحر الأبيض المصرية. وأرض الضبعة لنقيم عليها مدينة نموذجية تعمل طوال العام؟
وبالمناسبة سألت عالما موثوقا به، طلب منى عدم الزج باسمه فى هذا الموضوع، قال لى فلتقم الضبعة على بعد ٤٠ كيلومترا من شاطئ الإسكندرية، وبما أن إتمامه سيكون بعد ١٠ سنوات فلن يعوق من قاموا بعمل تفريعة قناة السويس فى سنة واحدة بأن يشقوا مثل هذه القناة من البحر لتكون مصدرا لتبريد المفاعلين.